التحرك السعودي لإنقاذ لبنان وحماية المنطقة وإقناع المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته

Abstract

جاءت تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في حفل العشاء الذي أقامه رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيليبان لتؤكد من جديد مواقف المملكة الثابتة في دعم القضايا العربية وخاصة القضية اللبنانية . كما جاءت تصريحات الأمير سعود الفيصل في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الفرنسي دوست بلازى لتضع الأمور في نصابها وتوضح للعالم أن الأزمة الحالية هي نتيجة طبيعية لعدم حسم المجتمع الدولي للصراع العربي الإسرائيلي . فقد جاء موقف المملكة واضحا يدين ويرفض عمليات التدمير والقتل الجماعي وتحطيم البني الاقتصادية التي نشهدها اليوم نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان ، ويدعو المجتمع الدولي للتحرك فورا لوقف هذه الاعتداءات الغاشمة والعمل على اتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على الامن والاستقرار الدوليين وأن تتظافر الجهود الدولية لازالة كل ما يؤجج الصراعات في المنطقة. والمملكة من خلال تحركها اليوم مع فرنسا كدولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن وعضو مؤثر في الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي ، لاتهدف إلا الى بلورة موقف دولي يخدم القضية اللبنانية من خلال التركيز على نقطتين هامتين : الأولى : أن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو نتيجة عدم حسم القضية الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي ، والقضية اللبنانية الآن تعيد إلى الذكر السياسات المتعجرفة التي تتبعها إسرائيل تجاه جيرانها العرب. الثانية : رفض وإدانة ماتقوم به إسرائيل ، والسعي إلى دعم لبنان سياسيا واقتصاديا وبلورة موقف دولي يحظى بدعم فرنسي سعودي يقوم على نشر قوات دولية على الحدود بين لبنان وإسرائيل كحل أمثل لهذه القضية . ويمكن القول إن مايساعد على التفاهم بين المملكة وفرنسا هو ما يجمع بين البلدين من نظرة أخلاقية وإنسانية للعلاقات الدولية ، وتقدر كل دولة في الأخرى نزعتها السلمية في علاقاتها الخارجية ، ودعمها للاستقرار والأمن في دوائر السياسة الخارجية لها .وإذا كانت المملكة تسعى لدعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي ، ولتنويع علاقاتها شرقا وغربا فإن فرنسا سعت إلى جعل « البحر الأبيض المتوسط» بحيرة سلام خاضعة لسيادة الدول الواقعة عليه تمهيدا لقيام نوع من النشاط الاقتصادي بينها، كما سعت إلى التعاون مع الدول العربية نظرا لحاجة فرنسا إليها في الحصول على المواد الأولية....