الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
غضبة الحليم .. عبد الله بن عبد العزيز
التاريخ
2009-12-06التاريخ الهجرى
14301219المؤلف
الخلاصة
غضبة الحليم .. عبد الله بن عبد العزيزصالح محمد الجاسر لا أحد يجادل في أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يتمتع بصفات عديدة جعلت منه القريب من نفوس الناس، منها عفويته وصدقه في تعامله وتعاطيه معهم، ومن المعروف أن من ميزات من يتخذ الصدق في حياته منهجاً أنه لا يحتمل الكذب أو الغش أو خيانة الأمانة من مسؤول مهما صغر . من هذا المنطق جاء قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز الحازم والصريح بتشكيل لجنة برئاسة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة للتحقيق في أسباب ما حدث في مدينة جدة عقب هطول الأمطار، وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص ذي علاقة بها، مع حصر شهداء الغرق والمصابين والخسائر في الممتلكات، هذا القرار الذي صيغ في بيان مطول ومسبب يعبر عن الألم الذي يعتصر قلب القائد وهو يرى ما نتج عن إهمال وانحراف بعض المسؤولين من نتائج كارثية، ولتأكيد مبدأ محاسبة أي مقصر يوكل إليه أمر من أمور الدولة. وقرار خادم الحرمين الشريفين لن يتوقف عند معالجة وضع خاص أو تقصير متعلق بمدينة جدة فحسب، بل هو منهج اختطه الملك عبد الله - حفظه الله - لمحاسبة كل مقصر، كما سيكون منطلقا لمراجعة كثير من المشاريع المتعثرة ومدى قدرة الشركات والمؤسسات التي نفذتها على تنفيذ مثل هذه المشاريع. وقد كان البيان واضحاً في عدم قبول ما قيل من تبريرات حاول بها بعض المسؤولين التنصل من المسؤولية، فجاء الأمر الملكي ناصاً على أن “مثل هذه الأمطار بمعدلاتها هذه تسقط بشكل شبه يومي على العديد من الدول المتقدمة وغيرها ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانات والقدرات ولا ينتج عنها خسائر وأضرار مفجعة على نحو ما شهدناه في محافظة جدة وهو ما آلمنا أشد الألم''. ما صدر ينطلق من الأمانة التي حملها الملك عبد الله بن عبد العزيز واستشعر مسؤوليتها، وهو الآن يضعها بين يدي من يتوسم فيهم الخير لكشف ما حصل من تقصير. ولم يتوقف قرار خادم الحرمين الشريفين على تأسيس لجنة التحقيق، بل شمل المتضررين من السيول، حيث وجه - حفظه الله - بتعويض المتضررين عن ممتلكاتهم، وصرف مبلغ مليون ريال لذوي كل شهيد غرق. لقد كانت هذه الأمطار التي كشفت العيوب سبباً في حماية مدينة جدة من كارثة أعظم، حيث بدأ النقاش وبصوت عال عن خطورة ما يسمى ببحيرة المسك، وحديث عن عدد من المشروعات التي جرفتها السيول رغم حداثة إنشائها، كما ستكون سبباً في مراجعة عديد من الأوضاع في مدن أخرى حتى لا تتكرر مأساة جدة. لقد استشعرت القيادة مسؤولياتها الجسام ووقفت بكل حزم وقوة بوجه من أرادوا ببلادنا سوءا عبر الحدود الجنوبية، ثم تمكنت بكل اقتدار من قيادة حج بلغ أعلى درجات النجاح في وقت غزا فيه العالم مرض إنفلونزا الخنازير، وفي وقت تحركت فيه فئات تعتقد أن المملكة ستغض الطرف عمن يريد أن يستغل هذه الشعيرة لأهداف سياسية، فواجهت الدولة كل هذا بنجاح فاق التوقعات، وتحقق للناس في جنوب بلادنا الأمن والاستقرار، كما تمكن حجاج بيت الله الحرام من أداء نسكهم على أكمل وجه بعيدا عن المزايدات، ثم مع الأسف فوجئ الجميع بما كشفت عنه الأمطار التي هطلت على مدينة جدة من خلل كبير في تنفيذ مشاريع اعتمدت لها الدولة مليارات الريالات وعززت دعمها عدة مرات، لتنتهي إلى ما شاهده الجميع وما نتج عنه من ضحايا أدموا قلب كل مواطن. ولهذا جاء القرار يحمل قدراً كبيراً من الصرامة والقوة والشفافية ليكون موازياً لحجم الكارثة وما صاحبها من خسائر، هادفا إلى سن نهج يمنع تكرار ما حدث مستقبلا.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
496987النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
5900الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
صالح بن محمد الجاسرتاريخ النشر
20091206الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية