الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حث الأمة الإسلامية على التمسك بأسباب بقائها كامة لا كأفراد .. إمام المسجد الحرام : القمة العربية خطوة رائدة توجتها دعوات خادم الحرمين بالمصارحة
الخلاصة
أشاد الشيخ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس، بما شهدته أرض الحرمين قبل أيام من اجتماع القادة العرب، والدعوات الصادقة التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واصفا إياها بالخطوة الرائدة في الطريق الصحيح وبداية في الاتجاه السليم ومكاشفة مريحة يجب على كل مسلم أن يعضدها لتكون نواة تؤسس عليها الإرادات والقرارات. ودعا آل طالب الأمة الإسلامية إلى التمسك بأسباب بقائها كأمة لا كأفراد، وأن تعود إلى أسباب ريادتها، وإلى ذات رسالتها وأن تجتمع على كل ذلك بكل صدق وإخلاص. ورأى آل طالب أنه آن الأوان للمصلحة العامة أن تتغلب على المصلحة الخاصة، مؤكدا أن في الشعوب المسلمة خيرا كثيرا وهي سريعة الاستجابة وقابلة للتوجيه وفطرة التدين في نفوسهم حية والإرادة في عزائمهم فتية. وأوضح أن صراع الأمم اليوم ليس صراع مغالبة فحسب بل هو صراع بقاء أو فناء وأن تكون أو لا تكون وفي زمن عولمة الفكر والثقافة قبل عولمة الاقتصاد والسياسة وفي زمن هيمنة القوي وفرض الرأي بالقوة. وبين أن العرب أمة من الأمم وشعب من الشعوب، التي خلقها الله وفاوت بينها لحكمة بالغة قضاها، لافتا إلى أن العرب كانوا قبل الإسلام امة تائهة في عقيدتها ومفككة في أواصرها ومتناحرة ومتقاتلة لا تجمعهم دولة ولا سلطان وكان الناس يقتلون في حرب ضروس لأجل ناقة البسوس وفرس تسمى داحسا، وكانت الحياة شبكة محبوكة من تراث وثارات نشبت بين القبائل فكان هناك القتل والنهب والطمع والأحقاد والاستهانة بالدماء والأعراض والسلب ووأد البنات واقتراف المحرمات وشرب الخمور وأكل الربا والإفساد في الأرض ولم تكن الأمم الأخرى أسعد حظا ولا أحسن حالا وبالرغم من تفوقها في حرث الدنيا وعمارتها وانتظام ملكها وسلطانها إلا أن الظلم والفساد سيطر عليها وغشاها. وأبان آل طالب أنه في اللحظة التي سبقت بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت الأمم قد تدلت إلى قاع لا تستقيم معه حياة، مؤكدا أنه لم تكن هناك أمة صالحة المزاج ولا مجتمع قائم على أساس الأخلاق والفضيلة ولا دولة مؤسسة على العدل والرحمة ولا دين صحيح مأثور عن الأنبياء إلا بقايا من نور خافت ضعيف لا يخترق الظلام ولا ينير السبيل. وأضاف أنه حينما أذن الله ببزوغ الفجر وانبلاج الصباح وأن يملأ الأرض عدلا ونورا ابتعث من خيرة خلقه من يقوم بهذه المهمة وينقذ البشرية ويهدي الإنسانية، لافتا إلى ان الله تعالى أكرم الأمة العربية ورفع شأنها حتى أن المنة أصبحت على باقي البشرية ببعثة سيد البرية محمد بن عبد الله رسول الله وخاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم، فأنزل عليه القرآن وجعل رسالته الإسلام وجعلها رسالة أتباعه وشرف العرب بحمل هذه الرسالة ولم يكن للعرب رسالة قبلها. وأفاد آل طالب أن الله تعالى اختار الأمة العربية لتضطلع بأعباء الدعوة والجهاد والتضحية والإيثار فأولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أبر الناس قلوبا وأعمقهم علما وأقلهم تكلفا ولقد ربى النبي الكريم في نفوسهم الإيمان وغذى أرواحهم بالقرآن وأخضعهم لله رب العالمين بالصلاة والطهارة والإسلام والاستسلام فكانت مجالس النبي صلى الله عليه وسلم تزيدهم رسوخا في الدين وعزوفا عن الشهوات وتفانيا في مرضاة رب السموات وحرصا وفقها في الدين والعلم ومحاسبة النفس وطاعة الرسول الكريم في المنشط والمكره فهانت عليهم الدنيا فجاهدوا ودخلوا في السلم كافة بقلوبهم وعقولهم وجوارحهم وأرواحهم فلا يشاقون الرسول من بعد أن تبين لهم الهدى فأحبوا النبي وفدوه وفدوا دينه بأرواحهم حتى أصبحوا في الدنيا رجال الآخرة فلا تبطرهم نعمة ولا تلهيهم تجارة ولا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا. وأضاف آل طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أدرك هذا العالم الضائع وأخذ بيده وهو تائه متهالك فأحياه بإذن الله، وجعل له نورا يمشي به في الناس وعلمه الكتاب والحكمة وزكاه فأصبح سفير الإسلام ورسول الأمن والسلام ورائد العلم والحكمة فكان غوثا للأمم وغيثا للعالم ولولا محمد صلى الله عليه وسلم لما كان للعالم العربي ذكر ولا وزن ولا تاريخ أو حضارة فقد كان العالم في حاجة ماسة لهذه الرسالة فكانت هي الأمة الوحيدة المهيأة لحمل هذه الرسالة ونشر النور بين الناس. وأكد آل طالب أن هذه الرسالة شاملة وكاملة شملت سائر الإنسان على اختلاف الألسن والأديان فكان الخير هو السائد فيها ولقد قال سبحانه وتعالى لهذه الأمة المحمدية المبتعثة كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
507000النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
4926الموضوعات
الاسلامالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
تاريخ النشر
20070407الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
الرياض - السعودية