الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الدور السعودي .. في ( موقعه الطبيعي والطليعي )
التاريخ
2007-02-03التاريخ الهجرى
14280115المؤلف
الخلاصة
الدور السعودي.. في (موقعه الطبيعي والطليعي) يمكن ان يعتكر الظلام ويحتلك، ولكن يستحيل (دوام الظلمة) فهذه الديمومة مناقضة للسنن الكونية، فما من سواد ليل مطبق إلا اعقبه ضوء النهار. كما ان هذا الدوام نقيض للمبشرات الدينية. ففي القرآن: «فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا».. وفي السنة: «لا يغلب عسر يسرين». ولقد لف الساحة الفلسطينية ظلام مفزع ظلام الاحتلال وظلمه. وظلام الحصار والتجويع والإذلال. وظلام الاقتتال الفلسطيني وما فيه من ظلم للنفس ولذوي القربى وللقضية كلها. شق هذه الظلمة: ضوء سعودي نرجو ان يجد (اجهزة الاستقبال) الصافية التي تعين على انتشاره وسطوعه. فالقاعدة الصلبة تقول: «لا يمكن ان تؤدي أي قوة أو أي طاقة عملها ووظيفتها إلا إذا وجدت جهازا قابلا». والضوء الذي انبثق هو النداء الصدوق الذي جهر به الملك عبد الله بن عبد العزيز مخاطبا الفلسطينيين: أن كفوا عن الصراع والاقتتال الدامي وتعالوا الى مكة، في لقاء جامع يخرجكم من ظلمات القتل والاقتتال والشقاق الى نور (السلام البيْني) والى الوحدة على ما ينبغي ان يتحد عليه العقلاء واهل الضمائر الحية الحريصون على تحرير ارضهم، واستقلال قرارهم، والتعاون الشريف المشترك على ابرام مصائرهم. وصناعة مستقبل واعد لابنائهم وذراريهم.. قال الملك: «ان المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا لا تقبل ان تقف صامتة متفرجة تنظر بحزن وألم عميقين لما يدور على الساحة الفلسطينية من اقتتال بين الاشقاء اصحاب القضية الواحدة دون ان تتصدى لدورها الاسلامي والعروبي والاخلاقي تجاه امانة الكلمة والفعل. وإننا في المملكة العربية التزاما بديننا وعروبتنا وقيمنا واخلاقنا ليدمي قلوبنا ما يحدث في ارضنا الفلسطينية الشقيقة، فلسطين الاقصى وارض الاسراء واولى القبلتين، فلسطين ثالث مسجد تشد إليه الرحال، فلسطين العروبة والتاريخ والتضحية ضد الاحتلال. أرض الاباء والكرامة والعزة. يدمي قلوبنا ما يحدث من أفعال استهدف فيها الأخ أخاه فأريقت الدماء، وأزهقت فيها الأرواح المعصومة فكان القتل الذي قال عنه الباري جل وعلا: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما». إن هذا الجرم العظيم بكل أسبابه الواهنة جاء ليلطخ كفاحنا الفلسطيني الوطني المشرف الذي قضى في ساحته النبيلة من أبناء شعبنا الفلسطيني آلاف الشهداء في سبيل الله لتحرير وطن الإسلام والعروبة والكرامة لتحقيق الحرية والاستقلال. ان ما يحدث لا يخدم إلا أعداء الأمة الاسلامية والعربية.. ألم يستمع من حمل السلاح وقتل أخاه لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» وقوله: «من حمل علينا السلاح فليس منا».. نعم. ليس منا من حمل السلاح وأطلقه ليردي أخاه في الدين والعروبة والمصير الواحد. وليس منا من لم يغلب العقل على حكم الغاب.. من هذا المنطلق: وانصياعاً لقول الحق تبارك وتعالى: «وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما» وقوله جل جلاله: «انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون».. وإيماناً من المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة بأن دورها تجاه القضية الفلسطينية ليس دوراً هامشياً يكتفي بالصمت، بل هو دور تاريخي وشراكة في المصير منذ تأسيس الدولة السعودية وموقف موحدها الملك عبد العزيز يرحمه الله تجاه قضيتنا العربية الفلسطينية الذي لم يهادن فيه أو يتخاذل عنه، فإننا اليوم وبعد التوكل على الله جل جلاله، وبأمل ورغبة وحرص أدعو أشقائي من الشعب الفلسطيني الشقيق ممثلين في قادته إلى وضع حد فوري لهذه المأساة والتزام الحق، وادعوهم جميعا لا فرق بين طرف وآخر إلى لقاء عاجل في وطنهم الشقيق المملكة العربية السعودية، وفي رحاب بيت الله الحرام لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية دون تدخل من أي طرف آخر لنحقق لأمتنا العربية الإسلامية أحقيتها في قضيتها، ولنصل إلى حل يرضي الله سبحانه وتعالى ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق والشعوب الاسلامية والعربية وكل من آزر القضية ودعمها.. اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد». آثرنا إيراد معظم النداء لابراز قيمتين كبيرتين نادرتين: قيمة (اللغة) الواضحة الصريحة المباشرة، في زمن شقيت فيه الأمة باللغات الغامضة الملتوية المنافقة.. وقيمة (المضامين) الحية المفعمة بدلالات: الاخوة الإسلامية، والمروءة العربية، ونبل الحس الإنساني، ودقة الشعور بالمسؤولية، في زمان تآكلت فيه هذه المفاهيم والدلالات، وساد نقيضها. نعم.. بصراحة العربي ومروءته.. وصدق الالتزام الإسلامي.. وشرف حرية القرار واستقلاله: صدع الملك عبد الله بن عبد العزيز وصرح بهذا النداء (الوثيقة): تاريخيا وسياسياً وأخلاقيا.. ولهذا الوصف والتحليل أسانيده الموضوعية: أولاً: ان هذا النداء (امتداد) لأكثر المواقف العربية أصالة وتف
المصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
501975النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
10294الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
زين العابدين الركابيتاريخ النشر
20070203الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
الولايات المتحدة
بريطانيا
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
كامبردج - بريطانيا
واشنطن - الولايات المتحدة