الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك فهد والثوابت الإسلامية والقيم العربية
التاريخ
21-9-2005التاريخ الهجرى
14260817المؤلف
الخلاصة
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ونصلي ونسلم على البشير النذير. إن الحزن لعظيم، وإن الفاجعة لكبيرة ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}لقد بكتك القلوب قبل العيون يا خادم الحرمين الشريفين، فقليل أولئك العظماء الذين يتركون بصماتهم في تاريخ الإنسانية حيث سطر لهم التاريخ مواقفهم البطولية بمداد من نور لما قدموه للإنسانية من خدمات ترفع قدرهم ومكانتهم. ومن هؤلاء العظماء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه وأسكنه الفردوس الأعلى في جنات النعيم إنه سميع مجيب- فالملك فهد من الرجال القلائل الذين قدموا خدمات رائدة للإنسانية لصدق إيمانه بعقيدته، وانتمائه لأمته ووطنه.لقد كتب عن الملك الراحل - رحمه الله - الكثير والكثير، ولكننا نرى أننا لم ولن نفيه حقه حيث إنه رائد التعليم الأول في هذه البلاد الطاهرة وباني نهضة المملكة الحديثة في شتى المجالات بل إنه واضع اللبنات الأولى لبناء المواطن ليكون لبنة صالحة في صرح وطنه وأمته، إضافة إلى ما تمتع به - رحمه الله - من الحكمة والحنكة والشجاعة في اتخاذ القرارات الصائبة والقيادة الحكيمة. وكان من نتيجة ذلك أن أصبحت المملكة ترفل في ثياب العز والمجد وتخطو خطوات رائدة نحو التقدم والنماء بما يفوق الكثير من بلدان العالم. كان تعامله مع الآخرين مبني على الثوابت الإسلامية والقيم العربية، ساهم - رحمه الله - في استقرار ورخاء المجتمع الإنساني مع حرصه على التوازن الإقليمي والدولي ومتابعته الدقيقة للمتغيرات على الساحة الدولية. له إنجازات بارزة في إيجاد الحلول الجذرية التي أعطاها جل وقته وجهده. كانت له لفتاته الإنسانية الواضحة في دعم المؤسسات الخيرية على المستوى المحلي، والعربي، والدولي، وأياديه البيضاء تصافح المحتاجين في مشارق الأرض ومغاربها. لقد تحققت في عهده - رحمه الله - منجزات تنموية بارزة شملت جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية، ففي فترة وجيزة تحققت منجزات متميزة في جميع المجالات، ويأتي في مقدمة هذه المنجزات توسعة الحرمين الشريفين، وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. يعلم الجميع أن ما قدمه الملك فهد - رحمه الله - جدير بأن يخلد ذكراه أبد الدهر فأعماله ومنجزاته شامخة في كل مكان الأمر الذي يؤكد بجلاء أنه سيظل في عقولنا وقلوبنا. وأن ذكراه وسيرته سيظلان درسا يتعلم منهما أبناء الوطن معاني الحب والعطاء. لقد سبقني الكثير في الحديث عن الأعمال الرائدة التي تجعل ذكراه على ألسنة الناس وبدافع الحب لهذا المليك - رحمه الله - أقترح إنشاء جمعية خيرية باسمه - رحمه الله - لها مراكز في بعض مدن المملكة يشتمل كل مركز على مسجد كبير جامع يؤسس على أحدث طراز به خدمات متكاملة، ومرافق مساعدة، وإطلاق اسمه على بعض مدارس تحفيظ القرآن في بعض مدن المملكة، وإنشاء مراكز طبية متخصصة باسمه لعلاج الحالات النادرة، وإنشاء مقبرة في شمال الرياض لافتقارها إلى مقبرة. إني أرى كلمات الحب وعبارات الوفاء تقف عاجزة عن التعبير عن مشاعرنا تجاه ملك قدم كل ما عنده ليسمو بشعبه ويضعه في مصاف الدول المتقدمة. أتقدم بأحر التعازي إلى أصحاب السمو الملكي أبناء فقيد الأمة وأحفاده وإخوانه والأسرة المالكة الكريمة والحكومة السعودية والشعب السعودي الأبي، وإنا على ثقة ويقين أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو خير خلف لخير سلف، ودعواتنا الصادقة أن يمده الله بعون من عنده ونحن من ورائه نجدد عهد الطاعة والوفاء والولاء لتواصل قافلة الخير عطاءها. رحم الله فقيد الأمتين العربية والإسلامية، وأسكنه فسيح جناته.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
489593النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12046الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
العالم الاسلامي - الاحوال السياسيةعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
المؤلف
عبدالعزيز بن عبدالله الدويسيتاريخ النشر
20050921الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية