قراءة في كلمة خادم الحرمين في افتتاح قمة الشيخ جابر
التاريخ
2006-12-12التاريخ الهجرى
14271121المؤلف
الخلاصة
قراءة في كلمة خادم الحرمين في افتتاح قمة الشيخ جابر إبراهيم عباس جاءت القمة الخليجية السابعة والعشرون (قمة الشيخ جابر) بعد بضعة أيام فقط من صدور تقرير لجنة دراسة العراق (لجنة بيكر – هاملتون) الذي وضع – من خلال التوصيات التي تضمنها – تصورًا شاملاً لإنهاء حالة الفوضى والاحتقان التي تمر بها المنطقة بدءًا من العراق ومرورًا بكافة قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، الأمر الذي مهد الطريق أمام تلك القمة المفصلية للتشديد على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية على أسس مبادئ وقرارات الشرعية الدولية نظرًا للارتباط الوثيق بين تلك القضية وكافة قضايا المنطقة، وهو ما ركزت عليه كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاحه لقمة الشيخ جابر الخليجية عندما اعتبر – حفظه الله – أن القضية الفلسطينية هي القضية الأساسية للأمة العربية، وهي حقيقة تاريخية تفرض نفسها من واقع تصدر تلك القضية لأولويات القضايا التي تبحثها القمم الخليجية والعربية والإسلامية ، وحيث تلعب المملكة دورًا رئيسًا في إعطاء تلك القضية ما تستحقه من أهمية ورعاية ودعم على كافة الصعد. وقد لمس خادم الحرمين الشريفين موضع الجرح العربي الغائر سواءً في فلسطين والعراق ولبنان أو في الخليج مشخصًا حالة التراجع التي وصلت إليها الأمة بأنها نتيجة طبيعية للانقسام الخطير في الصف العربي والذي يتخذ مظهر الخلاف بين الأشقاء في فلسطين والنزاع المشؤوم بين أبناء الدولة الواحدة في لبنان فيما لا يزال الأخ يقتل أخاه في العراق الشقيق، ومتطرقًا في ذات الوقت للغموض الذي يلف بعض السياسات والتوجهات في الخليج. وجاء تقييم المليك للتجربة الخليجية بعد أكثر من ربع قرن على بدءها من منظور واقعي لا يخلو من المصارحة والشفافية عندما اعتبر أن العقبات التي تواجه الإنسان الخليجي، هي عقبات حقيقية،»على رغم أننا قطعنا شوطاً في مجال المواطنة الاقتصادية». ويقترب المليك المفدى بشكل أكبر من الهم الخليجي عندما يقر بأنه لا يمكن التقليل من أهمية تلك العقبات ، موضحًا بأن التحفظات التي أعاقت المسيرة لم تجئ من دولة أو دولتين، بل كان لكل دولة نصيبها». رؤية خادم الحرمين الشريفين الواقعية تلك لا تتناقض مع حقيقة ما يؤمن به بأن خلافات دول مجلس التعاون بينها لا تقلل من أهمية الدور الذي تلعبه كل واحدة على مستوى الاتفاقيات التي تجمع بينها، خاصة تلك التي تتعلق بالنواحي الأمنية والدفاعية، كما أنها لا تتعارض مع القرارات السيادية لكل دولة على حدة طالما أن تلك القرارات لا تلحق الضرر بالمصلحة العليا للمنظومة الخليجية. بيد أن تلك الخلافات، ومهما كانت مستوياتها تضعف العمل الخليجي المشترك وتقلل من فاعليته في مواجهة التحديات الخارجية والتي يأتي في مقدمتها التحدي الإرهابي. لا شك أن تدهور الوضع الأمني في العراق إلى درجة غير مسبوقة وامتداد هذا المشهد المأساوي إلى فلسطين «التي لا تزال بين احتلال عدواني بغيض لا يخشى رقيبا أو حسيبا» مارًا بلبنان التي يخيم على سمائها سحبا داكنة تهدد وحدته ، وعدم حسم الملف النووي الإيراني حتى الآن مع عدم تضاؤل احتمال نشوب حرب خليجية رابعة وحرب شرق أوسطية جديدة – وهو ما عبر عنه المليك بقوله إن منطقتنا العربية محاصرة بعدد من المخاطر «وكأنها خزان مليء بالبارود ينتظر شرارة لينفجر» - كل ذلك يضع المنظومة أمام خيار واحد وضع خادم الحرمين الشريفين خطوطه العريضة في تلك الكلمة المركزة من خلال رؤية تتمحور حول محورين أحدهما يتعلق بكيفية دعم الانطلاقة الخليجية نحو تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية من خلال العمل على تحقيق حلم الوحدة الاقتصادية «الذي يجب الا يغيب لحظة واحدة عن عيوننا». لأنه بهذه الوحدة تتجاوز المنظومة واقعها باعتبارها كيانات صغيرة تتأثر ولا تؤثر، نحو واقع مغاير يقوم على حقيقة أنه بتلك بالوحدة «نبقى قوة لا يمكن تجاهلها». وكما أنه لا يمكن تجاهل وحدة القرار والموقف للمنظومة الخليجية التي عبرت عن نفسها خير تعبير أثناء فترة الحرب العراقية مع إيران والغزو العراقي للكويت.المحور الثاني جاء في كلمته – حفظه الله – بدعوته دول الخليج إلى الوقوف صفاً واحداً ليكونوا عوناً للأشقاء لأنه في غمرة هذه المشاكل «ليس لنا إلا أن نكون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، وأن يكون صوتنا صوتاً واحداً يعبر عن الخليج كله « لأنه بهذا الصف الواحد والصوت الواحد «نستطيع أن نكون عوناً للأشقاء في فلسطين والعراق ولبنان، ودعماً لأمتنا العربية والإسلامية في كل مكان». رسالة المليك المفدى للقمة والأمة حملت المعنى واضحًا على أن طبيعة التحديات السياسية والامنية والاقتصادية التى تواجهها المنظومة الخليجية والمنطقة بأسرها تستدعى مزيدا من التنسيق والتعاون من أ
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
494190النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
15938الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودجابر الاحمد الجابر الصباح
جيمس بيكر
لي هاملتون
المؤلف
ابراهيم عباستاريخ النشر
20061212الدول - الاماكن
العالم العربيالعراق
دول مجلس التعاون الخليجي
فلسطين
القدس - فلسطين
بغداد - العراق