الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
زيارة الفاتيكان .. وأبعادها السياسية
التاريخ
2007-11-09التاريخ الهجرى
14281028المؤلف
الخلاصة
abna_swall@hotmail.com توجد مصالح دائمة ولكن لا توجد علاقات دائمة. هذه هي لغة السياسة التي تفرض نفسها دائما على البلدان وعلى الشعوب بغض النظر عن أي معطيات أخرى تتحدث عن نفسها سوى المصالح المشتركة، ولطالما سعت السياسات الغربية إلى فرض نفوذها من هذا المنطلق الذي يحقق للدولة الغربية هدفها وبالتحديد وذلك دون المرور بأي قنوات أخرى تفترض ما يغاير الوصول المباشر إلى الهدف، والغريب أن هذا لم يكن فقط على مستوى الدول كنطاق موسع فحسب، بل إن من يتعامل معهم حتى عن قرب, أي على مستوى الأفراد فإنه كثيرا ما يستشعر هذا الجانب العملي في علاقاتهم وتعاملاتهم وتعاطيهم مع واقعهم اليومي وأهدافهم حتى وإن كانت بسيطة، أما نحن في العالم العربي فإننا أبعد ما نكون كأفراد عن إتقان تحديد الهدف، بل وكيفية الوصول إليه وربما تطغى علينا أمور جانبية أخرى نجيد كيف نبدع فيها ومن أهمها عدم الاستغلال الحقيقي للوقت أو استثماره في تنمية حاضرنا و تطوير تفكيرنا نحو الأفضل، هذا إضافة إلى جهلنا الواضح في قضية التخطيط للأبعد، ولذا أعتقد أننا في حاجة إلى أن يكون لدينا نموذج سياسي يجمع بين الجانب العملي للغرب وبين التعامل المطاطي لسياسة الدول العربية التي ربما يفتقد بعضها صناعة القرار الحقيقي في كيفية الحفاظ على الأديان والشعوب, تلك الشعوب التي هي كثيرا ما تدفع الثمن، ولكننا لو تأملنا زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الفاتيكان لوجدنا فعلا ذلك النموذج السياسي الذي استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة بين الغرب والعرب ويكسر بكل حنكة الحاجز السياسي والنفسي بين المسلمين والمسيحيين وعلى الرغم من إيماننا العظيم بأنها زيارة تاريخية فريدة إلا أن ما يضاف إلى تاريخيتها هو أهدافها السياسية العملية التي تلوح في الأفق فبينما يكتفي الكثير من الرؤساء والملوك العرب والمسلمين بخطابات تبادلية مع البابا في مناسبات معينة, يأتي خادم الحرمين الشريفين ليجمع في أقل من مسافة متر وفي الفاتيكان بين ما يمثل قلب العالم الإسلامي باعتبار أن المملكة العربية السعودية لها ثقلها الذي لا غبار عليه في زعامة العالم الإسلامي وبين البابا وهو قلب وصميم الديانة المسيحية، أعتقد أنها خطوة سياسية جبارة نحو تحقيق السلام الحقيقي عن طريق التفعيل التنفيذي لما يهدف إلى السلام فعلا ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب ولكن على مستوى العالمين العربي والإسلامي، فنحن كنا في أمس الحاجة إلى أن نعكس للغرب سماحة ديننا الإسلامي ونحن كنا في أمس الحاجة أيضا إلى أن نبرهن ذلك عمليا وليس هناك أكبر مما فعله الملك عبد الله سعيا إلى تحقيق ذلك، كما أننا احتجنا فعلا إلى أن نقوم بخطوة جوهرية كي نمحو من ذاكرة الغرب ارتباط الإسلام بالإرهاب والعنف ونبذ الأديان الأخرى والذي تفشى الإيمان به من قبل الغرب في الآونة الأخيرة بعد تلك الأعمال الإرهابية التي جعلت الإعلام الغربي يتهجم على الإسلام سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر وسائله الداخلية، كل تلك الأهداف تبلغ الأهمية القصوى خاصة في الزمن الذي نعيش فيه صراع الأديان والخلافات السياسية المشبعة بالحزبية السياسية من منشأ ديني. نموذج رائع لملك عظيم يحرك في دواخلنا الكثير من الاتزان والموضوعية في التعامل مع المعطيات والتغيرات التي نواجهها من حولنا سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد السياسي الذي نقرأه يوميا من مختلف وسائل الإعلام. .. أعتقد أن هذا هو التفعيل الحقيقي لمفهوم السلام .!
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
596942النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5142الموضوعات
الاسلام والغربالتعددية الدينية
السعودية - العلاقات الخارجية
حوار الأديان
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
المؤلف
نجلاء السويلتاريخ النشر
20071109الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
الغرب
الفاتيكان
الرياض - السعودية
الفاتيكان - الفاتيكان