الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
زعيم المساواة .. ورجل الحقيقة ..
التاريخ
2007-12-22التاريخ الهجرى
14281212المؤلف
الخلاصة
عندما يتحدث الملك عبدالله مخاطباً أي فئة وطنية أو إسلامية فإنه لا يبحث عن بلاغة الخطاب أو المناورة السياسية لأن كلمته جزء من شخصيته الإنسانية والصادقة، وحين يتكلم مع نخبة مسلمة في موسم حج هذا العام، فإنه يطرح البعد الإسلامي في التسامح والقيم التي حملها لكل الديانات السماوية، وباعتبار العالم يسير باتجاه توحد المصالح وروابط العلاقات التي تفترض التعايش السلمي وخدمة الشعوب بأن توفر لها الدواء والغذاء، والمياه الصالحة للشرب وتعلي مبادئ الناس سواسية فإن دعوته تأتي شمولية رافضة التمايز، أو تزييف الحقائق أو تحويل الاتهام لدين ما إلى عداوات وتقاتل.. فالأسرة في الإسلام المكوّن الأساسي للمجتمع وصانع وحدته الشاملة، والنماذج التي عايشناها ونعيشها الآن تؤكد أن هذا الترابط لم يأتِ اعتباطاً بل تسلسل تاريخي استطاع حماية الأسرة من التفكك أو الانتماء لأيديولوجيا أو سلوك يتعارض مع أخلاقيات المسلم، لكننا حين ندقق بالحاضر الصعب نواجه تناقضاً حاداً داخل الأسرة الإسلامية الكبيرة عندما تخلخل المجتمع نتيجة خلق اتجاهات تفتي بالتكفير وتنزع للعنف معتقدة أن الآخرين على ضلال، وهي الفئة الوحيدة الصادقة والناجية من النار.. فالمسيحيون بفوارقهم الدينية والمذهبية، لا نجد الصراعات المريرة بين الكاثوليك والبروتستانت، والأرثوذكس، ولا نشهد هذه الانقسامات حتى في المجتمعات المتخلفة تسجل رفضاً يستدعي الحرب على طائفة من أخرى، عكس المسلمين الذين انقسموا على أنفسهم حسب التشعبات الجغرافية والسياسية، لتكون الطائفة والمذهب، بدلاً من أن يجعلا هذا التنوع في مصلحة المسلمين، نجدها تأخذ أبعاداً تصل إلى القطيعة والتقاتل.. فقد صادقنا على مقولات المفكر الأمريكي صموئيل هانتيجتون عندما فرض صدام الغرب مع الإسلام وفق فرضيات غير منطقية، ونسي أن المسلمين في صراعهم الداخلي أكثر صداماً مع الآخر الغربي، والمؤسف أننا لا نجد هذه الانقسامات على الثوابت الدينية حين تجمعهم الفرائض على وحدة تتعالى على الخلافات، ويكفي أن الحج يؤكد على هذه الحقائق، ونجد المسلمين في مواقف الدفاع عن بعضهم ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان أو حروب أمريكا مع العراق، أو تأييدها لإسرائيل من خلال فرضيات روحية واستراتيجية أن لا خلاف على حق الدفاع ولا تناقض في المواقف تجاه هذه القضايا، لكن عند التماس حول عقيدتهم الواحدة، نجد أن لا فصل في خلافات مذهبية أو طائفية يمكن حسم أمورها من خلال علماء مسلمين يملكون الطاقات الفكرية والعلمية التي تقضي على تلك المفارقات التي لم تكن من صميم الدين الذي جاء به نبي عظيم لا خلاف عليه ولا تناقض.. الملك عبدالله الذي يملك سماحة المسلم المؤمن وعفة العربي، وصدق الإنسان، نراه في دعواته يمثل الحس الواعي، لأن المزيد من تعطيل قدرات الأمة العربية، والعالم الإسلامي، ليست خسارة على بلد أو مجتمع ما، وإنما مضاعفات نتائجها أوقعتنا في سلبيات خطيرة ستدفع الأجيال اللاحقة أثمانها الباهظة والصعبة..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
492026النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
14425المؤلف
يوسف الكويليتتاريخ النشر
20071222الدول - الاماكن
اسرائيلافغانستان
السعودية
العالم الاسلامي
العالم العربي
الرياض - السعودية
كابول - افغانستان