الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأرامكويون... ليسوا مخلوقات فضائية!
التاريخ
2009-09-23التاريخ الهجرى
14301004المؤلف
الخلاصة
الأرامكويون... ليسوا مخلوقات فضائية! عبدالله المغلوث الكثير في وطننا باستطاعتهم أن يبنوا. لكن القليل منهم يتقنون. وأرامكو السعودية من هؤلاء القلة. فقد استطاعت بامتياز أن تنفذ مشروع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في الوقت المحدد له دون تأخير أوتفريط في المواصفات والمعايير، التي وضعتها مبكرا، في إنجاز لم نعتده نحن السعوديون. فلم نعتد أن ننتهي من مشروع قبل أوانه أو حتى في وقته، مما جعل الطبيعي استثناءً والاستثناء طبيعيا. فقد اعتقد الكثيرون أن الانتهاء من المشروع في وقته هو الإنجاز الأكبر، رغم أنه أحد الإنجازات وليس أعظمها. الإنجاز الحقيقي في نظري هو الشغف الذي أظهره الأرامكويون في تنفيذ المشروع، مما انعكس على روح الجامعة ومعالمها وملامح مستقبلها. فكما قال هيجلما من إنجاز عظيم في العالم، يمكن تحقيقه بلا عاطفة.لقد تشرفت بالعمل في هذه الجامعة، التي سيفتتحها خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) اليوم، لنحو ثمانية أشهر، ولمست عن كثب الجهود التي بذلها فريق المشروع في سبيل تنفيذه على أكمل وجه. كان يعمل الجميع بحب رغم التحديات الجسيمة التي تواجههم كأنهم يسمعون نشيد أزرا باوندإن ما تحبه حقا سيدوم، إن ما تحبه حقا هو إرثك الحقيقي. كانوا يؤمنون أن حب العمل وروح الفريق سيجهض أي مشكلة في مهدها. فقد كانت العلاقات الإنسانية التي تجمع العاملين استثنائية ومختلفة. ندخل غرفة الاجتماعات ونحن نحمل آراء متباينة ومتفاوتة ومتضادة. لكن نخرج منها ونحن نحمل شيئين فقط ابتسامة ورأياً واحداً.كنت أعتقد أنني أعمل طويلا حتى أتيحت لي فرصة العمل في هذا المشروع. فقد كان الجميع يصلون الليل بالنهار. الرؤساء قبل المرؤوسين. أذكر جيدا أنه خلال التحضيرات لاحتفال الجامعة ببرنامج الشراكة العالمية للأبحاث الذي عقد في جدة في مايو 2008م كيف أن الجميع كانوا شعلة من النشاط. شعلة لا تنطفئ رغم قلة النوم. لا أنسى حينما كنا نجري بروفات للحفل حتى تمام الساعة الثالثة فجرا وكان الرئيس المكلف حينها، المهندس نظمي النصر يتابع كل صغيرة وكبيرة معنا. وعندما هممنا بالمغادرة إلى غرفنا استعدادا لنوم قصير بعد أسبوع مضن وشائك سألنا وهو يتكئ على ابتسامة، ويدفع نظارته بإبهامه إلى الخلف ليتصفحنا بدقة:لنلتق الساعة الرابعة والنصف فجرا لإجراء بروفة أخرى.إن ما حدث تلك الليلة يحدث على نحو يومي في (كاوست). فقد كان كل يوم استثنائيا. العمل لا يحتمل التأجيل لحظة. في ثاني يوم عمل لي في الجامعة يطلبني نائب الرئيس المكلف للمرافق وأحياء السكن، ناصر النفيسي في اجتماع عاجل مع عدد من الزملاء في تمام الساعة الخامسة صباحا لمراجعة بعض المواد. حضرت للمكتب الساعة الرابعة وثلاثين دقيقة صباحا وأفاجأ بالنفيسي في المكتب قبلي، ووجهه يفيض نشاطا وحيوية في حين وجهي منتفخ ومضرج بالنوم.لم يخل العمل في المشروع من اختلافات وصعوبات وآلام. لكنها كانت تتحطم أمام النظام والحماسة والشغف.إن موظفي أرامكو السعوية ليسوا ملائكة ولا حتى مخلوقات فضائية. إنهم مثل الجميع. لكن يملك السواد الأعظم منهم قدرا وافرا من الالتزام عززته ثقافة تحفل بالمُنجِز والمُنجَز . ثقافة نأمل أن تنتشر بيننا لتصير لدينا أكثر من جامعة عالمية، وشركة عملاقة.ليست اليابان وحدها التي تملك نظاما صارما وعظيما. لدينا نحن أيضا أنظمة جديرة بالتقدير. بيد أننا بحاجة إلى من يقدمها ويسوقها لتسيل على أثرها أودية الإبداع والسيليكون. 2 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
597930النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3281الهيئات
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية - كاوست - السعوديةشركة البترول الوطنية - ارامكو - السعودية
المؤلف
عبدالله المغلوثتاريخ النشر
20090923الدول - الاماكن
السعوديةاليابان
الرياض - السعودية
طوكيو - اليابان