الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الجمعيات الخيرية تنافس الشركات العالمية
التاريخ
2008-03-31التاريخ الهجرى
14290323المؤلف
الخلاصة
مصطلح التسويق مألوف لدى الكثير ولكن غير مالعروف هو معنى التسويق الحقيقي والذي يتخطى معنى الترويج أو الدعاية والإعلان أو دفع المنتج أو الخدمة للعميل وإقناعه بها، لان التسويق وبكل بساطة هو تحقيق حاجات ورغبات العملاء بشكل أفضل من المنافسين، الشيء الآخر هو أن التسويق ليس فقط للشركات والمؤسسات الهادفة للربح ولكن الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية بحاجة إلى التسويق أكثر من الشركات والمؤسسات الهادفة للربح. لا شك أن الهدف الرئيس للجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية هو خدمة المجتمع والقضاء على الفقر ولكنها متواجدة حاليا في بيئة تنافسية شرسة وتحتاج إلى عملاء (المتبرعين) لتبرر وجودها وبيان أهدافها، وبالتالي الجمعيات والمنظمات الإنسانية تحتاج إلى فهم حاجات ورغبات العملاء ومحاولة تلبية تلك الحاجات والرغبات بشكل أفضل من المنافسين (الجمعيات والمنظمات الأخرى) من أجل إقناع العملاء (المتبرعين) بدفع أموالهم والتبرع لتلك الجمعية دونما الأخرى. فعلى سبيل المثال بعض الجمعيات الخيرية لها نشاطات متعددة وتستطيع أن تصل إلى المحتاجين وتبرز مشاكلهم التعليمية والصحية والاجتماعية بشكل أفضل من المنافسين، مما يجعل المتبرعين يبادرون بدعم الجمعية نتيجة لنشاط الجمعية أو المنظمة في خدمة المجتمع ويعتقدون أن الأموال التي دفعوها ذهبت في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، بالإضافة إلى أنه كلما كانت الجمعية أو المنظمة تركز على الحاجات الفعلية والحقيقية للمجتمع كلما برز اسمها وساعد ذلك على زيادة الدعم وهذا لن يتم إلا بتلبية حاجات ورغبات المجتمع وهذا هو معنى التسويق الحقيقي. إن ديننا الحنيف يحث على العمل الخيري وبيئتنا ولله الحمد بيئة خصبة وأبناء هذا الوطن فيهم الخير الكثير ولكن ينقص ذلك العمل بشكل احترافي والبعد عن الفوضى والعشوائية وذلك لن يتم إلا بعقلية إدارية حديثة تستطيع أن تنقل الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية إلى مصاف الشركات المتميزة كما هو الحال في بعض المنظمات العالمية، لان الاجتهادات وحدها لن تكون كافية والعالم يتطور بشكل سريع ويجب مزج الحماس والخبرات بالعلم، شركة مايكروسوفت تساهم بملايين الدولارات سنويا لدعم المنظمات الإنسانية بالرغم من أن هدفها دنيوي بحت، فأهل الآخرة أولى بذلك، وهنا يجب أن نشيد بجهود شركة عبداللطيف جميل في دعمها غير المحدود للعمل الخيري في المملكة وتكريم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لمحمد جميل بتقليده وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى. لدي قناعة بلا حدود بان نجاح الشركات والمؤسسات ليس فقط في زيادة الإيرادات أو الأرباح أو تعظيم ثروة الملاك ولكن النجاح الحقيقي هو بمقدار المساهمة الفعالة في المجتمع وترك بصمة حقيقية فيه، شركات التبغ والتدخين على سبيل المثال قد تكون ناجحة في تحقيق الأرباح ولكنها لم تحقق الربح الحقيقي للمجتمع فكم من مليارات الدولارات تم صرفها لعلاج الأمراض الناتجة عن التدخين، فهي تحقق ربحا ماديا للشركة فقط ولكن الربح الحقيقي هو ربح الفرد والمجتمع وليس فقط الشركة. ما دعاني للحديث عن ذلك هو طرح فكرة تنظيم عمل الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية الموجودة لدينا في المملكة بشكل علمي يتماشى مع التطورات الحادثة في القطاع الخاص والذي بدوره سيلفت انتباه الكثير من الشركات والمؤسسات وحتى الأفراد للمساهمة الفعالة في دعم الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية وبالتالي حل الكثير من المشاكل التعليمية والاجتماعية والصحية بمشيئة الله، فهل نرى الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية تبحث عن الكوادر البشرية المميزة كما هو حال شركات القطاع الخاص وهل نرى التسويق يتم تطبيقه بشكل احترافي وتصبح الجمعيات الخيرية لدينا كالشركات العالمية ؟ نتمنى ذلك لان هدفها أسمى وأعظم من هدف أي شركة في القطاع الخاص. @ رجل أعمال وأستاذ الإدارة والاقتصاد وعضو جمعية الاقتصاد السعودية
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
497581النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14525الهيئات
شركة عبداللطيف جميل - السعوديةالمؤلف
محمد بن عبدالله العجلانتاريخ النشر
20080331الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية