الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
صياغة الخطاب الإعلامي
التاريخ
2009-02-19التاريخ الهجرى
14300224المؤلف
الخلاصة
هناك شبه اتفاق على أن القرارات الإصلاحية التي صدرت بداية هذا الأسبوع هي قرارات تاريخية تمثل نقلة تنموية نوعية كبرى ، وقد أعادت لدى الكثيرين الأمل والتفاؤل بتطوير شامل وسريع لأداء العديد من الأجهزة الحكومية في المملكة ، بعد أن ملت القيادة ، ومل المواطن ، من البطء الغريب في تنفيذ برامج الإصلاح ، حتى يشعر بها المواطن على أرض الواقع ، رغم ما وفر لها من مليارات ، تعين أي مسئول - إن كان مسئولاً ! – على إحداث التطوير السريع والشامل. ولم تخلُ هذه القرارات من بعض المفارقات والطرائف، التي تم تناقلها ومنها أن قرارات الإعفاءات سبقتها عبارة ( بناء على طلبه ) وهذه العبارة فيها مجاملة طيبة ، وتستهدف التأكيد على احترام المسئول الذي بذل جهدا في الخدمة العامة، ولكنها عبارة تقلل من مصداقية الخطاب الرسمي ، ومن يريد أن يتعامل مع العبارة بخبث ، سوف يسأل : لماذا طلب هذا العدد الكبير من المسئولين ، في نفس الوقت ، الإعفاء من مناصبهم؟ بينما الجواب يكمن في صياغة غير مناسبة للقرارات . ومقالتي اليوم هي عبارة عن رسالة لمعالي وزير الثقافة والإعلام ، لكي يكون له دور فعال ، في صياغة الخطاب الرسمي للدولة ، ومراجعة العبارات التقليدية السائدة ، والتي يتم تكرارها دون تمحيص، علما أن هذا إجراء شكلي بسيط، ولكنه يصبح إجراء مهماً ، حين يكون جزءا من خطة لتطوير خطابنا الإعلامي بشكل عام ، وبحيث - مثلا - لا تستغرق نشرة الأخبار في القناة الأولى ساعتين ، لقراءة كل القرارات بالكامل ، رغم أن مضمونها واحد ، بينما يستغرق الخبر نفسه في قناة عربية أخرى خمس دقائق فقط، وبالتالي هي التي تستقطب المشاهد! لأنه ليس هناك أي زيادة في معلومات خبر القناة الأولى الذي استمر لمدة ساعتين !. وآمل من الشاعر الدكتور عبد العزيز خوجة بما يملك من سعة أفق إعطاء أولوية للنظر في دراسة التعامل التقليدي السائد مع الإعلام من نواحٍ عديدة ، منها صياغة الخطاب كما أشرنا ، ومنها ما هو أهم بكثير ، مثل إصدار التراخيص الإعلامية ، إذ أن هناك آلية غريبة لإصدار قرارات التراخيص الإعلامية في المملكة ، وفيها الكثير من المفارقات ، تستحق أن تسجل في موسوعة جينس لأكثر القرارات غرابة وطرافة في العالم ! حيث أن هناك تشدداً ( أقرب للمنع كقاعدة عامة مع بعض الاستثناءات و الواسطات ) في إصدار التراخيص للمجلات والصحف في المملكة ( فضلا عن القنوات الفضائية ) لتضطر هذه المطبوعات والقنوات إلى الحصول على ترخيص من دبي أو قبرص أو جزر الواق واق ، بينما جمهورها الوحيد هو المواطن السعودي!! فتتواجد في السوق السعودية بكل أريحية ، وتبث وتنشر بكل طاقاتها ما يسهم في تسطيح ومداعبة غرائز هذا المواطن المسكين وشده للخرافة ، وهو القابل لفقدان الهوية ، لوقوعه ضحية بين كماشتين هما : - أنظمة وثقافة التشدد والانغلاق في الداخل ، التي عفا عليها الزمن. - سطوة إعلام خارجي منفلت يسعى للكسب السريع عبر مداعبة الغرائز. ولعل وزارة الثقافة والإعلام تفكر ذات يوم في حماية الضحية ! بشيء من التنظيم وتفهم لغة العصر، وتسهيل منح التراخيص للمطبوعات والقنوات وفقا لضوابط مرنة ، وبذل كثير من الجهد ، نحو الانفتاح بما يستوجب من تضحية في سبيل هدف وطني واجتماعي نبيل . وكل ما سبق ذكره من مطالب تمثل مطالب مهمة ، ليبقى الأمر الجوهري الأهم المطلوب من معالي وزير الثقافة والإعلام ، هو أن يعطي أولوية قصوى لمحاولة رفع سقف حرية التعبير في المملكة ، والتي لا تزال تحتل مركزا متدنيا في مؤشر الحرية الإعلامية وفقا للتقارير الدولية ، رغم أن المملكة والحمد لله حققت قفزات كبيرة في العديد من المؤشرات الاقتصادية والتنموية الأخرى خلال السنوات الأخيرة نتيجة لجهود الإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وجهود التنظيم الإداري التي يقودها سمو ولي العهد حفظه الله .
الرابط
صياغة الخطاب الإعلاميالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
500235النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14850الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة
الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية. وزارة الثقافة والاعلام
حرية التعبير
المؤلف
خالد العريانتاريخ النشر
20090219الدول - الاماكن
الاماراتالسعودية
قبرص
الرياض - السعودية
دبي - الامارات
نيقوسيا - قبرص