الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كيف نحقق حلم خادم الحرمين الشريفين ؟
التاريخ
2007-02-02التاريخ الهجرى
14280114المؤلف
الخلاصة
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كيف نحقق حلم خادم الحرمين الشريفين؟ د.محمد عودة العنزي (أيها الاخوة الكرام.. يسعدني من هذا المكان ان أعلن عن بدء مشروع رائد من مشاريع المستقبل هو جامعة للعلوم والتقنية التي ستقام على ضفاف البحر الأحمر بتكلفة 10آلاف مليون ريال وسوف تكون بإذن الله أحد أفضل المراكز العالمية المتميزة للبحوث العلمية والابتكار والإبداع وستضم من العلماء والموهوبين في الكادر التعليمي من كل أنحاء العالم وستكون الجامعة قناة من قنوات التواصل بين شعوب العالم يلتقي بها العلماء ومنارة للاشعاع العلمي ستستفيد منها المملكة والأمة الإسلامية.. إننا نعيش في عصر العلم والتقنية ولا توجد قوة تسود العالم ما لم تتسلح بالعلم والتقنية وهذا ما تعمل الجامعة الفتية على تحقيقه بعون الله تعالى..) بهذه الكلمات التاريخية الخالدة أعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن قيام هذا المشروع النهضوي والحضاري الكبير الذي يعتبر أهم مشروع علمي تقيمه المملكة منذ تأسيسها، فقد انطلقت هذه المبادرة العظمية من خلال حلم كبير لخادم الحرمين الشريفين عمره أكثر من عقدين من الزمن ومبادرة ذاتية عظيمة من ملك هذه البلاد الذي يدرك أن بناء الإنسان والحضارة يبدأ بالعلم، وأساس العلم يبدأ بالبحث العلمي السليم القائم على أسس علمية قوية فلاحضارة بدون بحث علمي ولاتطور أو تقدم بدون قاعدة علمية أساسها البحث العملي والمعرفة الانسانية السليمة التي تنتج الإنسان السليم التفكير الذي يؤمن بان العلم والحضارة والتقدم لا حدود لهما وان أساس بناء الحياة يبدأ بالعقل السليم والعمل الجاد والطموح والاخلاص والتفاني واتقان العمل أما عدا ذلك فلن تتقدم الأمم خطوة واحدة إلى الأمام . جاءت هذه المبادرة التاريخية في وقت نحن فيه أحوج الناس لمثل هذه المبادرات وفي وقت أصبحت قضية التعليم وخصوصا ملف التعليم العالي في المملكة من أسخن الملفات وأكثرها إثارة للنقاش والجدل والحوار وأصبح تعليمنا العالي يواجه تحديا حقيقيا في جميع مداخله ومضامينه ومخرجاته، ولقد جاءت هذه المبادرة في وقت تمر فيه الامة في تخلف علمي وتتعطش لكل من ينتشلها من هذا التخلف ويقودها إلى زمام المبادرة ومجاراة الدول المتقدمة في البحث العلمي والإبداع والصناعة والمخترعات والإنتاج الفكري والعلمي وفي كل المجالات، وما إنشاء مثل هذه الجامعة بمثل هذه الأهداف النبيلة إلا خطوة صغيرة ولكنها عظيمة في طريق العلم والتطور والتقدم فهي تمثل الحلم السعودي لمستقبل أكاديمي علمي متميز، فمن خلال الإعلان عن أهدافها ورسالتها نجد أن هذه الجامعة تمثل قاعدة علمية للاستثمار في الموهوبين وتعمل على دعم البحث العلمي والتطوير التقني وإيجاد المناخ الصحي والمناسب للموهوبين والمبدعين والمخترعين مما يساهم بتعزيز المكانة العلمية للملكة وللامة العربية والإسلامية كما أنها سوف تكون مفتوحة للعلماء والمخترعين من جميع أنحاء العالم . لاشك أن جامعة بمثل هذه المواصفات والأهداف هي أمل وحلم في طريقه للتنفيذ والوجود على أرض الواقع ورغم مرور فترة زمنية ليست بالقصيرة على إعلان إنشاء هذه الجامعة إلا أننا لم نسمع أو نقرأ حتى الآن ما الذي تم على أرض الواقع ؟ وما هي الخطوات التي اتخذها المسئولون حتى الآن بالمضي قدما بتحقيق هذا الحلم العظيم ؟ ولكنني أدرك جيدا أن تنفيذ مثل هذا المشروع العلمي العملاق ليس بالأمر السهل أو الهين منذ بدايته كفكرة حتى يصبح حقيقة على أرض الواقع، ومن أجل تحقيق هذا الحلم الكبير بهذه الأهداف الإستراتيجية العميقة فلابد من ضمان توفر المعايير العالمية والمقاييس العلمية الدقيقة التي تضمن التميز وتخلق الجو العلمي والمناخ الصحي الذي يولد الابتكار والإبداع، فالبحث العلمي ليس مجرد أمنية أو خطط ومشاريع نظرية بل هو هدف إستراتيجي ومصيري لا يقبل المساومة أو النقاش ولهذا فإن أول وأهم خطوة لنجاح هذا المشروع هو ضمان الاستقلالية الأكاديمية والمادية والإدارية والعلمية والبحثية ضمانا تاما وذلك عن طريق صدور أمر ملكي سامي لنظام الجامعة يتضمن منحها الاستقلالية الكاملة وفصلها فصلا نهائيا وغير قابل للتراجع عن وزارة التعليم العالي وربطها مباشرة بالمقام السامي واعتبارها جزءا من الأمن الوطني السعودي، فلا يجب أن ينطبق عليها نظام الجامعات المحلية ولا أنظمة وزارة التعليم العالي حتى لاتعامل معاملة الجامعات السعودية وحتى لا تضيع داخل الدوائر البيروقراطية وحتى لاتكون رهينة للتغيرات الإدارية والمالية أو القناعات الشخصية للمسئولين، كما أنه يجب ضمان ميزانية ثابتة ودائمة قابلة للزيادة وغير قابلة للنقص مهما كانت المبررات أو الظروف المالية التي قد تواجه المملكة في المستقبل حتى لا تنتكس مسيرة البحث العلمي فيها أو تتوقف فيها مسيرة الإبداع والاختراع فالاستمرارية من أهم شروط نجاح البحث العلمي ا
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
504888النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14102الموضوعات
البحث العلميالتعليم العالي
الجامعات والكليات
المؤلف
محمد عودة العنزي - دكتورتاريخ النشر
20070202الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية