الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قراءة في مضامين خطاب خادم الحرمين
التاريخ
2009-02-02التاريخ الهجرى
14300207المؤلف
الخلاصة
في مستهل خطابه التاريخي المهم الذي ألقاه في القمة الاقتصادية في الكويت، مهَّدَ خادم الحرمين الشريفين بمقدمة كانت ضرورية أفادت في توجيه حرارة الحوار نحو القضية الآنية الملحة والنازلة الماحقة الماثلة، وذلك بقوله : « الاقتصاد مهما كانت أهميته لا يمكن أن يساوي الحياة ولا الكرامة »، وهذا نظر في الأولويات وخواتم المآلات، ذلك إنه إذا تعارضت مصلحة المال مع بقاء النفوس قُدِّم خيار حفظ النفوس على غيره. ومن هنا تطرق الخطاب إلى الجريمة البشعة التي أهدرت حياة الإنسان الفلسطيني، ووصفها بصفتها القانونية التجريمية التي لا لبس فيها وهي أي جرائم إسرائيل في غزة « مجازر جماعية »، أما القائمون عليها والمنفذون لها هم ( عصابة إجرامية ). وبهذا التوصيف الحصيف تكاملت أركان الجريمة في هذه الحرب القذرة، كما تحددت المسؤولية الجنائية ضد « عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة، ولا تنطوي ضلوعها على ذرة من الإنسانية »، كما جاء نصاً في الكلمة. إذن نحن أمام جريمة إنسانية تمثّلت في الإبادة الجماعية بآلة الحرب المحرمة دولياً، سبق ذلك الحصار والتجويع والإبادة البطيئة. ومن هنا طاشت كل سجلات المفاوضات، ودعاوى السلام والمعاهدات وسقطت كل المبادرات، فلن تبقى تراوح مكانها على الطاولة هكذا إلى الأبد. لكنًّ في المقابل كما ذكّر وحذّر خادم الحرمين فهناك عوامل داخلية تفتُّ في عضد العرب والمسلمين جميعاً، ومن ذلك : الأول : الفرقة والخلاف داخل المجتمع الفلسطيني. الثاني : الخلافات السياسية البينية داخل الصف العربي. ثمَّ أشار الخطاب الوثيقة إلى نتائج ذلك من الهزيمة والذل والكرامة التي ديست، والمسؤولية في ذلك تقع على هؤلاء القادة بدون استثناء في الحالتين الأولى ممثلة في المجموعة الفلسطينية، والثانية ممثلة في القيادات العربية. لقد وضع خطاب خادم الحرمين الشريفين أصبعه على مبدأ وسنة النصر والهزيمة في التصور الإسلامي، من خلال إشاراته إلى النزاع الذي هو سبب الهزيمة، والوفاق الذي هو سبب النصر والعزة والكرامة. وطالب الجميع أن يكونوا أكبر من جراحاتهم، وأن يسموا فوق خلافاتهم، وفتح أبواب الأخوة لمواجهة المستقبل صفاً واحداً كالبنيان المرصوص. إنَّ الدم المسفوح ظلماً وعدواناً على أرضنا في فلسطين المحتلة لن يذهب هدراً، هكذا أعلنها خادم الحرمين. وفي توصيف خادم الحرمين لفلسطين بأنها محتلة، فإنَّ هذا يفتح الباب واسعاً لمشروعية المقاومة....
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
500334النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14833المؤلف
خالد بن عبد الرحمن العجيمىتاريخ النشر
20090202الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الكويت
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
القيروان - الكويت