الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مبادرة الملك عبدالله والخصوصية العربية
الخلاصة
تحرص المملكة دائما إلى السعي من أجل تحقيق الوفاق في منطقة الشرق الأوسط ويأتي ذلك انطلاقا من استراتيجيتها الفعالة في مختلف الميادين وعلى الأصعدة كافة حيث يعد التحرك السعودي تجاه القضايا المختلفة يشكل ثقلا لا يمكن الاستهانة به ليس فقط على المستوى العربي والإسلامي وإنما على المستوى الدولي. إن ما تقوم به المملكة مع إيران من مساع حثيثة وجهود جبارة من أجل إطفاء فتيل الأزمة اللبنانية وإنهاء السياسة العنيفة في الأراضي اللبنانية هي ورقة مهمة لا بد وأن تضاف إلى أجندة المملكة، وأن يتفاعل معها الإعلام العربي تماما كما يتفاعل مع تأويلاته المزعومة التي يصبها في قنواته المرئية والمسموعة والمقروءة ليطبل بما يزيف، والآن لِمَ لا يطبل الإعلام لتلك الجهود الجبارة التي ترصد فيها المملكة جانبا يحقق للعالم العربي والإسلامي مساحة غير بسيطة من الاستقرار على الساحة السياسية على أقل تقدير. ولعل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تتضمن الدعوة للقاء فلسطيني في مكة المكرمة تشير إلى صورة رائعة من صور الاحتواء العربي، وذلك من أجل مراجعة الأوراق والعودة إلى طاولة الحوار ووضع حد للاقتتال بين الفلسطينيين قبل تفاقم الأحداث وتصاعدها. إن تآكل القوة السياسية الذي تخلفه التيارات الحزبية أو الصراعات الطائفية أو الصدامات الداخلية التي تحل بالعالم العربي يحتاج في الواقع إلى وقفة منطق وحكمة كما هي تلك المبادرة، وذلك من أجل لملمة تلك الأشلاء المتناثرة وحقن الدم العربي وإن كان الإعلام يتهم بعض أو كل القادة العرب بدور المتفرج في الأزمات والحروب، ففي المقابل نجد بعض جهات الإعلام العربي في كثير من الأحيان تقبل التوجه إلى ما لا يصب في مضمار مصلحة الأمة ويبخس حق كثير من القادة الذين يعملون جاهدين من أجل تقوية صلب هذا الكيان العربي. إننا نحتاج إلى إعلام عربي ينطق بالكلمة الحقيقية ويضع الأمور في نصابها لندرك قيمة ما تقوم به بعض الدول العربية دون أن يكون تسليط الضوء على تصيد الأخطاء وتحوير المواقف وتأويل الأحداث. إن مبادرة الملك عبد الله التي دعمت على المستوى الدولي لا ترمي إلى التوفيق بين فتح وحماس فقط وإنما يخرج مضمونها إلى توجيه رسالة عربية جادة إلى أهمية التحلي ببعد النظر في السعي لحل قضايانا العربية قبل أن يجر البساط من تحت أقدامنا كعرب، نحتاج إلى أن نكون أكثر خصوصية ونحتاج إلى إعلام يدعم تلك الخصوصية العربية فلن يكون غيرنا أحرص على حقن دماء من أن نسعى إلى ذلك بأنفسنا. إن الالتفاف حول ما يحقق الصالح العربي قل ما نشعر به على أرض الواقع السياسي لأن الدول العربية غالبا ما تتجاهل الهدف الأسمى لتبحث عن أهداف أقصر بكثير مما يجب أن تحقق، فهل تفكر الدول العربية ولو لمرة واحدة في الالتفاف الحقيقي الذي يرمز إلى كتلة عربية تكون جديرة بالاحترام؟
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
597025النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
4862الموضوعات
الاعلام - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
تاريخ النشر
20070202الدول - الاماكن
السعوديةالشرق الاوسط
العالم الاسلامي
العالم العربي
ايران
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان
طهران - ايران