الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك يصارح الأمم المتحدة
الخلاصة
الملك يصارح الأمم المتحدةكلمة الاقتصادية أمعنت روسيا والصين في سد أذنيهما ووضع العصابة على عيونهما لكي تغالطا كل العالم في أن ما يجري في سورية ليس جزارة بشرية ولا نظاما فقد كل رشده، إن كان له رشد، يدير آلة قتله الغاشمة على أجساد شعبه أطفالا وشيوخا وشبابا، ويدك المنازل والمدن بالصواريخ والمدافع، كما لو أنه غازٍ من أجلاف الغزاة وليس سلطة ظلت تدَّعي لنصف قرن أنها شرعية.. ومع ذلك تذهب روسيا والصين في الانحياز لجزار شعبه.. وأين؟ تحت سقف الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن بالذات فتجاهران بخرافة استخدام حق النقض ''الفيتو'' ضد قرار أممي هندسته الجامعة العربية وعززته دول مجلس التعاون الخليجي لإدانة النظام السوري وتكبيله بعقوبات تردعه.. لكن روسيا والصين أصرتا على قلب الطاولة في وجه الدنيا كلها .. وبدلا من ردع الطاغية والجلاد عملا على توجيه الردع للضحايا في استخفاف بارد بجميع مزاعم حماية السلام وحقوق الإنسان. وحين يوجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اللوم المرير لهاتين الدولتين على موقفيهما والتأكيد على أن دور الأمم المتحدة من مأساة ما يجري في سورية ليس محمودا، انطلاقا من إيمانه بأن ما يحكم العالم هو العقل والعدل والإنصاف.. وأن تكون تلك الإشارات المكثفة صادرة عن خادم الحرمين الشريفين فليس لأحد أن يفسر ما جاءت به كلمته يوم أمس سوى أنه صوت الحكمة من أرض الرسالة ومهبط الوحي بكل ما يعنيه ذلك من بُعد روحي استهدف في جوهره تحقيق الأمن والسلام والخير للبشرية جمعاء.. فكيف عندما يكون البلد الشقيق هو المرزوء بحمام دم مسفوح بأيدي سلطته الغاشمة الذي لم تملك المملكة العربية السعودية معه سوى تكريس كل الجهود بجميع السبل لوقفه على مدى ما يقرب من عام كامل عبر كل الآليات الرسمية الخاصة والعربية والإقليمية والدولية، إلى اللحظة التي لم يعد في الإمكان غير الانسحاب من تشكيلة المراقبين العرب الذين ذهبوا لسورية لمراقبة المحنة في رفض قاطع، كما قال سمو وزير الخارجية، البقاء كشاهد زور وحتى خطاب خادم الحرمين الشريفين يوم أمس، فقد ظل الجهد السعودي الدبلوماسي متلاحقا من أجل لجم طاحونة الرعب الدموي التي تديرها حكومة الأسد على سورية الأبية.. وقد كانت نبرة خادم الحرمين الشريفين في كلمته بمنزلة غضبة مضريَّة لجانب الحق والعدل من قائد محنك غيور على كرامة البشر فقد اعتبر الملك ما حدث في مجلس الأمن من ''فيتو'' موقف هز الثقة بالأمم المتحدة وبادرة غير محمودة من أن يعجز هذا الجسم الأممي عن اتخاذ ما ينبغي اتخاذه بحسم من قرار ملزم للأسرة الدولية لا يكون عرضة لتحكم هذه الدولة أو تلك مهما كانت.. ما يعني أن خادم الحرمين الشريفين قد حدد بالضبط نقطة الضعف في مكونات آلية صناعة القرار الأممي في هذه المنظمة وكيفية اتخاذه.. ما جعل شعبا كالشعب السوري اليوم، والفلسطيني منذ النكبة وشعوبا أخرى في آسيا وإفريقيا تتلقى الويل حين يسقط حقها في مزاد المزايدات السياسية في صراع الدول العظمى ليذبحها ''فيتو'' من هنا أو يهملها امتناع عن التصويت هناك أو تصويت ضدها هنالك. خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لم يكن يرافع باسم الضمير الإنساني عن سورية الشقيقة التي تتعرض للبطش والعنف والموت الزؤام منذ عام فحسب، بل كان يرافع لمصلحة كل الأمم المقهورة التي لا يرى خادم الحرمين لهيئة الأمم المتحدة من أهمية سوى نصرتها والمدافعة عن حقوقها.. وإلا فإن بقاءها مشلولة بفعل غطرسة دولة أو أخرى يسلبها شرف مكانتها ومبرر وجودها حين تكون لا حول ولا قوة!!
الرابط
الملك يصارح الأمم المتحدةالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
592241النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6697تاريخ النشر
20120211الدول - الاماكن
السعوديةالصين
دار العلوم
روسيا
الرياض - السعودية
بكين - الصين
دمشق - سوريا
موسكو - روسيا