9 مليارات للتعليم .. ماذا تعني ياسادة
التاريخ
2007-03-04التاريخ الهجرى
14280214المؤلف
الخلاصة
جاء تخصيص الدعم الكبير لقطاع التعليم بملغ كبير جدا وصل إلى تسعة مليارات ريال دافعا قويا اجدا لخلخلة مظاهر الترهل والضعف في جوانب التعليم المختلفة وسدا لحاجات الإدارات التعليمية والجهات المسئولة عن التعليم العام أو العالي ، وبلا شك فإن هذه المخصصات التي جاءت من دولة على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تأتي دليلا قويا على عدة أهداف تتضح من خلال ذلك الدعم ومن أهم تلك الأهداف: حرص ولاة الأمور ? وفقهم الله ? على التنشئة العلمية والتعليمية الحقيقية ، وسد أوجه القصور والنقص المحتملة في قطاع هائل الحجم كقطاع التعليم ، والتوجه نحوالمستقبل بأرضية متينة علمية قوية ، وإدراك الحاجة نحوالاستثمار الأمثل للفرد من خلال العمل على توفير التعليم المناسب المتناسب مع التطلعات والأهداف. إن الحديث عن تسعة مليارات ليس حديثا يسيرا يختزل في صفحة أو صفحتين بل هو حديث عن ميزانية مجموعة دول مجتمعة ، وهذا المبلغ الكبير بلا شك يعبر عن حجم التطلعات واستشراف المستقبل الواعد ? بإذن الله ? ومن هنا فإن الواقع يثبت أن الاتكاء السابق على ضعف الميزانيات أو الحاجة لمزيد منها من أجل التقدم بالتعليم إلى ما نصبو إليه جميعا قد انتهت وأصبحت حاجة غير قائمة ولا مقبولة ، وبهذا فإن الكرة قد رميت في ملعب القائمين على التعليم بشقيه العام والعالي والدور عليهم ليظهروا قدراتهم وخبراتهم وطموحاتهم وآمالهم التي بالتأكيد تنسجم مع طموحات الدولة التي تولي التعليم جل العناية والرعاية ، لقد توافرت عناصر مهمة لدعم مسيرة التعليم يأتي على رأسها قناعة ودعم ولاة الأمر ثم تخصيص هذه الميزانيات الكبيرة وغير ذلك لكن العناصر المفقودة هي العناصر الكفيلة بنجاح عملية التطوير من عدمه ويأتي على رأسها الحاجة إلى الخروج من دائرة التنظير الأكاديمي لمجرد الكلام المنمق المصفوف إلى العمل والتطبيق الحقيقي والخطط العملية الشاملة والتجريبية ، ليس الحدود تغيير كتاب بكتاب أو قولبة الكتاب إلى قرص مرن بقدر ما الحاجة إلى إعادة النظر في جملة المناهج كاملة وشاملة وربطها بعناصر هامة هي الواقع والحاجة والتطبيق ، ثم إن الحاجة ماسة جدا إلى تفعيل عنصر ربما يكون أهم عنصر في العملية كاملة برمتها وهي عنصر الوعي لدى المجتمع والعاملين على أمور التعليم من معلمين وإداريين من خلال إدراك حجم المسئولية الملقاة والتطلعات المؤملة ، ومن خلال إعادة النظر في مستوى التأدية والقناعات التي تسهم إما في تطويرالتعليم أو في جره للوراء. لامناص من أن نحكم على تطورالتعليم من خلال الحكم على المخرجات التي يأتي على رأسها الطالب والذي يمكن الحكم على ملامحه العامة بسهولة ، وأي حكم لايعتمد هذا كأولوية فهو حكم قاصر جائر مجانب للصواب بل مضلل، نريد أن نرى الطالب الذي نأمل والذي يجمع بين العلم والعمل والوطنية الحقة والمصلحة الاجتماعية الراجحة ، نريد أن نرى الطالب الذي يتعامل مع التقنية ويخطو خطوات ثابتة نحو سد نقص في جوانب المجتمع وحاجات الوطن وعلى رأسها العلمية والتقنية، نريد أن نرى الطالب الذي نفخر به جميعا إنه خريج مدارسنا أوجامعاتنا لا أن نكتفى بالتنظير لهذا الطالب، نريد أن نرى مساهمة الطالبة الفاعلة في بناء الوطن وسد الحاجة الفعلية لحاجات المجتمع والوطن. والعنصر التالي في العملية المركبة هو عنصر الطالب نفسه الذي نريد منه أن يعي حجم المسؤلية كذلك وأن ينفض عنه غبار الكسل والاعتماد على الغير وعدم الجدية وأن يتطلع لبناء مستقبله بيده وبناء وطنه من خلال ذلك البناء, أعلم أن الأمر ليس بهذه السهولة لكن أؤمن بأن وراء هذه المشاريع رجالاً يطمحون في أكثر من ذلك يأتي على رأسهم خادم الحرمين الشريفين ، وأنا على يقين بأن بلادنا إلى الأفضل دائما بإذن الله ، فهل بعد هذا الدعم من عذر لنا إذا لم نطور تعليمنا؟ أبدا.. وهل يمكن أن نجمع بين تلك العناصر المتكاملة لنخرج بمعادلة كيميائية اسمها تفوق التعليم وتطويره ؟ آمل ذلك.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
486421النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
12315الموضوعات
السعودية - التخطيط التربويعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية)
مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم
المؤلف
عبدالاله عبدالله الدريويشتاريخ النشر
20070304الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية