الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ساركوزي وأولمرت : الفرصة التاريخية
التاريخ
2007-10-24التاريخ الهجرى
14281012المؤلف
الخلاصة
ساركوزي وأولمرت: الفرصة التاريخية رندة تقي الدين الحياة - 24/10/07// قال نيكولا ساركوزي لضيفه الاسرائيلي ايهود اولمرت، عند استقباله له في قصر الاليزيه أول من امس الاثنين إن عليه القبول بالمجازفة من أجل السلام وان هناك الآن فرصة تاريخية ينبغي ألا تمر من دون اغتنامها. وقال اولمرت لساركوزي إنه جاهز لكنه يرى ان الطرف الفلسطيني ليس جاهزاً للتقدم على صعيد تنفيذ خريطة الطريق بالنسبة الى وقف الارهاب. ووجد الرئيس الفرنسي في مواقف اولمرت بعض الانفتاح حول ملف القدس والحدود، لكنه لمس تشدداً بالنسبة الى موضوع حق العودة. واستمع ساركوزي الى شرح ضيفه بالنسبة الى الملفات الثلاثة واستعداده لبحثها خلال مؤتمر انابوليس الذي دعت اليه الولايات المتحدة. إلا ان السياسة الاسرائيلية على الأرض حيال الفلسطينيين تختلف كل الاختلاف مع ما يقوله اولمرت لأصدقائه في الغرب. فالعمليات التي تقوم بها بعض الفصائل الفلسطينية ينبغي إدانتها لأنها تستهدف مدنيين أبرياء. لكن الارهاب في الأراضي المحتلة وفي اسرائيل، كثيراً ما ينجم عن سياسات اسرائيلية ترفض الاعتراف بحقوق شعب فلسطين ثم احتلال أرضه وعزله في بؤر يأس وفقر وسوء معاملة وتهديد وقتل من قبل جنود ركزوا عملهم على إجهاض حقوق الشعب الفلسطيني. وعندما يقول اولمرت لساركوزي إنه منفتح حول موضوع القدس وان هناك في القدس مدينتين جنباً الى جنب، فكأنه مصاب بفقدان الذاكرة، ونسي الجدار المعيب الذي بنته الحكومة الاسرائيلية بحجة مكافحة الارهاب، وهو عملياً يشبه جدار برلين لفصل الفلسطينيين عن القدس القديمة. ويدعي أولمرت انه جاهز للسلام، ولكن ماذا عن المستوطنات وعزل المدن الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من عائدات مالية تجمدها الحكومة الاسرائيلية؟ وكيف يقول أولمرت إنه يتفهم ويدرك أن في القدس مدينتين، فيما هذه المدينة تشهد أعمالاً إسرائيلية لدفن المعالم الأثرية فيها، بحسب خبراء الآثار في منظمة اليونيسكو. وعلى رغم أن أولمرت أظهر للرئيس الفرنسي أنه مستعد للسلام وجاهز لمؤتمر أنابوليس، فإن الممارسات الإسرائيلية لا توحي بذلك. فإسرائيل لم تأخذ قطار السلام، كما أنها هي التي رفضت تنفيذ «خريطة الطريق»، التي قتلها الرفض الإسرائيلي. كما أن إسرائيل رفضت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي تبنتها قمة بيروت العربية، وشنت حرباً خاسرة على لبنان بحجة انهاء «حزب الله»، لكنها عملياً أنهكت لبنان ودمرت بنيته التحتية وقوّت «حزب الله». وأولمرت ضعيف داخلياً في اسرائيل، ومن الصعب على رئيس حكومة ضعيف أن يعمل على تغيير سياسة حكومته. لكنه يؤكد للرئيس الفرنسي أنه يريد العمل من أجل السلام، لأن ساركوزي يدرك أهمية حل الصراع في المنطقة، لأنه يهدد أمن العالم بأسره. وساركوزي رئيس شاب، تربطه صداقة وثيقة بإسرائيل، لكنه يعرف أن مصلحة فرنسا وأمنها وأمن منطقة الشرق الأوسط مرتبطة بشدة بحل هذا الصراع. وخلال الزيارة التي يقوم بها إلى المغرب، فإن ساركوزي أطلق في خطاب ألقاه في طنجة، مشروعه حول اتحاد المتوسط، وأكد مجدداً عزمه على دفع دول المتوسط للتقدم نحو السلام والتنمية والابتعاد عن الحروب والكوارث والإرهاب. فهل يصدق أولمرت ويقدم تنازلات في أنابوليس، أم أن هذا المؤتمر سيكون مؤتمراً آخر لالتقاط الصور والحديث من دون نتائج؟ وكيف يمكن الحل إذا بقيت إسرائيل على موقفها الرافض لحق العودة للفلسطينيين؟ وهل السلام ممكن إذا استمر هذا الرفض، وأي سلام سيكون هذا بالنسبة إلى لاجئين سيؤدي توطينهم في دول المنطقة إلى صراعات ويكون أساساً لمشكلة جديدة وربما حروب أخرى؟ صحيح أن ساركوزي صديق لإسرائيل، لكنه رئيس لفرنسا وليس للولايات المتحدة. والسياسة الفرنسية تاريخياً أكثر توازناً من السياسة الاميركية في الشرق الأوسط، وساركوزي معجب بالمواقف التاريخية للرئيس الفرنسي الراحل الجنرال شارل ديغول. فهل يتمكن من اقناع أصدقائه في اسرائيل بالإقدام على تنازلات؟ هذا سيكون التحدي الأكبر لسياسته الخارجية.
المصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
482778النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16273الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطينالمبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
رندة تقي الدينتاريخ النشر
20071024الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الشرق الاوسط
فرنسا
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
باريس - فرنسا