الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قمة التحديات والتنادي للحق
التاريخ
2007-03-26التاريخ الهجرى
14280307المؤلف
الخلاصة
قمة التحديات والتنادي للحق بدر بن عبدالمحسن المقحم: تعيش هذه الأيام بلادنا الحبيبة ممثلة بحكومتها الرشيدة وشعبها النبيل عرساً بهيجاً وحدثا مهماً تتجه الأنظار إليه من كل حدب و صوب وذلك بمناسبة احتضانها مؤتمر القمة العربي التاسع عشر على مستوى رؤوساء الدول العربية وسط آمال من الجماهير العربية العريضة بأن يحقق هذا المؤتمر النتائج المرجوة منه.. و لأن كان القادة العرب التقوا (28) مرة في مثل هذا المستوى و اجتمعوا في أكثر من عاصمة ومدينة عربية على هذا الصعيد ابتداء من أول قمة عربية عام 1946م عقدت في جمهورية مصر الشقيقه، فإن الملاحظ أن القمم العربية عبر مسيرتها الطويلة لم تحقق ما كان متوقعاً منها على الرغم من الإنجازات الملموسة في بعضها وخصوصاً في مؤتمري الخرطوم الذي جاء بعد نكسة 1967م وما أثمر عنه من موقف عربي صلب إزاء السلام مع إسرائيل تمثل بالاءات الثلاث لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات مع إسرائيل وتعضيد هذا الموقف بالهبة السعودية أثناء ذلك بقصد تضميد جراحات الدول العربية جراء هذه النكسة وتقديم الدعم اللازم لدول المواجهة، ومؤتمر الرياض عام 1976م الذي جمع ستة زعماء عرب من بينهم الملك خالد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لبحث الازمة اللبنانية واحتواء تداعيات الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975م، وبالنظر إلى السنوات المنصرمة نلاحظ جلياً تصاعد الخط البياني للأحداث السياسية في المنطقة خلال الفترات السابقة واشتدادها بعد الغزو الأمريكي لعاصمة الخلافه العباسية بغداد قبل أربع سنوات وتنفيذ خطة منهجية ترمي لهدم كامل مقومات الدولة العراقية وإرجاعه لزمن القرون الوسطى مما تسبب في تفاقم الأوضاع الداخلية في العراق وزيادة سعير نار الفتنة الطائفية بين أبنائه التي توشك أن تكون حرباً أهلية لا يعلم مداها وآثارها إلا الله، وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ أمتنا تعود بنا الأيام والسنون بالقمة إلى الرياض وبعد مرور ثلاثين سنة من انعقاد القمة السداسية المشار إليها آنفاً وكأن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - على موعد مع القدر في أن يلتئم نظم القادة العرب على أراضيها عندما يشتد الكرب بالأمة العربية و تكفهر سحب السياسة ويرتفع سقف التحديات ويصبح الخطر ماثلاً للمشرق العربي ومغربه على حد سواء، وعليه فإن قمة الرياض على موعد مع التاريخ الذي لا يعترف بالمجاملات ولا الخداع الإعلامي البراق بل يعلي من شأن من ترك بصمة تهدف إلى الحفاظ على كرامة أمته وضمان احترامها أمام العالم و الأخذ بيدها لمصاف الدول المتحضرة، ولكي نكون منصفين مع أنفسنا لا بد للقادة العرب وقفة مع الذات ليس من أجلهم فقط ولكن من أجل الشعوب العربية التي تنتظر خارج صالات الاجتماعات نتائج تلك القمة ومآلاتها، إن هذه الوقفة تتطلب بالدرجة الأولى مبدأ حسن النوايا والمكاشفة فيما يعتلج الأنفس ويعكر صفوها، وعقد النية على تطبيق القرارات الممكن تطبيقها في هذه المرحلة ووضع الآليات المناسبة لترجمة هذه القرارات إلى واقع ملموس، وأن حصل تباين في وجهات النظر حول أحد القضايا فيصار الأمر إلى لجنة سياسية مكونة من أعضاء الترويكا العربية (الدولة السابقة و الدولة الحالية والدولة المقبلة لرئاسة القمة) لوضع الحل المناسب لذلك، وأن لا تترك المسائل على عواهنها لأنه ليس أسوأ من عدم إيجاد حل إلى جانب تعليق المسألة أو التأجيل في بتها، على أن أهم قضية على الاطلاق مطروحة على هذه القمة هي القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها وتفريعاتها والإجرام الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني، والاحتلال الأمريكي الجاثم على صدر العراقيين. وهنا مكمن الخطر وبيت القصيد.. فما لم يتم توحيد الصف العربي أمام هاتين القضيتين فعلى العرب أن يتوقعوا خطراً وشيكاً يجتاح كل قطر عربي مهما قل شأنه بسبب ضعف مناعة الجسد العربي والانكشاف الاستراتيجي الذي جاء في أعقاب سقوط بغداد واستمراء العدو في الإمعان بسلب مقومات هذا الجسد والنكوص بنا إلى الوراء.. وفي غمرة هذه النتيجة المرة سينشغل كل طرف بحاله ويكون رهنا لعاتيات الزمن والاستجابة لشروط الأجنبي عندها سيصدق قول الشاعر فينا. يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن أن السفينه العربية بربانها وهم القادة وركابها وهم الشعوب وهي تمخر عباب بحر متلاطم من الاطماع الدولية والمتناقضات السياسية والأفكار الإيديولوجية والمشاريع الغربية، تحتاج إلى تكاتف من فيها وذلك بالاعتصام بحبل الله المتين والالتفاف حول موقف واحد إزاء القضايا المصيرية والإيمان بفضيلة الاختلاف الإيجابي لا الخلاف المقيت، جاعلين شعارهم الحقيقي إنكار الذات والإخلاص في العمل، مستمدين العون من الله ثم من شعوبهم بما تملك من طاقات وإبداعات، متطلعين إلى مستقبل مشرق لا جيالهم القادمة، وأحسب أن القرارات الصادرة عن القمم
الرابط
قمة التحديات والتنادي للحقالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
497130النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14154الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك خالد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
بدر بن عبدالمحسن المقحمتاريخ النشر
20070326الدول - الاماكن
السعوديةالسودان
العالم العربي
فلسطين
الخرطوم - السودان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين