خادم الحرمين وجهوده الموصولة في تمكين السلام في المعمورة
Date
4-1-2009xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300107Author
Abstract
تعددت المبادرات الملكية من بلادنا بلاد الإسلام، والإسلام دين السلام، وتوسعت، فمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام التي شكلت مرتكزاً مهماً لإقامة سلام عادل وشامل مستند إلى الشرعية الدولية للصراع العربي - الإسرائيلي، إلى مبادرة الحوار بين اتباع الأديان، حيث ذهب خادم الحرمين بعد لقاء بين المسلمين في مكة المكرمة في رحلته إلى المؤتمر العالمي في مدريد ثم اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حاملاً معه رسالة من الأمة الإسلامية وفي وجدانه فكر رائد في التأسيس لحوار كوني ناضج بين أتباع الأديان، حيث أولى -حفظه الله- هذا الموضوع أهمية استثنائية خصوصاً حين علا صوت صدام الحضارات لوضع تعاون الحضارات بديلاً عن صدامها لما تحمله تلك الرسالة من فهم عميق لروح الإسلام السمحة النبيلة. واكتسب اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عالي المستوى أهميته الاستثنائية على المستوى الدولي حيث باركت الأسرة الدولية استمرار مسيرة الحوار بين الأديان والشعوب وفقاً لإعلان مدريد، ولكونه يأتي في سياق حوار كوني بين أتباع الأديان تستضيفه الهيئة الدولية بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين ضمن جهوده - أيده الله - الموصولة التي بذلها من أجل ترسيخ السلام العالمي، وتعزيز الاحترام المتبادل بين الأديان والتقريب بينها، عبر دعواته المستمرة التي لم تكن تعرف الكلل أو الملل لدعم التسامح والحوار، وتعظيم الجوامع المشتركة بين الثقافات والشعوب لما فيه خير وخدمة الإنسانية والذي يستحق عن جدارة لقب ملك السلام لجهوده في تمكين السلام في المعمورة والتعايش الحضاري بين الشعوب ودعم السلم والاستقرار العالمي في عالم يموج بالكثير من التحديات والمتغيرات المتلاحقة التي قد يدركها العقل وقد لا يدرك معظمها. في كلمة خادم الحرمين الشريفين في حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج 1429 يقول - أيده الله-: (في موسم الحج الماضي حدثتكم عن أهمية الحوار بين أتباع الأديان، حيث دعت المملكة العربية السعودية إلى لقاء بين المسلمين في مكة المكرمة لمناقشة فكرة الحوار شكر فيه علماء ومفكرو الأمة الإسلامية، أسفر عن الترحيب بالفكرة وتأصيلها تأصيلاً شرعياً وأعقب ذلك مؤتمر عالمي في مدريد ضم ممثلين عن الأديان والثقافات واستعرض ما صدر عن لقاء مكة وأصدر بياناً مرحباً بالفكرة ودعا إلى تطويرها كما شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً عالي المستوى حضره العديد من قادة العالم البارزين، حيث باركت الأسرة الدولية بأكملها فكرة الحوار. إن هدف إخوانكم في المملكة من هذا المشروع هو عزة الإسلام وخدمة الإنسانية ولعل ما حققه من نجاح وقبول - والذي كان بفضل من الله وتوفيقه- يجعلنا متفائلين أن يصاحبه النجاح مستقبلاً إن شاء الله). وقد تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح المؤتمر العالمي للحوار بحضور ممثلي الرسالات السماوية والحضارات والثقافات قوله -حفظه الله-: (جئتكم من مهوى قلوب المسلمين، من بلاد الحرمين الشريفين، حاملاً معي رسالة من الأمة الإسلامية، ممثلة في علمائها ومفكريها الذين اجتمعوا مؤخراً في رحاب بيت الله الحرام، رسالة تعلن أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح، رسالة تدعو إلى الحوار البناء بين أتباع الأديان). وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن المؤتمر ينعقد لأن البشرية (تمر بفترة حرجة تشهد بالرغم من كل التقدم العلمي تفشي الجرائم، وتنامي الإرهاب، وتفكك الأسرة، وانتهاك المخدرات لعقول الشباب، واستغلال الأقوياء للفقراء، والنزعات العنصرية البغيضة.. لذلك علينا أن نعلن للعالم أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى النزاع والصراع، ونقول إن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان، ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع كل دين سماوي، وكل عقيدة سياسية.. وإذا كنا نريد لهذا اللقاء التاريخي أن ينجح فلابد أن نتوجه إلى القواسم المشتركة التي تجمع بيننا). وخادم الحرمين الشريفين صاحب فكر بنائي مرتكز على فكر واضح منظم ومباشر ويعتمد الواقع فيتخذه منطلقاً للتغيير ويتسم عادة بالعقلانية والموضوعية والوضوح. ويقدر العالم كله لخادم الحرمين الشريفين سياسة الوسطية والاعتدال التي هي نهج الدولة السعودية الرشيدة وسمة من سماتها ولها أعلى منسوب من السماحة والتسامح. والدعوة الآن موجهة إلى الأسرة الدولية دعونا نسرع الخطى وراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ودعونا نحسن قراءة مبادراته لما فيه خير وخدمة الإنسانية والمبادئ والرؤى من أجل ترسيخ السلام العالمي التي كانت ولا تزال، تملأ عقل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقلبه.
Publisher
صحيفة الجزيرةVideo Number
482962Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
13247Topics
التعددية الدينيةالحوار
السعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
السياسة الدولية - مقالات ومحاضرات
المبادرة السعودية للسلام
حوار الأديان
مبادرة الملك عبدالله للسلام