نداء للفاتيكان
التاريخ
2008-03-25التاريخ الهجرى
14290317المؤلف
الخلاصة
هذا نداء إلى حاضرة الفاتيكان في روما، وإلى سائر الكنائس المعتدلة التابعة له في أنحاء أوروبا وأمريكا، وهو نداء عادل ودعوة إلى تحرك يتفق مع مبادئ الإله الواحد الذي نعبده جميعاً والذي يأمرنا بالتراحم والتعاضد سواء كنا مسلمين أو مسيحيين، وهذا وقت نطلب فيه من رجال الفاتيكان وعلى رأسهم البابا بندكتوس أن يتحركوا لوقف هذا العبث وهذه الرسوم التي تحاول وتسعى للإساءة إلى مشاعر المسلمين بإساءتها إلى رسول رب العالمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. إننا نطالب الفاتيكان بتحرك واع وحضاري، لأننا فشلنا مع أجهزة الإعلام والصحافة التي ترفض حتى نشر الردود التي احتج فيها المسلمون على هذا النوع من العبث والإساءة من الإنسان إلى أخيه الإنسان، وفي أقدس ما يهتم به، وأكبر ما يجله وهو دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم بدعوى حرية الصحافة وحرية الإعلام، ونحن لا نتدخل في حريات الأمم ولا قوانينها، ولكننا نقول ان حاضرة الفاتيكان تستطيع أن تساهم في توعية هؤلاء الناس وتوجيههم ووعظهم بأن الإساءة إلى الله وإلى كتبه ورسله لا تخدم مصلحة أحد، ولا تقرب الشعوب، بل تساهم في نشر البغض والكراهية وتثير العنصرية، وتدعو إلى العنف وصدام الحضارات، وتثير نعرات التعصب الديني وتجر إلى الفرقة وسفك الدماء، وإلى عدوانية تثير الشرر المستطير الذي لا يستفيد منه أحد، وكلنا دعاة سلام، والسلام يبدأ باحترام حقوق الإنسان، وقد تعدوا على حقوق الأمة الإسلامية، وأساؤوا إلى رسولها، ووجب على عقلاء هذه الديانة ومؤسساتها الحضارية المعتدلة وعلى رأسها الفاتيكان أن تتدخل لتوعية هؤلاء الناس وافهامهم بخطورة مثل هذا العبث، وهذه التصرفات المسيئة التي لا يتسفيد منها أحد، ودائماً نغذي الحقد في النفوس، وتثير الكراهية، وتقطع علاقات الشعوب ببعضها، وتساهم في تغذية العنف، لأنها تحرج الناس وتؤلمهم.. لهذا فإني أناشد البابا خاصة بعد أن تحدث في الفاتيكان وأعلن احترامه لقيمنا ومبادئنا بعد اطلاعه على النسخة الصحيحة والكاملة من سفر اشعيا الذي اكتشف في مغارة بالأردن ثم تلا ذلك إصدار الفاتيكان لوثيقة هامة ولأول مرة جاء فيها: (ان كل من آمن بعد اليوم بالله خالق السماوات والأرض وربّ إبراهيم وموسى فهو ناج عند الله وداخل في سلامه وفي مقدمتهم المسلمون)، ثم يوم قال البابا بولس السادس عشر في تلك الزيارة التاريخية التي قام بها وفد المملكة للفاتيكان: (نحن ننوه بفائدة اقامتكم القصيرة في روما ولاشك أنها تظهر للعالم أن المسلمين والمسيحيين يتواصلون إلى أن يفهم بعضهم بعضا، بفهم أفضل وأن يتجاوبوا بمحبة أكثر ولا يمكننا إلا أن نغتبط بذلك. إن هذه الندوات واللقاءات مع اجتنابها العمل على توحيد المذاهب لعدم مناسبتها تساعد في توجيه القوى الروحية وتلاقيها شيئاً فشيئاً واننا نشعر جميعاً في عصر الماديات المكتسحة الظالمة بحاجتنا الملحة إلى تأدية الشهادة لله العلي القدير الرحمن الرحيم الذي يحيطنا دائماً بفضله وكرمه) وكانت مناسبة طيبة أن أوضح لهم خادم الحرمين باسم المسلمين جميعاً في زيارته الأخيرة أن الدين الإسلامي دين التسامح وقال في كلمته: (إن كل الأديان السماوية تحث على الإحسان إلى الآخرين ولو تمسك أصحابها بمبادئ دياناتهم وما أمر به الله جل جلاله فسوف يكون العالم خالياً من النزاعات وعدم السلام والاستقرار في العالم أجمع). ومن هنا فإني أنادي حاضرة الفاتيكان إلى قول كلمة حق وأن تتدخل لوقف هذه الاساءات لأنها تضر بنا جميعا، وعليكم أن تعلّموا الشباب لديكم أن الدين الإسلامي يحترم الديانات السماوية، وجاء تصديقا لما بين يديه من التوراة والانجيل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا باحترام أنبياء الله، وسيدنا عيسى له مكانة كريمة في نفوسنا، وكذلك أمه العذراء الطاهرة، ومن المصلحة إذاً أن نستمر في هذا الحوار، وأن نوقف هذا البلاء الذي أثار مشاعر المسلمين وأغضبهم وآلمهم ودفعهم إلى كثير من الغضب والتعبير عن آلامهم، فيا أيها البابا بنديكتوس نتطلع إلى كلمة منك تضع الأمور في نصابها، وتدين هذا العمل، وتثقف وتعلم هؤلاء الناس لديكم أهمية الكلمة الطيبة، والبعد عن أي إساءة من الإنسان لأخيه الإنسان، فواجبكم في رأيي التبصير وتوجيه هؤلاء القوم إلى الأخطاء التي يرتكبونها في حق عقائد الأمم والشعوب الإسلامية ولا نملك إلا أن نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) ولا حول ولا قوة إلا بالله و(والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
الرابط
نداء للفاتيكانالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
489828النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
1459المؤلف
محمد ابراهيم نصرتاريخ النشر
20080325الدول - الاماكن
الدنماركالسعودية
العالم الاسلامي
الغرب
الفاتيكان
الرياض - السعودية
الفاتيكان - الفاتيكان
كوبنهاجن - الدنمارك