الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأمير سلطان .. وكلمة المضامين الثلاثة
الخلاصة
الأمير سلطان .. وكلمة المضامين الثلاثةكلمة الاقتصادية الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لدى استقباله - يحفظه الله - سمو الأمير خالد بن سلطان وكبار ضباط القوات المسلحة أمس الأول، جاءت بثلاثة مضامين في غاية الأهمية .. فقد عكست في المقام الأول موقف المملكة من النزاعات أيّا كانت، وحرصها الأكيد على السلام والأمن بين الدول والشعوب، وتعزيز لغة السلم الدولي بين المجتمعات، وحل كل النزاعات بالطرق السلمية. وقد ألمح سموه إلى ذلك السجل الحافل من الأيادي البيضاء للمملكة في هذا السياق، ودورها في تكريس السلام في غير مكان من بؤر التوتر في العالم، اتساقا مع سياستها الثابتة والأصيلة في دعم الاستقرار الدولي، والعمل على تجنيب الشعوب ويلات الصراع ومخرجات العنف التي لا تسهم إلا في تغذية الضغائن، وصرف الأنظار عن الدور الحقيقي للإنسانية في عمارة الأرض. وقد نبه سموه الكريم، بلغة لا تخلو من الأسف، إلى أن المملكة قد وجدت نفسها مضطرة للدفاع عن سيادتها وكرامتها في أعقاب العدوان السافر الذي شنه المتسللون الحوثيون على الأراضي السعودية، معربا على عميق أسفه على كل قطرة دم أريقت في هذه المواجهة من الطرفين، في وقت كان من المفترض أن تتجه أفواه البنادق إلى العدو الحقيقي للأمة وليس إلى نحور الأشقاء، حينما قال ــ يحفظه الله ـ ـ: «إننا كنا نتمنى ممن يقاتلوننا أو من يحرضونهم على القتال لو وجهوا سلاحهم باتجاه أعدائنا لا أن تكون البندقية باتجاهين متضادين». في حين جاء المضمون الثاني للكلمة حاسما وحازما فيما يتصل برفض المملكة مثل هذه التجاوزات، والعبث بأمنها وسيادة أراضيها، ووقوفها بعزة وكرامة لمواجهة أي عدوان ومن أي جهة كانت، ذلك لأن المملكة التي تسخر كل جهودها لخدمة الأمن والسلام الدوليين لا يمكن أن تتساهل مع من يحاول العبث بأمنها أو جرها إلى دوامة الصراعات لصرفها عن مهامها الأساسية في قيادة معركة التنمية والتطوير والتحديث في الداخل المحلي، والعمل مع كل قوى الاعتدال في العالم لخدمة الإنسانية وإبعادها عن شبح الحروب. وهنا يكون سموه الكريم قد ربط بين رفض مبدأ الحرب، ورفض العدوان في الوقت ذاته دون الانجرار إلى مزالق الشحن باستخدام الشعارات أو توظيف ما يجري في المعادلات الإقليمية، كما يحاول البعض أن يفعل لحساب بعض المزادات السياسية، وكأنما هو يشير إلى غضبة الحليم. أما البعد الثالث أو المضمون الثالث في كلمة سموه الكريم .. فهو بُعد أخلاقي بالدرجة الأولى، ويكاد يكون لغة خاصة لا يجيدها سواه، وهو الذي ارتبط مع أفراد القوات المسلحة كافة ومنذ أمد بعيد، بوشيجة خاصة، هو يُفضل التعبير عنها بالزمالة .. فيما يراها جنوده البواسل نوعا من الاحتضان النفسي والمادي والمعنوي، حينما يشير في ختام كلمته الكريمة إلى أنه مفوض من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رعاه الله - بأن يقوم بخدمتهم جميعا ومتابعة كل احتياجاتهم العامة والخاصة، ويطلب منهم بإلحاح عدم التردد في أي صغيرة أو كبيرة، ويشهد الله على حبهم ومكانتهم العزيزة في نفسه، وهي اللغة التي ترجمها - يحفظه الله - وفور وصوله إلى أرض الوطن بعد رحلته العلاجية، بزيارة المصابين منهم في المستشفى، وتقبيل رؤوسهم، وأعادوها إليه وفاء بتعجل الشفاء للعودة إلى الجبهة لاستئناف واجبهم العسكري. هذه الملحمة من الحب المتبادل التي أسس لها سموه الكريم، هي انعكاس طبيعي للأسلوب الفريد في الإدارة العسكرية، والذي انتهجه سموه لاستنهاض الهمم وترقية معاني الفداء، ربما من الصعب أن تتكرر في أي مكان آخر لأنها تيمة خاصة لا يجيدها إلا رجل بوزن سلطان بن عبد العزيز وتاريخه الطويل في بناء القوات المسلحة طوبة طوبة، ليندغم وجدان الجيش مع كل معاني الأبوة أو الزمالة الخاصة، كما يفضل أن يصفها سموه، في أروع أنموذج للتلاحم الذي يشكل الآن ــ ولله الحمد ــ درع الوطن وسياجه المتين.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
482923النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5925الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخالد بن سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - الأمن الوطنيالسعودية - الجيش - القوات المسلحة
السعودية. وزارة الدفاع والطيران
مكافحة الارهاب
الهيئات
وزارة الدفاع - السعوديةتاريخ النشر
20091231الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية