30 دقيقة حبست أنفاس العالم
التاريخ
2007-11-08التاريخ الهجرى
14281027المؤلف
الخلاصة
30 دقيقة حبست أنفاس العالم بالأمس، كانت لحظة تاريخية ولا أبالغ إذا قلت إنها فاصلة في تاريخ الإنسانية، ولعل العالم الذي كان يترقب تلك المصافحة التي جمعت بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبابا الفاتيكان بيندكتوس السادس عشر .. وما أعقبها من محادثات استمرت ثلاثين دقيقة، حبسنا فيها جميعاً أنفاسنا بانتظار القادم.ثلاثون دقيقة هي مدة الاجتماع مرت لترسخ لوضع جديد يؤكد أنه لا عداء سياسي، ولا إقصاء ديني، لكن حالة التوتر على كل حال جزء من تلك الروح المشرقية، التي رغم انبهارها بالغرب، فإنها تتوجس منه أيضاً، وتلك ليست أزمة خاصة تتعلق بنا وحدنا، لكنها أيضاً نفس أزمة الغرب، القابع بين أوهام تفوقه ومشاكله الداخلية، وبين استعلاء نظرته للآخرين. كان علينا أن ندرك أنها ليست حالة منفردة، بل إن الصورة التي طيرتها وكالات الأنباء العالمية والمصورة، ومحطات التلفزة الإيطالية، ربما كانت واحدة، وربما كانت مقصودة بشدة، فالمصافحة كانت حارة، بين زعيم الشرق الإسلامي والقائد الروحي للغرب الكاثوليكي، وربما كانت اللحظة جديرة لإنهاء جفوة مفتعلة بين المسلمين والمسيحيين، رغم أن الزعيمين ليس بينهما أي جفوة شخصية. نعترف بأن العالم يعيش انقساماً فكرياً وربما دينياً بشكل خطير، ومشكلة الكثيرين أنهم لا يزالون يعيشون في الماضي، ويجترون منه الكثير من عقد الذنب، التي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، وينطلقون منها في حملات استعداء خطيرة ضد الآخرين، وربما أيضاً لم يفهم كثيرون أن عليهم استنهاض الماضي لإحداث خطوة للأمام، وليس للعيش في كهوفه، لاستحالة ذلك أولاً، ولاختلاف البيئة والفكر ثانياً، وثالثاً وهذا هو الأهم، لأن عليهم أن يدركوا أنهم لا ينفردون بحكم كوكب الأرض أو يعيشوا فيه وحدهم. مشكلة الكثيرين ـ سواء في الشرق أو الغرب ـ تلك النظرة الأحادية التي يقيسون بها الواقع، ولا يرون في المرآة إلا أنفسهم، وبالتالي يكونون هم أول من يدفع ثمن هذا التورم والتضخم، الذي كان سببا رئيسياً في إنهاء معظم الإمبراطوريات قديماً وحديثاً، والعقلاء هم من يراجعون التاريخ ليروا جوانبه المضيئة، يقرأونه ليتعلموا، ويبنوا على أنقاضه جسراً للتفاهم والتسامح، وإعادة صياغة الفكر الإنساني بالتقارب. المليك في 30 دقيقة خطا الخطوة الأولى، وأقام جسر التقارب بين أقدس دولة إسلامية على وجه الأرض، وأقدس بقاع المسيحية أيضاً.. فهل يتعلم المتطرفون الجدد معنى الخطوة واللحظة معا؟ (مراقب)
الرابط
30 دقيقة حبست أنفاس العالمالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
503805النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
12564الموضوعات
الاسلام والغربالتعددية الدينية
حوار الأديان
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
المؤلف
مراقبتاريخ النشر
20071108الدول - الاماكن
السعوديةالغرب
الفاتيكان
الرياض - السعودية
الفاتيكان - الفاتيكان