الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
القرارات الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين.. ماذا بعد؟
التاريخ
2009-03-02التاريخ الهجرى
14300305المؤلف
الخلاصة
الاثنين, 2 مارس 2009فائز صالح جمالكنتُ في رحلة عمل إلى خارج المملكة، عندما صدرت القرارات الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين، والتي شملت تغيير عدد محدود من الوزراء، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، وإعادة تشكيل هيئة كبار العلماء، ومجلس الشورى، ولذلك لم أتمكّن من متابعة التعليقات والقراءات التي تلت صدور القرارات، ولكنني وبصرف النظر عن الأشخاص الذين تم تعيينهم، أو أولئك الذين تم إعفاؤهم، أو مَن تم تغيير مواقعهم، فإنني خلصت من قراءتي للخطوط العريضة للقرارات، والمفاصل التي شملتها إلى مجموعة من الإشارات الهامّة:الأولى: إن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -وفقه الله- الإصلاحية لا تزال متواصلة، وإن هذه القرارات تأتي كخطوة، سبقتها خطوات، وستليها خطوات أخرى. فجهود خادم الحرمين الشريفين في مجال تطوير التعليم، والقضاء، والتعددية الفكرية بدأت منذ سنوات، وبعضها بدأ عندما كان وليًّا للعهد، ومنها مثلاً لا حصرًا: مؤسسة رعاية الموهوبين، وجامعة الملك عبد الله، وخطة إصلاح القضاء، ومركز الحوار الوطني، وغيرها... ولكي تؤتي هذه الخطوات أُكلها تحتاج إلى خطوات أخرى تكاملية وتكميلية، وإلى هياكل وقيم داعمة لا يتسع المجال لتفاصيلها.الثانية: إن توجّه عناية خادم الحرمين نحو قطاعي التعليم والقضاء، يدل على معرفة دقيقة بأهم دعائم ومنطلقات الإصلاح الحقيقي، وهما العلم والعدل.. فالعلم أساس كل تقدم، والعدل كما قِيل أساس المُلْك. ولو تأمّلنا الأمم المتقدمة، أمم العالم الأول التي نروم أن نكون منها، فسنجد أن تقدمهم يستند إلى ما يمتلكونه من علوم ومعارف، وأن سيادتهم للعالم تعود إلى سيادة القانون في بلدانهم، وبسط العدل للجميع حكّامًا ومحكومين.إن الأساس لكل تقدم، وكل تنمية، وكل رفاه للمجتمع تسعى إليه أي دولة -أو هكذا يُفترض-، هو العلم، والقضاء، وبسط العدالة هو السياج الذي يحفظ مكتسبات التقدم والتنمية والرفاه، بل إن توافر العدالة، من خلال سرعة وبساطة إجراءات التقاضي، هي أهم عامل محفز ومعجل لتحقيق برامج التنمية الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية، وفي المقابل فإن عدم سيادة العدالة، بسبب طول إجراءات التقاضي هو في الواقع هدر لطاقات الناس، وأوقاتهم، ومعوق لمعاملاتهم التجارية، وعلاقاتهم الاجتماعية، وتدمير لمعنوياتهم، وبث للإحباط في نفوسهم، وكل هذه النتائج تُعدّ من أخطر الأدواء، التي تُعدُّ من أسباب توطين التخلّف في المجتمعات والأمم .الثالثة: إن توسيع هيئة كبار العلماء لتشمل المذاهب الأربعة هو منطلق جديد للفتوى، وثمرة من ثمرات جلسات الحوار الوطني، التي بدأت قبل عدة سنوات، فجمعت منذ دورتها الأولى التي عُقدت في الرياض، جميع المذاهب الدينية الموجودة في المملكة على طاولة واحدة.و يُعدُّ توسيع الهيئة خطوة عملية هامة نحو إفساح المجال الأوسع للتعددية الفكرية، والثقافية، والانفتاح الأكبر على الآخر، ونأمل أن تطور وتتبعها خطوات لتشمل مواقع أخرى، وتجعلنا أكثر بعدًا عن آفات التطرّف التي خلّفتها الأحادية الفكرية، وبعض الممارسات العصبية والعنصرية.إن مسيرة الإصلاح المباركة التي يقودها خادم الحرمين -حفظه الله- برغم تقدم خطواتها، فإن تسارع التغيّر والتطوّر في العالم من حولنا يجعلها في حاجة إلى المزيد من التسارع والتتابع، لأن سرعة التغيير والتطوير وهي السمة الأبرز للعصر الذي نعيشه، والذي تقلّب بين مسمّيات عديدة مثل عصر المعلومات، وعصر الاتصالات، وعصر المعرفة، وعصر العولمة، قد تجعل -و أعني سرعة التغيّر- خطوات الإصلاح متأخرة إن ظلت في سياقات التريث، والدراسات المتأنية التي صبغت العقود الماضية، وقد يضعف آثارها، ونتائجها المرجوة.ومن ضمن ما نتطلّع إليه في سياق تسريع الخُطى نحو التغيير، وإنجاز الأهداف، هو ضخ دماء جديدة في جسد الأجهزة الحكومية، من خلال تمكين الطاقات الشابة المتوافرة في جميع مناطق المملكة من المساهمة في إدارة وقيادة مؤسسات الدولة، فالشباب هم عماد الأمم المتقدمة في زماننا، وهم كذلك في تاريخ أمتنا، الذي نقل إلينا كيف اعتمد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بعده الخلفاء الراشدون، فكان منهم قادة الجيوش، ومنهم الولاة، ومنهم القضاة، وكل ذلك في ظل وجود شيوخ الصحابة..صحيح أننا صادفنا في الماضي، وقد نصادف في المستقبل بعض التجارب غير الناجحة لتولّي الشباب المناصب القيادية، ولكن في المقابل هناك تجارب ناجحة وهي الأكثر، خصوصًا إن تم اختيار القائد المناسب للموقع المناسب.. والله أعلم.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
496292النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16749الموضوعات
السعودية - الأوامر الملكيةالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - مجلس الشورى
القضاء - تخطيط
تطوير القضاء
مؤسسة الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين (الرياض)
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (الرياض)
الهيئات
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية - كاوست - السعوديةجمعية علماء المسلمين - السعودية
مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع - موهبة - السعودية
مجلس الشورى - السعودية
مجلس القضاء الاعلى - السعودية
مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطنى - السعودية
المؤلف
فائز بن صالح جمالتاريخ النشر
20090302الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية