الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مظلة للحوار والاستقرار
التاريخ
2007-10-30التاريخ الهجرى
14281018المؤلف
الخلاصة
مظلة للحوار والاستقرار غسان شربل الحياة - 30/10/07// طبيعة المملكة العربية السعودية والأسس التي قامت عليها وثروتها عناصر تلقي على عاتقها مسؤوليات استثنائية. اهميتها في العالم الاسلامي تجعلها معنية بما يعيشه وهو صعب وكثير التعقيدات. وأهميتها العربية تجعلها معنية بالحاضر العربي والمستقبل ايضاً. والدور الحيوي لثروتها في استقرار الاقتصاد العالمي يلزمها بمتابعة دقيقة للتوازنات الدولية وانهماك الدول الكبرى بالدفاع عن مصالحها الحيوية في منطقة الخليج. هذا قدر السعودية وهذا خيارها. يتغير المشهدان الاقليمي والدولي وتبقى السعودية مدعوة الى دور بارز في الحلقات العربية والاسلامية والدولية. وهي لم تتنكر يوماً لهذا القدر وهذا الخيار. وبمقدار ما تمسكت السعودية بخصوصيتها وسيادتها وحرية القرار اختارت الاعتدال نهجاً في مخاطبة العالم والتعامل مع قضاياه المعقدة. والاعتدال هنا يعني الجمع بين الواقعية في القراءة والمسؤولية في اتخاذ القرار وتحمل تبعاته. بهذه الروحية تصرفت السعودية داخل العائلة العربية. وداخل العالم الاسلامي. وداخل الامم المتحدة. وانطلاقا من النهج نفسه بنت علاقاتها الدولية على قاعدة التعاون واحترام المصالح واحترام الحق في التباين والاختلاف. امام التحديات المطروحة في الحلقات العربية والاسلامية والدولية كان على السعودية ان تكون قوية ومقنعة في آن. قوية باستقرار داخلي عماده علاقة الثقة بين صاحب القرار والمواطنين وورشة مفتوحة للتنمية والتحديث على قاعدة إنضاج المراحل والظروف لا على قاعدة الصدمات. ومقنعة في دفاعها عن حقوق العرب والمسلمين وفي ارساء قواعد التحاور والتعاون مع الدول الكبرى. وليس سراً ان السنوات الاخيرة شهدت تزايداً غير مسبوق في حجم الاخطار والتحديات. ففي عالم ما بعد 11 أيلول (سبتمبر) كانت السعودية في طليعة من استهدفهم الارهاب وفي طليعة من استهدفتهم بعض الحملات التي ادعت العمل على مكافحته. وكان على المملكة ان تسارع الى اعادة صوغ علاقاتها الدولية لجبه محاولة اطلاق مشروع طويل للمواجهة بين الاسلام والغرب يخرج منه العالم الاسلامي مثخنا ومضطربا. ولم تتردد السعودية في اتخاذ قرارات صعبة وجريئة لتبديد ما كان يمكن ان يلحق بصورة العرب والمسلمين في العالم ومصالحهم. انطلاقا من الثوابت السعودية المعروفة وبلمسة من الوضوح والصراحة والمبادرة تحرك الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الامور. في هذا السياق جاءت مبادرة السلام العربية مازجة بين التمسك بالحقوق والرغبة في حرمان اهل التطرف من الاتكاء على الظلم اللاحق بالفلسطينيين للانطلاق في عملية تدمير واسعة لاستقرار المجتمعات العربية والاسلامية. وبالمسؤولية نفسها تعاملت السعودية مع آثار الزلزال الذي ضرب العراق والزلزال الذي ضرب لبنان. دعوة دائمة الى جمع الشمل وتوظيف رصيد المملكة العربي والاسلامي والدولي وقدراتها من اجل ترميم البيت العراقي واللبناني والصومالي على قاعدة اللقاء في منتصف الطريق. حماية القدرة السعودية على الاضطلاع بدور فاعل في الحلقات الثلاث تستلزم تعميق العلاقات بالدول الكبرى والمؤثرة. فهذه العلاقات المبنية على المصالح والصراحة والتعاون هي المظلة التي يمكن ان تقي دول مجلس التعاون من الاخطار التي تطل بفعل سياسات لا تتفق وضوابط القانون الدولي وترسانات لا يقبلها العالم وممارسات اكبر من قدرة استقرار المنطقة على الاحتمال. والمظلة نفسها هي الضمانة لاستعادة موقع العرب في الاقليم وإطفاء النار المندلعة بين ضلوعهم. هكذا يمكن فهم الجولة الحالية للملك السعودي والتي تشمل بريطانيا وايطاليا والمانيا فضلاً عن تركيا. فالدول الاوروبية الثلاث دول اساسية تتسم بثقل سياسي واقتصادي وفاعلية اوروبية ودولية. وغني عن القول ان المحطة التركية مهمة هي الأخرى خصوصاً في الظروف الحالية. ولا تنفصل هذه الجولة عما سبقها اوروبياً وعن المحطات التي شهدتها التحركات السعودية في اتجاه اميركا وروسيا والاقوياء الجدد في آسيا. ان سياسة المبادرة والحضور وتوضيح المواقف واحترام المصالح التي تميز جولات الملك عبدالله وولي عهده الامير سلطان توفر للسعودية مظلة تتيح لها ان تكون احد صمامات الأمان الكبرى في مسألة الأمن والاستقرار في الحلقات الثلاث التي تشهد حالياً اضطراباً غير مسبوق.
الرابط
مظلة للحوار والاستقرارالمصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
598061النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16279الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العراقالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
مكافحة الارهاب
الهيئات
مجلس الامن الدوليالمؤلف
غسان شربلتاريخ النشر
20071030الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
العراق
الولايات المتحدة
ايطاليا
بريطانيا
تركيا
دول مجلس التعاون الخليجي
روسيا
لبنان
أنقرة - تركيا
الرياض - السعودية
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
روما - ايطاليا
كامبردج - بريطانيا
موسكو - روسيا
واشنطن - الولايات المتحدة