الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
وثيقتان لترشيد الفتوى والإعلام
التاريخ
2009-01-26التاريخ الهجرى
14300129المؤلف
الخلاصة
هناك خلط كبير بين «الرأي» و«الفتوى».. فإذا كان من حقي أن أبدي رأيي فيما أعلمه.. وأعرفه.. وأتقن التعامل معه.. فإنه ليس من حقي أن أخوض فيما لا أعلمه.. ولا أعرفه.. ولا أتقن التعامل معه بالمرة.. هذه الحقيقة وإن أدركها الناس إلا أنه لا بد وأن تُقنن ولا تُترك نهباً لاجتهادات المجتهدين.. وتفيهق المتفيهقين.. والأدعياء.. وفلاسفة الكلام.. والمبتدعين بإبداء الرأي في كل شؤون الحياة.. سواء كان لديهم علم بها.. أو لم يكن.. وما تحدث به الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، عند لقائه بسماحة المفتي وعلماء الأمة يوم الأربعاء 24/1/1430ه.بعد انعقاد مؤتمرهم الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي - بتفوق - في مكة المكرمة لمعالجة أوضاع الفتوى وضوابطها في العالم الإسلامي وتحديد أهمية «تأهيل العلماء والمفتين.. ودعوته لوسائل الإعلام بأن لا يُفتح الباب على مصراعيه للإفتاء لغير العلماء الثقاة العارفين بشرع الله وواقع أمتهم وذلك لما لدورهم من أهمية قصوى في توعية الأمة ومحاربة الفكر الضال».. إنما يؤكد مدى الحاجة الملحة إلى تقنين العمل الإعلامي وتنظيمه ليحول دون إتاحة الفرصة لكل من هب ودب للإفتاء بحجة ممارسة حقه في ابداء الرأي.. وبدعوى التوعية للمشاهدين.. وبمبرر التغطية الشاملة للقضايا والأحداث.. ونحن كإعلاميين.. ندرك أهمية تفاعل الوسيلة الإعلامية مع قضايا الساعة.. وكذلك أهمية مواكبة الواقع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني وضرورة تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم.. وبما يحقق لهم السعادة والاستقرار ويبعدهم عن الوقوع في الأخطاء وأوجه القصور المختلفة. لكننا ندرك في نفس الوقت أن الوسيلة الإعلامية «الناضجة» و«الناجحة» هي التي تستطيع الوصول إلى الأشخاص «الثقات» و«المتخصصين» و«الخبراء» و«المعنيين» مباشرة ، سواء بشؤون الفتوى.. أو بمجالات الرأي.. كما أنها الأقدر على الوصول إلى مصادر المعلومات الأساسية والموثوقة.. هؤلاء فقط هم الذين يحتاج إليهم المستفتي.. كما يحتاج إليهم القارئ والمستمع والمشاهد والمتصفح للإنترنت.. وبالتالي فإن على وسائل الإعلام أن لا تسمح لغيرهم بأن يستغلها لتمرير آرائه واجتهاداته الخاطئة.. أو لإشباع نهمه إلى البروز والاستعراض.. ومن أجل ذلك.. فإن تفعيل نتائج «المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها» يتطلب إصدار وثيقتين مهمتين.. إحداهما تتعلق بتوصيف الفتوى وأنواعها ومستوياتها وشروط التصدي لها.. وقصرها على من يمتلك الأدوات الشرعية والإلمام بحقائق العصر والمقاربة بينهما.. أما الثانية فإنها تتصل بالتحديد الدقيق لمصطلح الرأي.. ومجالاته.. وطبيعته.. ومواصفات المؤهلين لإعطائه.. لما للعملية الإعلامية من تأثير قوي في عقول المشاهدين والقراء والمستمعين أو المتصفحين لمواقع الانترنت ولما قد تحدثه الاجتهادات الخاطئة - ولاسيما بالنسبة للأمور الحساسة - من بلبلة أو ما قد تؤدي إليه من انحرافات تعود نتائجها بالوبال الشديد.. ليس فقط على المتلقين وإنما على الأوطان أيضاً ، كما حدث بالنسبة للمتأثرين بفتاوى الأدعياء والمضللين.. وغلاة المتشددين.. هاتان الوثيقتان قد يتطلب إصدارهما اجتماعاً مشتركاً لوزراء العدل.. ووزراء الإعلام.. والثقافة في البلدان الإسلامية.. تتمخض عنه فرق عمل مهنية متخصصة لصياغة المبادئ الملتزم بها في الفتوى وفي مجال الرأي تمهيداً لتبنيها من قبل المحاكم.. والأجهزة الشرعية والعدلية والحقوقية والإعلامية.. إذا نحن أردنا أن نحمي مجتمعاتنا من مغبة ما قد تؤدي إليه الفوضى الحالية من أخطار. ضمير مستتر: (هناك من يهرفون بما لا يعرفون.. فيقودون الأمة إلى الضلال.. أو الفوضى).
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
488082النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14826الهيئات
رابطة العالم الاسلامىالمؤلف
هاشم عبده هاشمتاريخ النشر
20090126الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
مكة المكرمة - السعودية