الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المؤتمر التشاوري لدول الخليج
التاريخ
2009-05-10التاريخ الهجرى
14300515المؤلف
الخلاصة
المؤتمر التشاوري لدول الخليج هناك إنجاز كبير حققه مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وهو إنجاز نعتز به ونفاخر بتحققه. إلا أن هناك ملحوظات يطرحها بعض المخلصين تتعلق بعدم تحقيق ما نتمناه مقارنة بما تحقق في الاتحاد الأوروبي من حيث السرعة والتحقق.فقد حقق الاتحاد الأوروبي إنجازات فاقت ما حققناه مع أنها دول مختلفة الأصول ومختلفة اللغات وثقافاتها مختلفة. وكلها دول صناعية متنافسة.ونحن دول دينها واحد، ولغتها واحدة وأراضيها متصلها ببعضها، وقبائلها متداخلة إذ يندر أن تجد قبيلة لا يوجد لها فروع في الدول الخمس.الاتحاد الأوروبي أزيلت الحدود فيما بين دوله وحقق وحدة النقد، وفتحت الأسواق وتشابكت المصالح؛ أسرع مما عملناه نحن بالرغم من تقاربنا القبلي، والديني، واللغوي فما الذي يجعلنا نختلف عنهم. هل نحن أقل حرصا منهم على مصالحنا الإقليمية؟ أم أننا نتفوق عليهم بالاعتزاز بالبيروقراطية والتمسك بها بناء على تجارب الأداء الحكومي في الدوائر الحكومية؟يبدو لي.. والله أعلم.. أن القطاع الخاص لو كان بيده اتخاذ القرار لقطعنا مسافة طويلة في زمن قصير، ودليلنا على ذلك ما يحققه القطاع الخاص.ويبدو لي أننا نضيع بهذا التباطؤ مصالح كثيرة يمكن أن يحققها التعاون والتكاتف.ويبدو لي أن الاستفادة من خبرات بعضنا في تسريع اتخاذ القرارات سوف يكون له مردود أكثر فعالية من التردد والحذر وبخاصة أن استقرار دولنا إنجاز نعتز به واتحادنا سوف يعززه ولن يخذله.الاتحاد النقدي لم يتحقق على الرغم من إزالة الجمارك والحدود وتبادل المنافع فما الذي يعطله؟لماذا لم يتحقق حتى الآن؟ وما الذي سوف نجنيه من تأخير تحقق النقد الموحد؟ ما دام في نيتنا تحقيقه طبقا للخطة الأساسية للاتحاد نفسه. إن النشاط الإنساني في هذا الزمن غير ما كان عليه سابقا. ووضوح السبل وأسباب تحقيق المصالح لا تحتاج إلى هذا الوقت الطويل الذي قطعناه حتى الآن.فلنتوكل على الله سبحانه ونطرح الثقة في أنفسنا وأبنائنا ونستبعد البيروقراطية من طريقنا مختصرين الوقت من خلال تجارب من سبقونا من التجمعات الدولية التي حققت من التعاون والتكاتف في زمن قياسي مقارنة بما لم نحققه في زمن مماثل.لكن من جانب آخر: هناك إنجاز سباق إذا ما قارنا ما تم بين دول الاتحاد مقارنة بما حققته جامعة الدول العربية التي لم توفق للتعاون فيما بين دولها مقارنة بما هو متوقع منها لولا الخلافات الصورية بين هذه الدولة وتلك.جامعة الدول العربية يجمعها دين واحد، ولغة واحدة ومصالح مشتركة لكنها لم توفق لكي تسد الثغرات التي تثار بين الحين والآخر لدرجة صار المثل الشائع: «مكانك راوح» ينطبق عليها.فلو توحد العرب وصاروا كلمة واحدة ويدا واحدة وعينين ثاقبتين لتحديد المسار المفيد للعروبة والإسلام لكنا قطعنا أشواطا واسعة تحجم تهديد الاستعمار لوحدتنا.لو كنا يدا واحدة متحدي الكلمة لكانت لنا مكانة دولية تجعل من الدولة الدخيلة «إسرائيل» أقل حدة وتحديا مما هي عليه الآن.لو كنا دولة واحدة من حيث تحقيق المصالح المشتركة لما صارت الدول الأخرى تكيد لنا. مؤيدة بذلك عدونا الذي هو صغير الحجم لكنه كبير التماسك فيما بين فئاته.فاليهود في العالم لا يزيد عددهم عن 13 مليون نسمة لكنهم خذلوا العرب والمسلمين الذين يزيد عددهم على البليون نسمة.فهل كان هذا يحدث لو كانت كلمتنا واحدة وسبيلنا ممهدا نحو أهداف واضحة يعرفها الصغير والكبير والذكر والأنثى ويتسابقون لتحقيقها.ألم تكن يوما ما لنا مكانة كبرى لدى الشعوب الأخرى؟ ولماذا تحقق ذلك عندئذ ولم نستطع تحقيقه الآن؟أين نحن من دولتنا في الأندلس عندما كانت محط أنظار العالم ومثله الأعلى؟ ومصدر تطوير العلوم والمعارف؟أعود مرة أخرى وأقول: لقد حققنا الكثير في مسيرة مجلس التعاون ولكننا نتمنى أكثر من ذلك وأوسع نطاقا مما يجعلنا محل احترام الآخرين.شكرا لقادة مجلس التعاون، ورجاء حارا لقادة جامعة الدول العربية أن يأخذوا بدعوة خادم الحرمين الشريفين لوحدة الكلمة وتناسي المصالح الفردية التي فرقتنا وشتت شملنا، وحجمت قدرتنا على حماية مصالحنا أمام أعدائنا. وما ذلك على الله بعزيز لو أريناه إخلاصا في النية واجتهادا في العمل.للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة
الرابط
المؤتمر التشاوري لدول الخليجالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
489401النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15597المؤلف
حمود البدرتاريخ النشر
20090510الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية