الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الحوار سلوك حضاري غير ملوث بعوادم التطرف ؟ ؟
التاريخ
2008-06-08التاريخ الهجرى
14290604المؤلف
الخلاصة
كلما ارتقت المجتمعات في مشاعرها الإنسانية، ارتقت قدرتها على قبول الآخر المختلف أيا كان نوع الاختلاف معه، وكلما تضخمت أناها وتوارت خلف الأنا مشاعرها الإنسانية انكفأت على ذواتها وشعرت أنها وحدها سيدة الحقيقة والممسكة بزمامها، ولا يجوز لأحد الاقتراب منها أو منازعتها إياها!!. إن الثقافة بما هي تراكم إنساني، تتلاقح و تتواصل تأثرا وتأثيرا حاملة جيناتها الخاصة ومتآزرة في صراعها ضد قوى التخلف وثقافة النكوص، والحوار مع الآخر واحترام رأيه ودينه ومذهبه وفكره أهم مفردة من مفردات التسامح الديني، وهو سمة أساسية للمجتمع الواعي الملتزم بقضايا أمته وتعاليم دينه، وعلامة من علامات الحراك الاجتماعي والسياسي بما هو نتاج للتحولات الثقافية التي تسود العالم كله، وبما أننا جزء من هذا العالم فإننا مقبلون على تغيرات إيجابية حتمية تأبى الركون والانكفاء عمّا يموج في العالم من حولنا، مما يجعلنا نعيش في قلب الأحداث وليس على هامشها. تشهد بلادنا هذه الأيام المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي دعا إليه الملك عبدالله، مؤكدا في دعوته على أنه (حوار عاقل وعادل وتعزيز للقيم المشتركة مع الآخر ونبذ العنف) ومشددا على (مواجهة تحديات الانغلاق والجهل وضيق الأفق ليستوعب العالم مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام الخيرة دون عداوة واستعداء) وموضحاً آليات الحوار مع الآخر التي تتمثل في الانطلاق (بثقة نستمدها من إيماننا بالله ثم بعلم نأخذه من سماحة ديننا، وسنجادل بالتي هي أحسن، فما اتفقنا عليه أنزلناه مكانه الكريم في نفوسنا، وما اختلفنا حوله نحيله إلى قوله سبحانه وتعالى لكم دينكم ولي دين)! هذه الآلية التي لو طبقها كل مهتم بالحوار وساعٍ إليه مع الآخر أياً كان نوعه، لقضي على مشاعر الكراهية والاختلاف، ولتحققت كثير من فرص التواصل والتعاون، وحالت دون وقوع الممارسات المتطرفة التي أوقعت الإسلام المعتدل والمسلمين في كثير من الإشكالات في هذا الزمن ! لكن كثيرا ممن يعنيهم هذا الأمر أي التحاور مع الآخر مسلما كان أم غير مسلم، ينطلقون في حوارهم من مبدإ فرض رؤاهم وقناعاتهم على الآخر وإجباره على العمل بها، ورفضهم للاختلاف مبدأ وحقيقة كونية. ناهيك عن اضطهاده قولا أو فعلا، بالتحريض عليه وتكفيره أو إصدار بيانات إدانته!. جاءت الدعوة إلى الحوار بين الأديان في قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله....
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
507092النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14594الموضوعات
الاخلاق الاسلاميةالتعددية الدينية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
العالم الاسلامي - الاحوال السياسية
القيم الاسلامية
المجتمع السعودي
حوار الأديان
المؤلف
حسناء بنت عبدالعزيز القنيعيرتاريخ النشر
20080608الدول - الاماكن
السعوديةالغرب
الرياض - السعودية