الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مخاطر رفع الآمال بدون أفعال
التاريخ
2009-06-04التاريخ الهجرى
14300611المؤلف
الخلاصة
مخاطر رفع الآمال بدون أفعالعدنان كامل صلاحالخميس, 4 يونيو 2009عدنان كامل صلاحمـن الخطير جدا أن يرفع أوباما آمال العرب ثم يفشل في دفع إسرائيل في طريق السلاميقف اليوم الرئيس الأميركي ، باراك أوباما في القاهرة ليعلن برنامجه الهادف لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط - أو هذا ما قيل لنا أنه سيتم - ولا شك وأن يكون استمع أمس ، الأربعاء إلى حديث صريح وواضـح من قبل القائد العربي الحكيم عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة التي خص بها الملك السعودي في الرياض .. والملفت للنظر أنه رغم تزايد الضغوط عليه داخل أميركا ليتوقف عن دعوة إسرائيل علانية لإيقـاف بناء المستوطنات والاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة لهم فإنه ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون واصلا الضغوط العلنية على نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ، مشيرين إلى أن الخطوة الأولى في مسيرة السلام تكون بإيقاف بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية تمهيداً لتفكيكها . وبصرف النظر عن التحليلات والتأويلات التي سيـخرج بها من يستمع اليوم إلى خطاب أوباما فإن علينا أن نتذكر أن إدارته تمثل فرصة حقيقية لإطلاق عملية سلام جادة تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية الموعودة .. علما بأن الضغوط التي تمارس على إدارته تأتي من جهات عدة أولها بالطبع منظمة (أيباك) التي نجحت في جمع تواقيع ثلاثمائة وثلاثين عضوا من أعضاء مجلس النواب الأميركي وستة وسبعين سيناتوراً من أعضاء مجلس الشيوخ ( أغلبية ساحقة في مجلسي الكونجرس ) على مذكرة موجهة إلى الرئيس الأميركي تقول له أن لا يضغط كثيراً على إسرائيل بحجة: «أن حليفتنا الديموقراطية إسرائيل ستتخذ مجازفـات كبيرة في أي اتفاق سلام».. بينما يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديه لإدارة أوباما ، فيما يبدو أنه سعى لتحويل المواجهة معها من قضية إقامة دولة فلسطينية إلى مجرد تجاذب حول المستوطنات وتوسعتها فقط . دينيس روس ، مستشار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الشأن الإيراني ، خرج مؤخراً بكتاب ألفه مع ديفيد ماكوفسكي ( زميل له في مركز دراسات ) تدور مواضيعه حول الشرق الأوسط.. ويقدم روس خبرته في مجال النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي كشهادة على معرفته بقضايا المنطقة.. واسم الكتاب: «الأساطير ، الأوهام والسلام: البحث عن اتجاه جديد لأميركا في الشرق الأوسط «.. ويقول الكتاب إن الاعتقاد بمحورية القضية الفلسطينية فيما يتعلق بقضايا الـشرق الأوسط وأنها تسيء إلى علاقة أميركا بالعرب هو: «أم كل الأساطير»، فمثل هذا القول يتيح للعرب ، كما يذكر الكتاب لوم الجميع ما عدا أنفسهم ، إذ أن العرب من وجهة نظر المؤلفين يتحدثون شفهيا عن القضية الفلسطينية بينما يتصارعون مع بعضهم البعض على كل أمر آخر.. ومن الواضح أن هذا القول يتعارض مع ما قـاله جو بايدن نائب الرئيس الأميركي في مؤتمر اقتصادي بالأردن منتصف الشهر الماضي من أن السعي إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين: «سوف يعيننا في كل المناطق الأخرى ، مثل باكستان وأفغانستان والسودان». من الصعب على أوباما أن يقضي على الشك السائد في العالم العربي حول إمكانية تحقيق السلام ، والشكوك التي تسود العرب وهم يستمعون إلى الدعوات الأميركية لذلك ، إذ الإدارات الأميركية السابقة عودتهم على أن تستسلم أمـام العناد الإسرائيلي وتتراجع عن المسيرة التي أعلنت أنها ستنطلق فيها.. ومـن الخطير جدا أن يرفع أوباما آمال العرب ثم يفشل في دفع إسرائيل في طريق السلام ، حيث ستؤدي الآمال المفقودة إلى ردة فعل عنيفة وستقضي على أي أمل في سلام يتحقق بطريقة سلمية مستقبلا . لذا فإن كلمة أوباما في القاهرة ووعود إدارته المتفائلة يجب أن يصحبها فعل على أرض الواقع . فأوباما رفع الآمال في العالمين العربي والإسلامي ومسئوليته خطيرة في هذا الأمر . الخطوة الأولى هي بالطبع تفكيك حوالى مائة مستوطنة يعيش فيها نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.. وأن يتراجع الإسرائيليون عن السعي «لإدارة النزاع» كما يتحدثـون الآن وأن (يقتنعوا) باتخاذ خطوات عملية يدخلون بها فـي مرحلة إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.. ومن الضروري أن يتوقف الحديث الإسرائيلي المتزايد مؤخرا والذي يقول إن الحل لإقامة الدولة الفلسطينية يكمن في إلحاق غزة والضفة الغربية بالأردن وإقامة دولة فلسطينية في كل هذه الأرض حتى يمكن استيعاب اللاجئين الفلسطينيين الراغبين في العودة . نعود مرة أخرى إلى تأكيد أن أوباما رفع آمال العرب ، ولذا سيستمعون لما سيقوله ، إلا أنهم ينتظرون في نهاية الأمر أفعالاً أميركية وواقعاً إسرائيلياً جديداً.. وإذا لم يتحقق هذا الأمر ، فإن أميركا ستكون الخاسر الأكبر من ردة فعل إسلامية سلبية تجاه أميركا في مستقبل الأيام .
الرابط
مخاطر رفع الآمال بدون أفعالالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
503811النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16843الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودباراك اوباما
بنيامين نتنياهو
جو بايدن
ديفيد ماكوفسكي
دينيس روس
هيلاري كلينتون
المؤلف
عدنان كامل صلاحتاريخ النشر
20090604الدول - الاماكن
افغانستانالاردن
السودان
الشرق الاوسط
فلسطين
مصر
الخرطوم - السودان
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين
عمان - الاردن
كابول - افغانستان