الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ودائما هي مبادرات (أبومتعب)
الخلاصة
قبل أشهر قلائل ملأت الشائعات أرجاء البلاد حول نفوق الإبل في مختلف مناطق السعودية .. قيل إن ثمة مرضا غامضا حاق بإبل السعودية، ثم قيل إن الأعلاف التي أعطيت كانت مسممة، ثم قيل إن السبب من النخالة نفسها وقيل إن تاريخ الأعلاف تجاوز حد الصلاحية للاستهلاك. أصحاب الإبل أنحوا باللائمة على التجار وهؤلاء أحالوها إلى عاتق مؤسسة صوامع الغلال، وتحركت وزارة الزراعة ومعها أمراء المناطق لتحري الأمر، أجريت التحقيقات والفحوص وأرسلت عينات من الأعلاف للخارج وظل اللغط يحيط بقضية النفوق، مَن المتسبب؟ ومَن يتحمل مسؤولية ما حدث؟ ومَن يعوض أصحاب الإبل عن فقدانهم قطعانهم على حين غرة؟ نسي الناس هذه الحادثة عدا أولئك المتضررين بالطبع والجهات المسؤولة وذات العلاقة ويوم أمس فوجئت البلاد بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمساعدة أصحاب الإبل النافقة نتيجة تناولها أعلاف النخالة في عدد من المناطق بمبلغ 20 ألف ريال عن كل رأس إبل نافق، ذكر ذلك الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، وأكد أن هذه لفتة أبوية حانية غير مستغربة وأنها امتداد لحرص خادم الحرمين الدؤوب على تلمس احتياجات المواطنين ورعاية مصالحهم والوقوف معهم في السراء والضراء. الجدير بالذكر أن وزارة الزراعة كانت قد أحصت إجمالي الإبل النافقة في جميع مناطق السعودية التي بلغت 3766 رأسا، ما يعني أن إجمالي التعويض الذي أمر به خادم الحرمين الملك عبد الله هو 75.320 مليون ريال، وهي تغطي تعويض جميع ما نفق من إبل جراء تناولها أعلاف النخالة المسممة والتي بيعت في تاريخ 25/7/1428هـ، حيث ستتولى وزارة الزراعة التنسيق بهذا الشأن مع وزارة الداخلية والجهات المعنية وترتيب ما يتعلق بالتعويض من إجراءات. إن هذه الحادثة رغم ما سببته من ضائقات لأصحابها ومن قلق عميق للصوامع ولوزارة الزراعة وللدولة بشكل عام، إلا أنها فتحت أبوابا مشروعة للتساؤل حول تركيبة الأعلاف وتخزينها وتوزيعها وكيفية التعامل معها من قبل أصحاب الإبل أنفسهم.. نعم..فتحت محطات إجرائية ومحطات معاييرية تختص بالمواصفات والمقاييس وبمكونات الأعلاف نفسها فهذه كلها باتت محل إعادة نظر ومراجعة من قبل جميع أصحاب العلاقة.. طبعاً ذلك يوفر ضمانات أكثر حرصا وأشد حزما في إنتاج وتخزين وتسويق وتوزيع أعلاف الماشية بشكل عام .. هذه مجتمعة أمثلة فرضها واقع ما حدث، أما الأمثولة الأجل والأسمى ففي مبادرة خادم الحرمين الشريفين، الذي ضرب صفحا عن كل ما سبق من تبريرات وما قيل وما تبادلته أطراف القضية من سجال تاركا للجهات المعنية المضي في تمحيص حقيقة ما حدث .. أما هو فقد اختصر قلبه الأبوي الكبير الكريم المعاناة والانتظار وبادر (أبو متعب)، ودائما هي مبادراته فأفاء عليهم الخير بجزيل العطاء معوضا كل رأس إبل نافق بـ 20 ألف ريال على طريقة القادة الكبار الأفذاذ حين لا يرضون للضر أن يمس أحدا في ماله أو حاله .. مبادرة من هذا النوع تتعدى كونها سندا اقتصاديا إلى كونها حضنا إنسانيا لا يداوي المكلوم وحسب وإنما يفتح القلوب بالزغاريد والفرحة ويضيء البيوت بها، كما يرفع الأكف بالدعاء الخالص لهذا الوالد الرؤوم أن يسدد الله خطاه ويديمه ذخرا لوطنه ومواطنيه.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
599199النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5205الموضوعات
التنمية الحيوانيةالتنمية الزراعية
السعودية. وزارة الداخلية والأمن
السعودية. وزارة الزراعة
الهيئات
المؤسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق - السعوديةوزارة الداخلية - السعودية
وزارة الزراعة - السعودية
تاريخ النشر
20080111الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية