الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الحوار الإسلامي و الإنجاز الحضاري
الخلاصة
يتصور البعض ان المقصود بحوار الحضارات الذي تدخل فيه الاديان: هو الخلط بين الاديان، وان يكون الدين واحدا: وليس كذلك بل حوار اتباع الاديان والحضارات الذي دعا اليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- وتبنى فكرته، واستشار العلماء فيه، له اهداف نبيلة من اهمها:- اتفاق اتباع الاديان على محاربة النزعة الالحادية خاصة بعد تردي الاوضاع وظهور الالحاد وكثرته في العالم، والمقصد الاساس في الدين الاسلامي الايمان بالله تعالى، قال الامام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- “اعلم ان مشركي زماننا اشد شركا من العرب، لان العرب اقرت بالربوبية وانكرت الالوهية، ومشركو زماننا انكروا الربوبية والألوهية” وكلام الامام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- ينطبق كذلك على الملحدين الذين ظهروا في العصور المتأخرة، وانكروا الوجود الالهي، فهذا المؤتمر يعالج هذه القضية الخطيرة.- معرفة الامور المشتركة بيننا فلا نستطيع فهم الامور المشتركة بيننا الا بالحوار وفي القرآن الكريم: (قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولانشرك به شيئا) جاء في تفسير السعدي (أي: قل لاهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء نجتمع عليها وهي الكلمة التي اتفق عليها الانبياء والمرسلون، وليست مختصة بأحدنا دون الاخر، بل مشتركة بيننا وبينكم، وهذا من العدل في المقال والانصاف في الجدال).- من الاهداف فرصة الدعوة الى الاسلام لكي يفهم العالم ما نعتقده بشكل افضل، وهذا ما نطق به الحاخام اليهودي جوناثان في قناة المستقلة (معلقاً على هذا المؤتمر) حيث قال: (من الاهداف فهم العقائد فكل واحد يفهم عقيدة الاخر)، والعقيدة الاسلامية خير العقائد اذا استطعنا ان نوصلها للاخرين بوجهها الصحيح.- من الاهداف مكافحة الانحطاط الاخلاقي والشر الذي يعاني منه العالم ومن ذلك الانحطاط المادي وهو ما أشار اليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود -ايده الله- بأن الهدف من هذا الحوار: محاربة الشر والإلحاد والانحطاط الاخلاقي.- التعايش بين اتباع تلك الاديان فليس المقصود من الحوار الخلط بين الاسلامي وغيره من الديانات، ولكن المقصود ان يتعلم الناس كيف يتعامل كل منهم مع الاخر، وكيف يجل الجميع كرامة الانسان كما قال تعالى (ولقد كرمنا بني ادم).- توجيه رسائل مشتركة مفادها ان الاديان اتفقت على ان العدل نهج الله وارادته الشرعية، وان الله تعالى حرم الظلم على نفسه قبل ان يحرمه على خلقه، والمصدر الاساس لكل الشرور والمفاسد التي يعاني منها العالم غياب العدل بين الناس والمجتمعات.ان التحول بأنفسنا والاخر عبر الحوار من ميادين الجدلية الى رحاب التعاون والتنافس باتجاه الغايات والاهداف المشتركة امر في غاية الاهمية، فالذي احسبه انه لاطائلة من استمرارية الجدل فهو امر محسوم لدى اتباع كل دين او مذهب.والذي اريده التركيز على نشر العقيدة الصحيحة، والدعوة الى الاسلام وبيان سماحته مع الاخرين، وابراز قيمة الحضارة الاسلامية المغيبة والتي كانت اساساً للحضارة الغربية دون الدخول في المماحكات الجدلية.اننا بحاجة ماسة الى هذا الحوار للبحث عن الكليات العليا التي من شأنها ان تخدم مصالحنا الدينية والوطنية.انني متفائل جدا بنتائج هذا الحوار خاصة انني اتمنى من رابطة العالم الاسلامي الا يتوقف عقد هذا المؤتمر الدولي على مكة اشرف بقاع الارض بل لابد من نقل هذا المؤتمر الى نطاق ابعد وفي بلدان اخرى من قارات العالم كأوروبا واسيا وامريكا واستراليا. وان مما يجب على الجامعات الاسلامية ان تستفيد من هذا المؤتمر الدولي وتفعيل توصياته من خلال ورش عمل في الجامعات وبخاصة في كليات الشريعة واصول الدين والدعوة كما انه ينبغي لوسائل الاعلام سواء اكانت مقروءة او مسموعة او مرئية متابعة تلك الفعاليات لهذا المؤتمر العالمي وابرازه بالشكل اللائق براعي المؤتمر وشرف المكان واهمية الموضوع.عادل بن محمد العمري
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
483670النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
15261الموضوعات
التعددية الدينيةالحوار
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
العالم الاسلامي - الاحوال السياسية
حوار الأديان
تاريخ النشر
20080608الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية