ابن حميد : الحوار الهادف ليس تنازلا عن المسلمات
الخلاصة
حث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين على بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، داعيا إلى الحوار وفق نهج حضاري وفعل ثقافي رفيع يؤكد على المشترك الإيجابي بين الحضارات، محذرا فضيلته من العنصرية ونبذ الآخر لحماية كرامة الإنسان. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس إن أهل هذا العصر يعيشون في حال يكثر فيه التغير وتتداخل فيه الظواهر الدينية والثقافية والقضايا السياسية والمسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المناشط البشرية وتتشابك فيها العلاقة الدولية في طفرة معلومات وتقنية اتصالات، ولم يعد بأهل دين أو ثقافة أن ينفردوا بحل المشكلات والإشكاليات مما يدعو الجميع لفهم مشترك للنظر في مستقبل البشرية ومنع وقوع اصطدامات اجتماعية أو حضارية أو انتشار ضروب من الكراهية والعداء والاستعلائية. وأضاف الدكتور ابن حميد أنه وأمام هذه الصورة فإن عقلاء العالم وقادته مدعوون لوقفة جادة وفاعلة ليستخدموا المفاهيم ويرسموا الأهداف في ضوء الواقع وتحدياته ومتغيراته، مشيرا فضيلته إلى أن محاولة فرض العولمة أو إملاء النموذج أو تبني الأحكام المسبقة والصور المشوهة عن الآخر كل ذلك يتطلب مراجعات ونظرا من خلال الحوار والتفاهم المشترك وهو حوار يصحح الصورة والتصور، ويفتح الميدان واسعا للتعاون على البر والتقوى والمعروف والعدل والبر والإحسان ومقاومة العناد والإثم والعدوان والمنكر والظلم والطغيان، وبث روح التعايش السلمي وإبراز الجوامع المشتركة وقيام الاعتدال وسنة الله في الاختلاف والتعدد الإيجابي وتعميق المصالح المشتركة. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن الحوار من أسس الحياة البشرية أحد الرسالات السماوية، ومن نهج أنبياء الله عليهم السلام، مشيراً إلى أن اختلاف الناس هو المدخل للتعارف والتواصل، فالحوار ليس مجرد دعوة بل حوار تعاون وتنافس إلى عمارة الأرض، وهو حوار يتوخى معرفة الآخر الصادق ويتفهم نقاط الاختلاف والمغايرة ويتفاعل في مجالات الفكر المتنوعة ويتعاون على المقاصد الحسنة والقيم المستمدة من رسالات المرسلين والفطرة التي فطر الله عليها الناس. وأكد الدكتور ابن حميد أن الحوار الهادف والتعايش السلمي والتعاضد بين البشر ليس تنازلا عن المسلمات ولا تفريط في الثوابت ولا تفريقا بين الأديان، فهذا ليس مطلوبا ولا مقصودا ولا مقبولا ولا ممكنا، ولكن المطلوب هو ما فيه خير الإنسان وحفظ كرامته وحقوقه ورفع الظلم عنه وحل المشكلات. وقال فضيلته إنه كان لإمامنا وولي أمرنا ملك هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين - وفقه الله - مبادرة محمودة ومبادئ مشكورة لتنظيم الحوار وتوظيفه في دوائر متدرجة حتى وصلت أوسع منابر الالتقاء بين الأمم وأعلاها، كما أنها مبادرة كبرى لتحقيق كل هذه المقاصد والتعاون على الحق والخير والعدل والفضيلة ومنع الظلم والفساد، مع التعريف بالإسلام والدفاع عنه وإزالة ما أصاب غير المسلمين من غبش ولبس وصور خاطئة واتهامات باطلة عن الإسلام وأهله .
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
597328النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
5514الموضوعات
التعددية الدينيةالحوار
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
تاريخ النشر
20081115الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
مكة المكرمة - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة