الأمة العربية .. واستقلالية مفكريها .. ومثقفيها !
الخلاصة
كلمة الرياض الأمة العربية.. واستقلالية مفكريها.. ومثقفيها!. الملك عبدالله يتمتع بشخصية المواطن العربي الذي يواجه الناس بطبيعته الصافية، تماماً كما يواجه بنفس الشخصية رؤساء دول، وعلماء ومثقفين ورجال فكر، وحين يحذر من الفرقة والأقلام التي تتلبس بالإسلام والإنسانية، فإنه يدرك أن المسؤولية على حملة القلم تتجاوز حدودها الشخصية إلى الواجبات الأساسية لكل إنسان لديه هذه الطاقات والمواهب.. المثقف العربي الذي مر بأطوار بداية الإصلاحات على يدي علماء ورجال فكر، بعد انحسار الدولة العثمانية، ومحاولة إثبات الهوية، واستقلالية القرار، كانوا المنارات الأولى، لكن بعد الهيمنة الاستعمارية كان الشاعر والكاتب، والمسرحي، وعلماء الدين هم من قاد تلك الرحلة الشاقة إلى أن تحررت معظم الدول العربية، لتأتي الانتكاسة مع الانشقاقات الكبرى بين يمين ويسار، ليرتهن المثقف إلى اتجاه أممي، أو إقليمي، ولتضيع معالم الشخصية الوطنية الفكرية فكان أن انقسمت الآراء بسؤال ما إذا كان المثقف ضحية، أم مجرماً، ولأسباب تلك التقسيمات تمت المرافعات على أسس أيدلوجية وانتماءات باعدت بين دور المثقف كعنصر جاذب ومتحرر من التبعيات، وبين من قال بالالتزام الذي طغت عليه السياسة كبديل عن التقدم الاجتماعي، ولأن السوق السياسية هي من أعلن المزادات، فقد دخلت أسماء كثيرة تلك الحلبة، واستهوت صحفيين وكُتَّاباً راهنوا على كسب سريع، من خلال الصحافة المهاجرة، أو الإذاعات المنتشرة في الدول العربية، والتي كانت الصوت الذي ساهم في تزييف الشخصية العربية، وتقديمها ضحية للأوهام والبطولات والانتصارات، التي تحققت في الصوت وانهزمت بالفعل.. وحتى نكون أكثر موضوعية، فإن الكثيرين الذين حافظوا على استقلاليتهم، والذين كانوا هدفاً للمطاردة والتهجير بسبب تلك المواقف، هم الذين ضاعوا بين موجات المد، والانحسار لأنهم كانوا أوفياء لمبادئهم وقيمهم الخاصة، ولأن الوطن والأمة هما الوعاء والرحم، وأن الولادات المشوهة للزعامات التي لا تقل فساداً وبطشاً عن حكومات الهيمنة الاستعمارية، هيسبب قتل الحريات وتشرذم المثقفين، حتى إن بلداناً عربية معروفة فرضت هوية الحزب لتكون مصدر السلامة الذاتية، ومن كان يرفضها يتعرض للمساءلة التي تنتهي بالسجن أو الطرد من الوظيفة ثم التهجير المفروض، وهنا غاب صوت الحق، بنفس الوقت استطاعت تلك الأنظمة أن توجد لها منافذ لحضانة مدعي الأصالة الثقافية، والنزاهة الأخلاقية، والذين لا يختلفون عن الجلادين بأي شيء، إلا أنهم السبب في فساد الأخلاق وبيع الضمائر.. الملك عبدالله حين خاطب صفوة من المثقفين العرب كان يستهدف تحررهم من أي وصاية كما كان يستهدف وعيهم وإدراكهم لمصير أمتهم، ومن يحاربونها بأفكارهم تحت أي ذريعة، هم جزء من مرض مستوطن يهددنا بإرهاب فكري لا يقل بشاعة عن الحروب النفسية التي رافقت كل الحروب العسكرية
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
484554النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
14119الموضوعات
الثقافة العربيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
تاريخ النشر
20070219الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية