الملك عبدالله والصدمة الحضارية العربية
Date
2009-02-16xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300221Author
Abstract
مجرد التفكير في موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت الاقتصادية يجعل الإنسان السوي وغير السوي من السعوديين والعرب والمسلمين والمحبين للسلام في كل أنحاء العالم يقفون احتراما وتقديرا لذلك الموقف الشهم الصادق الذي لا يصدر إلا من القيادات المخلصة التي لا تسعى لشهرة أو جاه ولا يقف خلفها أصحاب الهوى والمصالح الذاتية ممن يعيشون ويقتاتون على جثث شعوبهم وأرزاقهم. القيادات العربية تلتقي في قمة الكويت وهم يعيشون قمة شتاتهم وفرقتهم وحربهم المعلنة وغير المعلنة مستغلين القضية الفلسطينية سببا لهذه الفرقة وتلك الحروب, كل يدعي الوقوف مع القضية والواقع أن كلا يحاول استغلالها لجاه أو مال أو سلطة أو وصول لهدف. لهذا جاءت الكلمات السابقة لكلمة خادم الحرمين يحفظه الله لتعبر عن ذلك الشعور والإحساس وتبرير المواقف والدفاع عنها بالصوت الصاخب والنظرة الحادة والشموخ المعوج وفي المقابل كل أو أغلب المحللين السياسيين والاقتصاديين يراهنون على أنها قمة الفوضى العربية وأنها كما هي عادة كل القمم العربية الرئيسية والاستثنائية والخاصة والعامة اجتماع للتنفيس واستعراض العضلات أمام شعوبهم بحيث تبدأ كل قناة رسمية أو تابعة لتلك الدولة تمجيد كلمة رئيسها أو ممثله وفي المقابل القنوات المعارضة تتصيد الأخطاء والهمزات واللمزات ومع انتشار القنوات الفضائية أصبح الوضع أكثر إضحاكا مع شدة الألم لما وصل إليه الجميع من انحطاط في السلوك السياسي والاقتصادي ومع أن جميع سكان الأرض يتابعون تلك القنوات إلا أن الخطاب العربي بقي كما هو, صراخ وتهديد دون تقديم حل واحد يمكن الاستناد إليه, وأصبحت الخطابات العربية كما هي عليه من السابق تستعمل ضدنا كعرب وليس لمصلحتنا, ولهذا كان المتابع للكلمات التي ألقيت خلال مؤتمر الكويت وقبل كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله لا يجد فيها جديدا سوى مواقف مقررة مسبقا مهما كانت المواقف الأخرى. المحللون العرب على أغلب القنوات الفضائية لم يكونوا بعيدين عن حال القيادات العربية من حيث تشنج المواقف والاتهامات المتبادلة مع المعارضين, بل كان الوضع أسوأ من حيث الطرح وارتفاع نسبة التشاؤم, خصوصا أن الجميع ما زالوا تحت تأثير قمة الدوحة وما حدث فيها وأن قمة الكويت هي مرحلة الوصول للانحطاط الكامل. جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله وموقفه....