قمة الكويت ومبادرة الملك عبدالله
التاريخ
2009-01-21التاريخ الهجرى
14300124المؤلف
الخلاصة
خطاب خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت كان هو المفاجأة السارة لجميع الناس، وكأنه ضمد الجراح بعد كل المذابح، ذلك أنه أتى ليفاجئ تسلسل الأحداث، حيث إن قمة الكويت صنفت قبلاً على أنها تمثل خطّاً آخر، وجاءت المفاجأة تقول إن المصالحة ممكنة بين الخطين عبر الاعتراف بالمسؤولية الجماعية عما جرى، يقول الملك عبدالله: «إننا قادة الأمة العربية مسؤولون جميعاً عن الوهن الذي أصاب وحدة موقفنا، وعن الضعف الذي هدد تضامننا». إنه لا يتهرب من المسؤولية ويطالب في ذات الوقت الجميع بتحمل مسؤولياتهم.. «أقول هذا ولا أستثني أحداً منا». ثم يناشد الجميع.. «بالله جل جلاله، وباسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، وباسم الدم المسفوح ظلماً وعدواناً على أرضنا في فلسطين المحتلة». وهنا يلخّص بهذه المناشدة حتى قبل أن يطرح مناشدته، أنه رأى بأم عينيه الأطفال والنساء والشيوخ المقتّلين في غزة، ورأى الدم المسفوح على أرضها، وهو باسم هؤلاء يناشد العرب أن يكونوا أكبر من جراحاتهم ويسموا على خلافاتهم من أجل أن «نهزم جنون أعدائنا».وهو بهذا الطرح يحدد العدو بشكل صريح، لأن من قتلوا من أطفال ونساء وشيوخ ليس لهم علاقة بما يدّعى، وأتضح أن القضية أكبر من ذلك بكثير، ولهذا طالب الجميع بالبحث عن المشترك في مواجهة العدو.ويبرز هنا الدور الوحدوي الذي قام به هذا القائد الكبير عندما بادر فوراً إلى تطبيقه على الواقع من خلال دعوة صادقة للمصالحة وجمع وبلمح البصر متناقضات الأمس، بل الدقيقة الماضية التي عكستها خطابات القمة. وعودة على رد الحجة على العدو.. قال له بوضوح: «إن التوراة قالت: إن العين بالعين ولم تقل التوراة إن العين بمدينة كاملة من العيون».. إنها المحاكمة النبيلة للمبررات التي يحاول أن يضعها القتلة الإسرائيليون، حيث إن المسألة واضحة حيث الرد لا يتناسب مع الفعل، أنه مقدار عين مقابل مدينة عيون، وبالتالي ليس هناك مبرر أمام فعلة إسرائيل التي تدّعي الإيمان بالتوراة وهي ليست كذلك.وهو لم يكتف بطرح المحاججة الواضحة التي دحضت جميع المبررات التي تطرحها إسرائيل ويرددها الغرب معها، بل طرح رسالة أخرى أمام إسرائيل التي عليها أن.. «تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت، وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة لن تبقى مطروحة على الطاولة للأبد».. وهنا يطرح الملك عبدالله نهجاً عربيّاً جديداً، بل استراتيجية عربية جديدة أمام إسرائيل، حيث يطرح المسألة بوضوح عليها، فإذا كانت إسرائيل اعتقدت أن «السلام هو استراتيجية العرب» كسياسة سابقة، فهي الآن أمام خيارين ولم يعد العرب ملتزمين فقط باستراتيجية السلام وقبول ما تفعله إسرائيل.وبهذا الطرح هو لا يضع إسرائيل فقط في الصورة الجديدة التي يسعى حثيثاً خادم الحرمين إلى تجسيدها، بل إنه يضع الولايات المتحدة ورئيسها الجديد أمام حقائق جديدة على الأرض، ترى بوضوح أن ما يراد لنا أن نسالمه هو العدو بممارساته المجرمة، وكذلك للدول الأوروبية ولبقية العالم، والرد على هؤلاء هو وحدة الموقف العربي وقبله وحدة الموقف الفلسطيني، وهو بمساعيه المخلصة سيقود السفينة بأمان.في قمة الكويت جاء الملك عبدالله ليفجر المفاجأة ويزيح الخلاف الذي نتمنى أن تحكمه استراتيجية وفكر خادم الحرمين الشريفين التي شخصت العدو وحددت الخيار، ليس فقط بطريق «التخلي عن الحرب»، السياسة التي سادت كثيراً في الساحة العربية، مما جعل إسرائيل تطمئن إلى أن جميع الدول ليست حتى على استعداد للحرب لتمارس جرائمها مراراً وتكراراً على الفلسطينيين والدول المجاورة مكبلة بالمعاهدات، إلا أن ما فعلته إسرائيل خارج إطار كل المعاهدات والمواثيق، بل هي جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية، وبالتالي لابد من وضعها في حالة الخيار الآخر الممكن.abumasar@hotmail.comللتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 193 مسافة ثم الرسالة
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
490221النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15488الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
عبدالله حسن العبدالباقيتاريخ النشر
20090121الدول - الاماكن
اسرائيلالعالم العربي
الغرب
الكويت
الولايات المتحدة
فلسطين
القدس - فلسطين
القيروان - الكويت
غزة - فلسطين
واشنطن - الولايات المتحدة