الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مشهد الانقسام يحجب مسعى التوافق !
التاريخ
13-8-2009التاريخ الهجرى
14300822المؤلف
الخلاصة
فقد اطلعت على مقالكم في - صحيفة - (الجزيرة) في عددها، رقم (13461)، وتاريخ 15-8-1430 هـ، بعنوان: (الملك عبد الله وقضية فلسطين). لطالما كانت السعودية - لاعبا أساسيا - في الساحتين - العربية والإسلامية - برضا وموافقة الأطراف العربية الأخرى. وكلنا يذكر كيف لعبت السعودية دورا كبيرا في تهيئة الأجواء، وحفظ التوازن بين مكونات العملية السياسية في فلسطين، بفصائلها المختلفة ومعها حماس، أثناء اتفاق مكة التاريخي - قبل عامين -، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، ومنع الاقتتال الفلسطيني، والخروج من شرنقة الاحتقان السياسي. إن القراءة الهادئة لبرقية خادم الحرمين الشريفين - الأخيرة - خلقت ارتياحا عاما في قلوب أبناء الأمة نحو الحل والمصالحة الوطنية، حيث اتصف بالشجاعة وبعد النظر والحفاظ على المصلحة العربية العامة، من خلال تغليب لغة الحوار على الخلاف، والمنطق على الهوى، والعقل على الجهل.. فهو يريد أن يؤكد لهم أنهم أكبر من الجراح، وأعلى من الخصوم، وأقدر على المصالحة. وستشق المصالحة الطريق إلى إعادة بناء السلطة الفلسطينية بتشكيل حكومة وطنية، وترتيب الانتخابات المطلقة لاسترداد الحقوق، وإقامة دولة فلسطينية، إن هم أرادوا ذلك. إن تصدي خادم الحرمين الشريفين من خلال دوره التاريخي بدبلوماسية الصمت الإيجابي التي تعتمد على الأفعال دون الأقوال، ستقطع الطريق - بإذن الله - إلى حرب أهلية بين مختلف الأطراف. وستسد كل مشروع يريد استثمار حالة الاحتقان والفوضى السياسية والأمنية التي عاشتها القضية الفلسطينية. إن من أهم المضامين الضافية التي احتوتها البرقية، أنها وضعت جميع التيارات والفصائل الفلسطينية أمام مسؤولياتها، مكرسة ضرورة تعميق أسس الوحدة، وإنهاء الانقسام والصراعات الداخلية، لتقدم مصالح الشعب الفلسطيني على الأهواء كافة. فالخلاف الفلسطيني أشد ضررا على القضية الفلسطينية من الممارسات الإسرائيلية نفسها، ومن شأن هذا الخلاف - حينئذ - أن يفضي إلى تراجع الدعم العالمي للقضية الفلسطينية، وتمكين إسرائيل من ممارسة مزيد من التعنت والتنكر للشعب الفلسطيني. ليس من الحكمة في هذه المرحلة الحرجة الخوض في تفاصيل هذا التشرذم أو مسبباته، لأن الواجب هو البعد عن النزاع، والخروج من النفق المظلم التي دخلت فيه القضية الفلسطينية بسبب هذا النزاع والانقسام، فالله - جل في علاه - يقول: (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). إن الواجب على الفصائل الفلسطينية السعي لتغليب مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار، والتوجه نحو الحوار لإنهاء الأزمة وسد الثغرات. وإن المأمول أن تحقق المصالحة الوفاق الفلسطيني على المحاور كافة خلال الفترة المقبلة، ومواجهة التحديات الحقيقية.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
501231النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
0المؤلف
سعد بن عبدالقادر القويعيتاريخ النشر
20090813الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين