صورتان - واقع بعض شبابنا اليوم

Abstract

صورتاند. عبدالعزيز الصويغالخميس, 4 يونيو 2009د. عبدالعزيز الصويغصورتان متناقضتان: إحداهما بيضاء ناصعة استحقت الإشادة والتكريم، والثانية سوداء كئيبة تستحق الإدانة والشجب. الأولى هي تلك التي ظهر بها شبابنا ممثلين في الشبان الثلاثة الذين لم يتوانوا عن ركوب الأخطار لتخليص امرأة كانت ستلاقي الغرق حبيسة سيارتها في سيل عرمرم في منطقة حائل، فحازوا أعلى تكريم من والدهم ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي قابلهم بنفسه، وتحدث مع كل منهم، ونالوا أعلى الأوسمة على ما قاموا به.أمّا الثانية فهي، وإن كانت لا تمثل شبابنا كلهم، إلاَّ أنهم نقطة سوداء في الثوب الأبيض الجميل لشباب الوطن الذي خرج به علينا الشباب المكرّمون. وبينما ساهم الأولون في إنقاذ امرأة اعتبروها بمثابة أختهم أو أمهم، فالثانية ظهر فيها شاب لا يختلف منشأه وانتماؤه عن أولئك الشباب الثلاثة بشكل يستحق منّا كل أشكال الاستنكار، لما قام به الشاب في المثال الثاني، كما نقلت الأخبار، كان يبدو بحالة سُكر، وهو يطلب المساعدة، فلمّا توقف السائق لمعرفة الأمر تهجّم الشاب على الباص الذي كان يُقل بعض المعلّمات تحت تهديد السلاح في منطقة القصيم.. وطلب من السائق إنزال معلّمة لتركب معه بالقوة القسرية!!شتّان بين هذا وذاك؛ لذا وكما تم تكريم الشباب الثلاثة على عملهم المجيد، فإن الثاني يستحق الجزاء الذي يستحقه. وهو جزاء لابد أن يكون من صنف العمل..