مراكز خادم الحرمين للثقافة العربية في عواصم العالم
التاريخ
2007-12-06التاريخ الهجرى
14281126المؤلف
الخلاصة
مراكز خادم الحرمين للثقافة العربيّة في عواصم العالم ابتسام عبدالرحمن البسام الحياة- 06/12/07// لا أعرف في تاريخ أمتنا حقبة عزلت فيها نفسها عن العالم، وأصرّت على حجب وجهها وإخفاء صورتها الحقيقية عن العالم منذ فجر الإسلام، كما تفعل اليوم. وما يدعوني اليوم إلى الكتابة من جديد هو أنّ الهوّة بين العالم العربي والإسلاميّ والعالم الغربيّ، لا تزال على حالها، هذا إن لم تزدد خطورةً واتساعاً. إنني كسيدة عربية مسلمة تعيش في الخارج وتتعامل يومياً مع المشكلات والقضايا والعلاقات الدولية، وتتابع شؤونها وتطوراتها على مستوى التربية والثقافة والاجتماع والسياسة، أجد نفسي عاجزةً عن إيجاد المفردات التي أخاطب بها من حولي من الناس في كل قضية من القضايا العامة التي تتقاطع مع خطوط الحياة العادية لأي منا. والمشكلة التي تواجهني باستمرار، مثلي مثل أي مثقف عربي يعيش خارج حدود وطنه الكبير، هي المعجم الذي يمكن أن نحتكم إليه مع الآخر، ونحن نخوض معه كل يوم حواراً حول قضية من القضايا التي تهم العالم بأسره، في وقت نجده وهو يجهل تقريباً كل شيء عن لغتنا وتاريخنا ومجتمعنا وديننا. وكي نصل مع الآخرين إلى أسس للتفاهم، ومبادئ مشتركة نستطيع الانطلاق منها إلى حوار بنّاء، فلا بد أولاً من ضمان معرفتهم لنا بقدر معرفتنا لهم. ومحاولة إقامة جسور جديدة معهم تكفل إيصال ما نريد إيصاله إليهم، والانطلاق في هذا من موقف عربي موحد وقوي، مع التخلي عن موقف المدافع الضعيف، الذي ما فتئنا نضع أنفسنا فيه ونحن نواجه كل يوم تهماً جديدة يوجهها العالم إلينا. واللغة كانت دائماً من أهم الجسور التي نعبر عليها للوصول إلى الآخر. واللغة العربية لم تواجه في يوم من الأيام ما تواجهه اليوم من حصار ومذلّة وإهمال، ويقع هذا على أيدي أهلها قبل الآخرين، حتى غدا أحدنا يسير في بعض الأسواق العربية، فلا يكاد يدري وهو يقرأ لافتات المحال التجاريّة فيها، أهو في سوق عربية أم في سوق غربية، وكأنّ لغتهم أصبحت عبئاً ورمزاً للضعف لا بدّ من التخلص منه، إذا أردنا أن نبدو أمام الآخرين أقوياء ومتحضرين. إنهم استغنوا عن لغتهم بما قدّمت لهم المعطيات العالمية الجديدة من ملهيات متنوعة تشغلهم عن أنفسهم، وعن حقيقة انهم لم يكونوا قادرين على تحقيق الحد الأدنى من التواصل مع بقية الأمم ما لم تكن لهم جذورهم الضاربة في الأرض، على رغم أنّ لغتهم كانت ولا تزال من أهم تلك الجذور....
المصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
596945النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16316الموضوعات
الثقافة العربيةالمراكز الثقافية
المؤلف
ابتسام عبدالرحمن البسامتاريخ النشر
20071206الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
فرنسا
الرياض - السعودية
باريس - فرنسا