الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ألا يحق لنا أن نهنىء أنفسنا بذلك كله ؟
التاريخ
2006-05-06التاريخ الهجرى
14270408المؤلف
الخلاصة
هل بالإمكان إعطائي هاتفك الجوال للحظات أعمد من خلالها إلى مسح كل الرسائل التي بداخله؟ هذا السؤال وجهته لعدد من طالباتي ولغيرهن، ولم أفلح في استقطاب فرد يقدم هاتفه الجوال طواعية، لم أنجح مطلقاً في إقناع أحد بوضع جواله بين يدي لأعبث به وبمحتوياته، بل إن بعض الطالبات مع خجلهن الظاهر بادرن بالرفض معللات بأنهن يردن الإبقاء على رسائل محددة، كما وضحن أن اطلاعهن على محتوياتها لا يلغي رغبتهن في الإبقاء عليها، فإعادة النظر في كلماتها تجلب السعادة لنفوسهن، وأن أهميتها نابعة من قيمة مصدرها ومحتوياتها، فتلك رسالة أخٍ غادر البلاد لأول مرة لإكمال دراسته، وتلك من أختٍ استقرت في مدينة أخرى بعد زواجها، أما تلك فقد وصلت من أبٍ محب، وأخرى تحمل دعاء مخلصاً لأم حنون، وتلك من صديقة الطفولة، وتلك...إلخ. وكنت دوماً أبادرهن باستفسار آخر يتعلق بموقفهن لو علمن أن هذه الرسائل ستكون الأخيرة، وأن أمثالها سينقطع، ولأني على يقين بردة الفعل كنت أتابع حديثي دون انتظار للجواب، لأقول: فإذا كان هذا موقفك من رسائل مع محبة أصحابها لك لا يملكون لك ضراً ولا نفعاً، فكيف تبررين إهمالك لرسالة أعلمت أنها الأخيرة من نوعها، وأن صاحبها ما أرسلها لك إلا لتقرئيها، مبشراً ومحذراً ومعلماً، رسالة تحمل حباً ورحمة لا مثيل لهما، وأن صاحبها هو من أبدع ابتسامتك وصوّر ملامحك، وأنه هو من كرّمك على غيرك وقدمك، وهو العالم بهجرك لرسالته وزهدك بها، وأنه مع قدرته على سلبك ما تملكين من حب أب وأم وأخ وأخت وصديقة طفولتك وصحة ونضارة لم يفعل، وأن رسالته الأخيرة ما زالت تنتظر إقبالك بعد إدبارك! آيات كريمة مباركة تحمل رسالة المولى الأخيرة، هي بين يدي من نذر نفسه وماله وجاهه لخدمتها ورعاية أهلها، آيات كريمة لا تفعل إلا من خلال قلوب وعقول الخاصة منا، ممن اكتست نفوسهم بخلق القرآن، كلمات ربانية لها في نفوس المحبين وقع لا يدرك لغيرهم، وكيف لا يكون هذا حالهم وهم في حمى المولى سبحانه، وكيف لا يكونون هكذا وهم المداومون على مجلسه، الخاضعون لأمره، المتعلقون بشرعه، المحبون لخلقه، هذه هي جملة النفوس التي عمدت لحفظ كتاب الله حباً وإجلالاً له ولمضامينه، هذه هي النفوس التي سعت لسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام تنفيذاً لأمره سبحانه، هذه هي النفوس التي تعالت عن معاني الكبر والحقد وغيرها من النقائص، هذه هي النفوس التي يضنيها ذنبها ويبكيها تقصيرها،....
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
598041النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
2045الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
محمد بن إبراهيم - مفتي سعودي راحل
محمد بن سعود الكبير بن عبدالعزيز بن سعود آل سعود
الموضوعات
تبوك (السعودية)تحفيظ القرآن
ترجمة القرآن
جفظ القرآن
المؤلف
اميمة الجلاهمةتاريخ النشر
20060506الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية