الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
نظام البيعة وانتظام الاستقرار
التاريخ
2006-10-21التاريخ الهجرى
14270928المؤلف
الخلاصة
نظام البيعة وانتظام الاستقرار سعيد السريحي اكدت المادة الثالثة من نظام هيئة البيعة على التزام الهيئة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ان المادة نفسها اكدت على الالتزام بقيم اربع اساسية تمثلت في التالي: 1- المحافظة على كيان الدولة. 2- المحافظة على وحدة الاسرة المالكة وتعاونها وعدم تفرقها. 3- المحافظة على الوحدة الوطنية. 4- المحافظة على مصالح الشعب. وبامكاننا ان ننظر الى هذه القيم الاربع التي تلتزم الهيئة بالحفاظ عليها على انها اهداف اربعة تقف وراء الحكمة التي اوعزت بانشاء هذه الهيئة وحرصت على ان تنظم عملها وفق نظام واضح المعالم واضح الآليات كذلك. واذا كان ما استلفت نظر المراقبين الدوليين عند مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالملك في اعقاب وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله هو تلك السلاسة التي تم بها انتقال السلطة على نحو من شأنه ان يعكس مدى رسوخ التقاليد لدى الاسرة السعودية الحاكمة وتعبير هذه التقاليد عن نفسها في الوحدة والتعاون والتفاهم بين ابناء المؤسس واحفاده وهي الوحدة التي تنبني عليها وحدة كيان الدولة والوحدة الوطنية وتتحقق من خلالها مصالح الشعب. اذا كانت تلك السلاسة في انتقال الحكم قد ادهشت المراقبين انذاك فان نظام البيعة وهيئة البيعة جاء لكي يكون ترجمة لتلك الثقافة التي يتم بموجبها انتقال السلطة ولكي تتحول تلك التقاليد الى نظام مكتوب يكرس الصيغة الحضارية للدولة حين تأخذ نظمها وقوانينها شكلا مكتوبا يمكن العودة اليه والاحتكام الى بنوده. وقد برهن ما يزيد على المائة عام من عمر الدولة السعودية التي نعيش في وارف ظلها على تماسك الاسرة الحاكمة وحرصها على مصالح الشعب في وقت كانت فيه الدول المجاورة والشعوب في كافة انحاء الارض تشكو من قلق الانظمة وثورات الشارع وانقلابات العسكر وتفكك البنى الحاكمة وانهيار التركيبات على رغم الاضطرابات التي عصفت بمعظم دول العالم العربي خلال القرن الماضي واستمرت تعصف حتى اليوم. ولم يكن بالامكان ان يتوفر ذلك الاستقرار لولا ان مسألة الحكم في المملكة مرتبطة بتقليد راسخ يقوم على استلهام الثقافة العربية التي تحرص على تقديم الاكبر سنا والاصلح لمجتمع وجماعته ولذلك فان تقاليد الاسرة السعودية هي في اصلها استلهام لثقافة عربية عريقة تم تداولها عبر مئات السنين واستطاعت ان تحفظ لمجتمع الجزيرة العربية خصوصيته واستقلاله حتى وان ظلت ثقافة شفاهية يتوارثها الابناء عن الاباء. نظام البيعة وتكوين هيئة لها هو في جوهره تحول من الشفافية الى الكتابة وبالتالي يدخل في سياق التحول الحضاري للامة ويبدو عندها امتدادا لصدور الانظمة الاساسية التي تحفظ وحدة الدولة ومصالح الامة وتضبط العلاقة بين القيادة والشعب. غير ان لصدور نظام البيعة وتشكيل هيئتها دلالة اخرى حين تكشف عن بعد النظر عند المليك المفدى وحرصه على الوصول الى صيغ مثلى تشكل الركائز الاساسية لمستقبل المملكة على نحو يضمن وحدتها واستقرارها والحفاظ على مصالح الشعب فيها. ولعل التجارب المختلفة التي مرت بها كثير من الدول تكشف ان استمرار الاستقرار والحفاظ عليه وترسيخ دعائمه ومواجهة اي تحديات يمكن ان تعترضه يظل مرهونا بوجود الانظمة والصيغ التشريعية والقانونية التي تضبط العلاقات بين اطراف العملية الادارية وتضمن اقصى غايات التنسيق والتعاون والتفاهم بينهم وذلك هو ما هدف اليه نظام البيعة وتشكيل هيئتها.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
497501النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14665الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الهيئات
هيئة البيعة السعودي - السعوديةالمؤلف
سعيد السريحيتاريخ النشر
20061021الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية