الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
شــكـراً أوبــامــا
التاريخ
2009-06-06التاريخ الهجرى
14300613المؤلف
الخلاصة
شــكـراً أوبــامــا مساعد الخميس لم يدر بخلد أي من المتفائلين العرب، أن يحدث مثل هذا التحول الحلم في الإدارة الأمريكية، وأن يتربع على رأس أكبر قوة في العالم، رئيس مثقف، قرأ التاريخ كما يجب أن يقرأ، لا كما يحلو له أن يقرأه، مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهذه ربما هي أهم جزئية في تحركاته المدهشة، التي أصابت كثيرا من متابعيه بالذهول، لقدرته على الدخول في كافة المناطق المحذورة في السياسة الأمريكية والدولية، دون إثارة أي طرف من الأطراف ضد هذه التحركات، إنه حينما فكر في توجيه خطاب إلى العالم الإسلامي، ولأنه يعي تماما مكانة كل دولة في هذا العالم، فقد آثر أن ينطلق في تكوين رؤاه حول الكلمة الوثيقة التي سيتوجه بها إلى المسلمين، من داخل الرياض، وبعد اجتماعه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، للتشاور معه في فهم أبعاد هذا العالم، لذا جاءت كلمته مترابطة متناسقة، مراعية لكافة الأطراف الدولية في المنطقة، لقد أغلق أوباما بكلمته كافة المحاور التي قد يتذرع بها أعداء بلاده في مقاومتهم، أو تحويل لعبة الصراعات في العالم إلى صراعات عقائدية، قائمة على اختلافات دينية أو مذهبية، وهي من أخطر وأشد الصراعات فتكا بالشعوب والأمم... كلمة أوباما التي اختار لها بعناية محرابا من محاريب العلم في المنطقة وهي جامعة القاهرة، تعد وثيقة هامة لفهم أسلوب وفكر الإدارة الأمريكية الجديدة، بقي أن نلتقط كمسلمين هذه الجزئية، ونعيد صياغة التعاطي مع هذه القوة، التي تسعى كما يبدو إلى نشر السلام في العالم.كلمة أوباما، يمكنني أن أطلق عليها بشفافية تامة، الكلمة الحلم، لعدة أسباب أهمها، أننا كنا نصطدم في كل إدارة أمريكية جديدة تأتي إلى أسلوب دبلوماسي، يعتمد ويرتكز في الأساس على إضاعة الوقت، ومنحنا كثيرا من المسكنات، بأن القضايا التي تهمنا في المنطقة ستحل، وعلى رأسها بالطبع القضية الفلسطينية، ثم ما نلبث أن ننتظر لأكثر من عامين للبدء في التحرك، ربما بحجة فهم ملف القضية، وحينما تبدأ الإدارة الأمريكية بفهمها المزعوم لهذه القضية، يبدأ في الطرف الآخر في إسرائيل لعبة سياسية خبيثة، تقوم على إرباك وخلط الأوراق في يد هذه الإدارة، بأن تجرى انتخابات جديدة، أو يصعد تيار على حساب آخر، ثم تضيع القضية من جديد انتظارا لعودة الاستقرار في الداخل الإسرائيلي، وبعدها يبدأ الصاعد الجديد هناك في العودة مجددا إلى المربع صفر، وهكذا تستمر اللعبة، بين تسويف في واشنطن للتدخل، وذكاء الإدارة الإسرائيلية، في بعثرة الأوراق على الطاولة، لإصابة كافة الأطراف بالحيرة، والمستفيد الأكبر من هذه الأفعال المكررة هم الإسرائيليون، والخاسر الأكبر بالطبع هم الفلسطينيون، لكن أوباما وبعد مرور هذه الفترة القصيرة من توليه رئاسة الولايات المتحدة، نجح في حل كثير من القضايا العالقة، ليست في عالمنا أو منطقتنا فقط، بل في كافة المناطق المتوترة في العالم، الملف الصيني والملف الروسي وكوبا التي ألحقت أخيرا بالمنظمة الأمريكية وسط ترحيب سياسي وشعبي كبيرين على مستوى العالم، وسعيه بذكاء خارجيته في احتواء المشكلة الكورية الشمالية، حتى في تعاطيه مع الملف الإيراني، لا يعتمد التصعيد، ويترك الفرصة للدبلوماسية ولباقي الأوراق في مناقشة ملفها النووي، وهنا عودة للنقطة الأولى التي ذكرتها، وهي أن باراك أوباما ليس مجرد رئيس للولايات المتحدة فقط، بل هو رئيس ومثقف في نفس الوقت، وهو اختلاف كان يفتقده سلفه، وتسبب جهله بكثير من الأمور في إثارة العالم، وإشعال التوتر في كافة أرجائه، لكن أوباما يعرف حق المعرفة، استنادا إلى تكوينه العرقي والديني والنفسي والفكري، ماالذي يجب على رئيس الولايات المتحدة فعله، وكيف يحمي شعبه وبلده، دون أن يتعارض ذلك مع حقوق وأمن غيره من البلدان والشعوب.m-alkhames@hotmail.com
الرابط
شــكـراً أوبــامــاالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
496514النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15624الموضوعات
الاسلام والغربالسعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
الهيئات
جامعة القاهرة - مصرالمؤلف
مساعد الخميستاريخ النشر
20090606الدول - الاماكن
اسرائيلالعالم الاسلامي
الولايات المتحدة
فلسطين
كوبا
القدس - فلسطين
هافانا - كوبا
واشنطن - الولايات المتحدة