ثرى الرياض يحتضن عاشق التاريخ - كلمة رثاء في فقيد الوطن

Abstract

الحمد لله تعالى في السراء والضراء الذي كتب على عباده الموت {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن العين لتدمع، والقلب يتفطر وإنا على فراقك يا أبا عبد المحسن لمحزونون ولا نقول إلا ما قاله الصابرون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.من أين أبدأ الحديث عن المرحوم الوالد الجليل معالي الشيخ عبد العزيز التويجري؟.............. إنها مسافة زمنية تزيد عن ثمانين سنة من الآن في خدمة دينه ومليكه ووطنه. كان معاليه يتنقل فيها من موقع إلى آخر يؤكد فيه على ولائه لهذا الوطن ولقيادته الحكيمة، التي جاهدت لتأسيس هذه المملكة الفتية حيث كان له شرف التطوع في الفرقة الرابعة لجيش الملك عبد العزيز يرحمه الله وبعدها رئيساً لمالية المجمعة وسدير والزلفي في عام 1357 بناء على أمر من جلالة الملك عبد العزيز يرحمه الله إلى وكيل للحرس الوطني حسب المرسوم الملكي الكريم عام 1381هـ إلى نائب رئيس الحرس الوطني المساعد حسب المرسوم الملكي الكريم في عام 1395هـ بالمرتبة الممتازة إلى جانب مشاركاته الفاعلة والمؤثرة في العديد من المجالس واللجان الوطنية العامة التي تشارك في وضع التصورات العامة لمسيرة الوطن وتقدمه وسعادة المواطن وأمنه ويرجع معاصرو المرحوم الشيخ التويجري تلك العلاقة الوثيقة ما بين الملك المفدى وما بين هذه الشخصية إلى أن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وجد فيه شخصية مختلفة تتميز بالصدق في التعامل ونقاء النفس، ودقة المشورة، والقرب من الناس والإخلاص الصادق. أتحدث عن الشيخ وأنا أعرفه من لقاءاتي لمعاليه منذ ما يزيد عن 35 سنة، وما أسمعه وأتحسسه من ثناء الناس ومديحهم له فكان كأنه ماثلاً أمام أعينهم في كل حديث يدور حوله يرحمه الله، أم أتحدث عن معرفته المباشرة حيث كان لي شرف الالتصاق به عندما انتقلت من جامعة الملك سعود لأعمل في الحرس الوطني وكيلاً للشؤون الثقافية، هنا رأيت فوق ما كنت أسمع عن معاليه وأعرف. رأيت تلك الموسوعة العربية الإسلامية، تلك المدرسة الجامعة التي ينهل من عبابها رجال: الفكر والثقافة، والإدارة، والسياسة. رأيت ذلك الشهم العربي الأصيل الذي كان ديدنه مساعدة الناس وقضاء حوائجهم بكل نفس زكية هادئة ومتواضعة، رأيته وعايشته وهو يسهر الليالي الطوال يعمل على تطوير الحرس الوطني والأخذ بيد هذه المؤسسة ومنسوبيها إلى مصاف المؤسسات....