هل فقد مجلس الشورى دوره في الحوار الوطني ؟
التاريخ
2006-11-27التاريخ الهجرى
14271106المؤلف
الخلاصة
هل فقد مجلس الشورى دوره في الحوار الوطني؟ المهندس/ عبدالله بن يحيى المعلمي تنطلق يوم غد الثلاثاء فعاليات الحوار الوطني التي سوف تغطي قضية التعليم، والتي اتشرف بالمشاركة فيها، ولا شك ان ندوات الحوار الوطني هي من الانجازات الهامة التي تحسب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، فها هو مليك البلاد يأمر بجمع عدد من ابناء البلاد من الرجال والنساء يمثلون مختلف ارجاء المملكة ويمتدون عبر مدى الوان الطيف الفكري ويثرون تجمعهم بخبراتهم ورؤاهم المتباينة، ليوحدهم حبهم للوطن وحرصهم على صلاحه ونجاحه، ها هو مليك البلاد يطلب من ابناء وطنه الرأي والمشورة في قضايا حيوية هامة مثل قضايا الغلو والمرأة ونحن والآخر والتعليم والهوية والوطنية وغيرها، ويترك لهم حرية التباري في ابداء الفكر والرأي، لا يضيق عليهم احد، ولا يحجر على عقولهم احد، ولا يوحي اليهم احد بما ينبغي عليهم ان يقولوه او لا يقولوه، فالمليك لم يقل انه هو العليم البصير بشؤون البلاد والعباد كما قال غيره من قادة بعض دول العالم الثالث، والمليك لم يطلب منهم ان يرددوا عبارات جاهزة او شعارات ممجوجة، وانما طلب منهم الراي الحر الصادق، والحوار النزيه المتزن، والخلاصة التي تجمع اطيب ما لدى كل منهم من فكر وخبرات. السؤال الذي اود ان اطرحه، هو لماذا تُعقد مثل هذه الندوات الخاصة للحوار الوطني بعيداً عن مجلس الشورى الذي هو منبر للحوار والدراسة والفكر والرأي؟. لا اعرف الاجابة على هذا السؤال ولكنني اطرحه امام الاخوة الكرام رئيس مجلس الشورى واعضائه، متمنيا ان يتدارسوا هذا الامر ويتوصلوا الى اجابة مقنعة بشأنه.. هل اصبح مجلس الشورى مرتبطا بجدول اعمال روتيني يشمل مراجعة الاتفاقيات النمطية ودراسة مشاريع الانظمة مادة مادة وتحليل تقارير الاداء للاجهزة الحكومية التي يشكل بعضها مادة تاريخية لا تمت الى الحاضر بصلة؟ هل اصبح المجلس مكبلا بآلياته وأساليبه بحيث انه لا يستطيع ان يفرغ نفسه ليوم او يومين او ثلاثة لدراسة قضايا التعليم والشباب وغيرها من القضايا الحيوية؟ هل غابت عن اعين اعضاء المجلس الموقرين اولويات القضايا والمواضيع ووجدوا انفسهم منصهرين في دوامة تغذي نفسها وتجعل منهم اسرى لها بحيث يمضي الوقت المخصص لهم وهم يتحرقون شوقا للخروج من قاعة المجلس والعودة الى مدنهم ومواقعهم؟ هل اصبح الملجس مجرد حلقة في سلسلة حلقات اتخاذ القرار البيروقراطي بحيث ان مرور القضايا امام اعضائه هو مرور الكرام ينظرون فيها ويصدرون ما يلزم من توصيات دون ان يتوقفوا مليا امام مضمونها وابعادها؟ هل ان غياب المرأة عن مناقشات المجلس ومداولاته بات يشكل نقصا في شمولية صيغته التمثيلية الى الحد الذي يضعف من مكانة ما يتوصل اليه من نتائج ومن مصداقيتها؟ ولا تقولوا ان المجلس يستعين عند الحاجة بمستشارات فدور مستشارات المجلس لا يرقى الى مستوى المشاركة الكاملة التي تتمتع بها السيدات المشاركات في الحوار الوطني. هذه الاسئلة اطرحها من قبيل حث المجلس الذي تشرفت بعضويته في دورته الثانية على ممارسة النقد الذاتي وتحليل اوجه النقص في ادائه، او على اقل تقدير ايضاح اوجه الاختلاف بين القضايا التي تقع ضمن نطاق اهتمام مجلس الشورى واختصاصه وتلك التي اسند بحثها الى ندوات الحوار الوطني.. باختصار.. هل فقد مجلس الشورى دورة في الحوار الوطني
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
491612النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15923الموضوعات
الحوار الوطنيالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - مجلس الشورى
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (الرياض)
المؤلف
عبدالله بن يحيى المعلميتاريخ النشر
20061127الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية