الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
أهمية المرجعية العربية الضامنة
التاريخ
2007-05-08التاريخ الهجرى
14280421المؤلف
الخلاصة
لو كانت «القارة السادسة»، ونعني بها السودان، سينصرف إلى معالجة الأزمات الحدودية مع الجيران لما كان اهل الحكم وجدوا الوقت لمعالجة الاوضاع الداخلية. ونقول ذلك على اساس ان السودان يتفرد عن غيره من الدول العربية والأفريقية بهذا الكم المتناقض من الجيران حيث يتحادد مع تسع دول لكل منها مزاجه وسلوكياته ونوعية آداب التعامل مع الآخرين، ولذا نراه يحاول ما استطاع منذ العهد الاستقلالي الرصين وصولاً الى العهد الانقاذي المستهدَف مروراً بالعهد الحزبي المتنافر بعضه مع بعض والعهد الثوري الحائر بين الثورية الناصرية والإسلامية النميرية ـ الترابية ان يهدئ من روع الجيران مستهدِفاً من ذلك إبقاء الحدود في منأى عن التدخلات، الأمر الذي لا يقتصر الخسران فيه فقط على الاستنزاف العسكري مادياً وبشرياً، انما يشمل موجات من النزوح اليه تشاركه ألوفها المتنوعة اللقمة والسكر والشاي. ولعله من اجل ذلك رأى وفي شخص الحكم الحالي ان يحسم الأمر المتعلق بالجنوب في صيغة اتفاقية نال فيها الجنوبيون اكثر مما يتمنون وحقق من خلالها الشمال استقراراً نسبياً محتمل الحدوث الى جانب تقليل نسبة الإنفاق اليومي على حرب لا جدوى من استمرارها. وباستمرار كانت الازمات الحدودية تفرز ازمات سياسية وأحيانا يحدث العكس، اي ان سوء التعايش بين الحاكم في السودان والحاكم في واحدة من دول الجوار يتسبب في استعمال كل منهما لمعارضي الآخر، ومع الوقت تبدأ عمليات كر وفر، وربما ما هو اكثر من ذلك بدليل انه في ذروة التأزم الشخصي بين الرئيس الاريتري اسياس افورقي والرئيس السوداني عمر البشير اجاز الاول لنفسه التصرف بحق لا يملكه و«إهداء» مبنى السفارة السودانية في اسمرة لتكون مقراً للمعارضة السودانية بأعمدتها الثلاثة الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني وجون قرنق الذين كانوا حشدوا «مقاتليهم» على الحدود الاريترية ــ السودانية استعداداً للزحف نحو الخرطوم او لإحراج الجنود السودانيين الذين وجدوا انفسهم في حالة احتراب مع إخوان لهم. منذ اتفاقية السلام الشجاعة بكل المقاييس، غدت الاوضاع الحدودية هادئة عموماً باستثناء تشاد. فالوفاق السوداني ـ الاريتري حصل بزيارة افورقي الى الخرطوم. والعلاقة مع اثيوبيا مستقرة رغم بعض التحسس السوداني ازاء الدور الاثيوبي في الصومال. كما ان العلاقة مستقرة مع كل من اوغندا والكونغو وكينيا بعد توتر، ومستقرة الى حد ما مع افريقيا الوسطى....
المصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
502749النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
10388الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودإدريس ديبي أنتو
إياد أمين مدني
حسن عبدالله الترابي
عمر حسن أحمد البشير
محمد عثمان الميرغني
المؤلف
فؤاد مطرتاريخ النشر
20070508الدول - الاماكن
اريترياالسعودية
السودان
تشاد
أنجامينا - تشاد
اسمرة - اريتريا
الخرطوم - السودان
الرياض - السعودية
دارفور - السودان