الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
على هامش استقبال خادم الحرمين الشريفين للمشاركين في ندوة العلاقات العربية الصينية السعودية .. الدور الكبير والخطوة المطلوبة
الخلاصة
بالطبع لا يمكن تجاوز الدور السعودي المهم عربيا ودوليا فالمملكة أثبتت عبر سياساتها الواضحة والملتزمة أنها دولة الحكمة والعقلانية وأنها لا تبني علاقاتها على أساس من المصالح الخاصة, بل المصالح والمنافع المشتركة ولهذا وجدت الدول والشعوب فيها خير نصير لقضاياها العادلة, حيث اكتشف الجميع عمق رسالتها وفاعليتها وتأثيرها وحضورها في مختلف المنتديات العالمية, وهي اليوم تقود خطوات التحديث والتطوير الداخلي, وتسعى لتنويع علاقاتها الخارجية القائمة على احترام الثقافات والحضارات الإنسانية, وهذا ما عبرت عنه لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, وولي عهده الأمير سلطان, بالقيادات الآسيوية وخاصة الصين التي باتت شريكا استراتيجيا فاعلا وبلا منازع للعديد من دول العالم والتي تتسم سياساتها بمقاربات كثيرة من السياسة السعودية. وعلى هامش مؤتمر الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية التي استضافته السعودية, حيث التقى المشاركون بخادم الحرمين الشريفين وهو الذي أكد في كلمته حاجة العرب إلى موقف الصين لدعم قضاياهم وعلى رأسها قضية فلسطين, والتي اعتبرها هماً فلسطينياً, كما أكد أن المملكة على استعداد للقيام بواجبها وتلبية ما يطلب منها خدمة لحوار الحضارات ولرفع الظلم وإرساء دعائم السلم القائم على العدل, وتقع قضية حصار غزة, والعدوان المستمر عليها, والخلاف العنيف الداخلي, وحماية القدس من بين أولوياتها القصوى. فقد شكلت المملكة حضورا قويا وفاعلا في تجديد الخطاب العربي وفي التعبير عن الغضب من الموقف الإسرائيلي المتعنت, ورفض وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل المشاركة في لقاء هدفه إعلامي إنما كان ذلك ضمن رؤية استراتيجية تقضي برفع درجة التحفز والفاعلية الأمريكية في الضغط على إسرائيل للاستجابة لنداءات السلام والمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية, فيما اعتبرت أوساط سياسية أن موقف المملكة عبر عن طيبة أمل كبيرة من الوعود الأمريكية قبيل أنابوليس. كما يشيد الفلسطينيون بدور الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصيا في رأب الصدع الفلسطيني والتوصل إلى اتفاق مكة في شباط (فبراير) الماضي 2007 .. واليوم وبعد التهرب الإسرائيلي من الاستحقاقات للمبادرات والتنازلات العربية والفلسطينية وفي ظل استمرار انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل وعجزها عن ممارسة أي ضغط عليها, فقد أصبحت حماية قطاع غزة وفك الحصار عنه ونجدة أطفال غزة ونسائها, ووقف العدوان المدمر عليها, ومنع تطبيق نظرية القتل البطيء عبر الحصار الخانق على أهالي غزة البالغين 1,5 مليون نسمة, حتى في منع حجاجها من مغادرة القطاع لأداء مناسك الحج لهذا العام. وفي ضوء ذلك فقد أصبح للسعودية فرصة جديدة لتأكيد وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني بفك الحصار عنه وتزويده بما يحتاج إليه من الدواء والغذاء واللباس والوقود ومواد التجارة, والعمل على وقف هذا الظلم بثقلها العربي والدولي, المالي, والسياسي, وأهميتها الاستراتيجية لاقتصادات العالم... جميع المراقبين يتوقعون دورا جديدا ومتجددا ستلعبه المملكة لنجدة فلسطين وشعبها, وللانفتاح على حضارات العالم بروح إنسانية عالية تنطلق من عقيدة المملكة وملكها وقناعاتهم المستلهمة من القرآن, كما أكد خادم الحرمين, ويساعده على ذلك الغيرة والنخوة العربية والشهامة التي عرفه بها الملك, والتي ظهرت على قسمات وجهه عندما ذكره أحد الضيوف بمعاناة نساء وأطفال غزة ودعوته لنجدتهم ونصرتهم. ومما يجدر ذكره أن معاناة الفلسطينيين إلى حد الموت على الحواجز والمعابر ومنع السفر حتى في الحالة الخطرة لتلقي العلاج, وعدم توافر ما يسد رمق الفقراء بسبب إطباق الحصار عليهم, فهل ستشهد الأيام المقبلة في مطلع الشهر الحرام ذي الحجة وقفة سعودية عروبية مشهودة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز, خصوصا في ظل اجتماع مجلس التعاون الخليجي المنعقدة دورته الـ 28 في الدوحة؟ *مدير مركز دراسات الشرق الأوسط - عمان
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
501686النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5167الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسعود بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
تاريخ النشر
20071204الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الصين
العالم العربي
دول مجلس التعاون الخليجي
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بكين - الصين