الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الموظفون وواجب الولاء للوطن وقيادته الرشيدة
التاريخ
19-12-2007التاريخ الهجرى
14281209المؤلف
الخلاصة
من المعلوم لدينا جميعاً أن الوظيفة العامة تتبع الجهة الحكومية وتقوم بترجمة قرارات الحكومة وأهدافها إلى خدمات ملموسة إما للوطن أو للمواطنين كما نعلم جميعاً أن الوظيفة العامة حقوق وواجبات، فالموظف عندما يشغل وظيفته إنما يكون شغله لها على أساس هذه المعادلة ولذا فإنه بقدر ما يحرص الموظف على استيفاء حقوقه من راتب وبدلات ومكافآت وتعويضات يجب عليه الالتزام بواجبات وظيفته وأن يقوم بأداء عمله بالدقة والأمانة والإخلاص وألا يستغل وظيفته لمصالح خاصة له أو لأحد معارفه وأن يكون منضبطاً في دوامه لأن وقت الدوام ليس ملكاً له بل هو ملك لعمله ومراجعيه. والموظف العام إذا كان شغله لوظيفته إنما يتم على أساس معادلة الحقوق والواجبات فإنه ينبغي على الموظف أن يستشعر وهو يشغل وظيفته أمراً آخر لا يقل عن طرفي المعادلة المشار إليها إن لم يزد عليهما أهميةً وهو أن يستشعر الموظف العام أنه بالإضافة إلى تقاضيه الراتب والبدلات والمكافآت والتعويضات بسبب شغل الوظيفة العامة وقيامه بواجباتها، عليه أن يشعر بأنه بشغله الوظيفة العامة إنما يساهم في خدمة دينه ومليكه ووطنه، ذلك أن كل مواطن مطالب بالولاء والإخلاص والصدق لهذه الجوانب الثلاثة الأساسية. فالدين هو عقيدتنا فكلما تمسكنا بديننا سعدنا في دنيانا وآخرتنا، فقد ورد في القرآن الكريم: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} وهذا يعني أن الموظف إذا أدى عمله بالدقة والأمانة والإخلاص فإن ذلك ليس مؤشراً فقط على استحقاقه للمزايا الوظيفية وهي كما أشرنا من قبل الراتب والبدلات والمكافآت والتعويضات بل إن ذلك يكون له رصيد عند المولى عز وجل فهو عندما يخلص النية في أداء عمله فإنه سيكتب له مقابل ذلك الأجر من الله سبحانه وتعالى والدليل على ذلك الآية الكريمة التي أوردناها بالإضافة إلى الآية الكريمة الأخرى، وهي قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} وكذلك ما ورد في السنة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام (إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه) والإتقان هنا هو كناية عن العمل الدقيق والأمين والمخلص. أما بالنسبة للملك - حفظه الله - فهو إمامنا وولي أمرنا ورمز بلادنا فوجود قيادة لأي وطن من الأمور الضرورية الحتمية ليس في عصرنا الحاضر بل من قدم التاريخ وقد أكد ديننا الحنيف مبدأ القيادة في الكتاب الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} فكيف وبلادنا والحمد لله تحظى بقيادة رشيدة تعمل بجد وإخلاص وفق المنهج الرباني من أجل خدمة الدين والوطن والأمة. ولذا فإن على الموظف استشعار هذا الواجب تجاه قيادتنا بالسمع والطاعة والإخلاص وعدم الالتفات لما يروجه أعداء بلادنا وقيادتنا من افتراءات وأكاذيب هدفهم منها زعزعة أمننا واستقرارنا ووحدتنا، فالملك - أيده الله - حسب المنظور الإسلامي وحسب النظام الأساسي للحكم يقوم بأعمال ومسؤوليات كبيرة نسأل الله له العون فيها ومن ذلك ما يلي: - الإشراف على إقامة العدالة والحدود الشرعية، وتطبيق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. - اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن الوطن إذا لزم الأمر. - الإشراف على المحافظة على الأمن الداخلي والنظام العام في المملكة. - رعاية مختلف الشؤون العامة في الدولة من مالية وإدارية. - توجيه السياسة العامة للدولة في الداخل والخارج. - الإشراف على مختلف أجهزة الدولة من وزارات ومصالح وهيئات. ولأهمية واجب الولاء للملك - وفقه الله - أوردت مختلف الأنظمة الوظيفية هذا الواجب من ضمن الواجبات التي نصت عليها. وأما بالنسبة للولاء للوطن فهو أيضاً من الواجبات الملقاة على عاتق الموظف وسبق أن ذكرنا أنه مطلوب من الموظف أن يستشعر وهو يشغل وظيفته بأنه يساهم في خدمة وطنه وهو الأمر الذي يمثل الولاء للوطن الذي يتطلب منه بذل قصارى جهده عند قيامه بأداء عمله وكأنه يؤديه لنفسه بل أزيد من ذلك. كما يتطلب هذا الواجب منه وبالذات الموظف الذي لعمله علاقة بالجمهور أو المراجعين خدمة إخوانه المواطنين من المراجعين وذلك وفق الآتي: - الإخلاص والصدق والنزاهة في إنجاز معاملاتهم. - استقبالهم بنفس راضية وكلمة صادقة وطلاقة واضحة. - تطبيق مبدأ العدالة والمساواة بين المراجعين، فلا يكون إخلاص الموظف لأحد دون الآخر، ولا ينحاز مع مواطن ضد مواطن آخر، ولا يقدم مراجعاً بسبب معرفته له على مراجع آخر لا يعرفه شخصياً، ولا يقصر حسن الاستقبال وطلاقة الوجه وصدق الكلمة على البعض دون البعض الآخر. وفقنا الله جميعاً لما فيه خير ديننا وبلادنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
505063النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12865المؤلف
عبدالله بن راشد السنيديتاريخ النشر
20071219الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية