المؤتمر الإسلامي العالمي يناقش تأصيل الحوار ومصطلحاته الشرعية
الخلاصة
اليوم ـ مكة المكرمة عقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، مساء أمس، جلسة عمله الأولى برئاسة رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ قد افتتحه في وقت سابق. وفيما خصصت الجلسة الأولى لمناقشة المحور الأول للمؤتمر «التأصيل الإسلامي للحوار»، خصصت الجلسة الثانية برئاسة رئيس البرلمان في اندونيسيا الدكتور نور محمد هدايت وحيد، لمناقشة «محددات الحوار ومصطلحاته الشرعية» حيث تحدث فيها كل من الأمين العام للمركز العالمي للوسطية في الكويت الدكتور عصام أحمد البشير و المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم الدكتور سلمان بن فهد العودة. وفي الجلسة الأولى، تحدث في الجلسة المدير التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الدكتور سعد بن علي الشهراني عن الحوار في القرآن والسنة / الأسس والمنطلقات / وأكد فيها أن المحاور المسلم لا ينطلق في حواراته من فراغ بل له أهداف سامية معلومة إذ أن أهداف الحوار هي ثمرته وغايته المطلوبة وبتحديد هذه الأهداف تتضح موضوعاته وأساليبه وعليه فإن الحكم على الحوار حرمةً وجوازًا وتقويماً نجاحًا وفشلاً قوةً وضعفًا إنما يكون بمعرفة أهدافه، فالقاعدة الشرعية تنص على أن الأمور بمقاصدها وبدون تحديد هذه الأهداف يبقى الحوار ضياعًا للوقت وهدرًا للطاقات وإشغالاً للأمة بما لا يرتجى منه فائدة. وأشار إلى أن المتتبع لحوارات النبي صلى الله عليه وسلم سواء مع أصحابه أو مع المشركين أو اليهود والنصارى أو الملوك والأمراء سيجد أن لها أهدافًا عظيمة ربانية ترتقي وتترفع عن الأهداف الأرضية المادية التي يسعى لها بعض البراجماتيين والنفعيين. وقال // مما يؤسف له أنه دخل باسم الحوار والدفاع عن الإسلام من ليس مؤهلاً لذلك // مؤكداً أن الدعاة إلى الله مطالبون بإقامة الحجة وإبلاغ الرسالة للناس كافة فلا بد لهم أن يتسلحوا بعلم ويحذروا من الوقوع في شِراك المحاورات الجدلية التي لا طائل منها. كما تحدث مسئول الشؤون الدينية بالمؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور اسعد محمود السحمراني عن / تجارب من الحوار الحضاري عبر التاريخ / مشيرا إلى انه حصلت قفزات سريعة في عالم الاتصال بفعل التقدم التقني وقد فرض ذلك قدراً من الانفتاح والتواصل بين الأمم والمجتمعات لم تعهده البشرية من قبل كما أن تطور وسائل الاتصال فرض تحديات فكرية وقيمية تحتاج لأنماط من الاستجابات مما يثمر مسارات حضارية غير مسبوقة وقد برزت عناوين لم تكن معهودة مثل صدام الحضارات والفوضى و نهاية التاريخ. وقال // إن الواقع المحيط بالعلاقات بين الأمم والشعوب تغشاه حالات من التوتر تسببها حالات التجاوز والتطاول أو ما حصل وما يحصل باستمرار من أشكال العدوان والظلم الذي وصل بعضه إلى حد احتلال أرض أو استباحة حرمات أو طرد مواطنين من ديارهم أو نهب ثروات أو نشر قواعد عسكرية توزع الرعب في كل الاتجاهات أما على الصعيد الديني والأخلاقي فقد عمدت مدارس تخريبية إلى نشر المفاسد والرذائل باسم الحرية الفردية وحقوق الإنسان //. ثم تحدث رئيس الجامعة الخالصية بالعراق الدكتور جواد محمد مهدي الخالصي عن // تجارب من الحوار الحضاري عبر التاريخ // حيث قال // لقد بنيت كل الدعوات البشرية عبر التاريخ على بدايات حوارية قام بها أصحاب تلك الدعوات أو الذين اقتنعوا بها لإقناع أكبر عدد من الناس بصوابية الأفكار والمناهج العملية التي تؤسس عليها ورسالات السماء التي حملها الأنبياء العظام بنيت على أسلوب الدعوة ومحاولات إقناع أوسع وبتحمل وصبر طويلين ويتناسب كل ذلك والقناعة العميقة التي حملها الأنبياء الكرام عن تلك الدعوة وقدسية الواجب الملقى عليهم //. وبين أن القرآن الكريم تضمن إشارات واسعة لهذه الحوارات بل تعددت الإشارة إلى الحوار الواحد أحياناً إذ تم ذكره بأساليب متعددة أو من خلال مواقع مختلفة يمكن النظر منها إلى تلك الحوارات للحصول على أكبر قدر ممكن من التأثير الايجابي الذي ينفع الإنسان ويسهل له طريق الوصول إلى الحق. وأكد أن تجارب الحوار الحضاري قد بنيت في ضوء الممارسة الإيمانية التي واكبت حركة الرسالات الإلهية كما بنى العقلاء من الناس ومن أتباع الرسل والأنبياء ومن غيرهم طريق الدعوة على هذا المنهاج وأدى هذا إلى قيام تجارب حوارية كثيرة في عصور التاريخ.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
599524النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
12774الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعوداسعد محمود السحمراني
جواد محمد مهدي الخالصي
سعد بن علي الشهراني
سلمان بن فهد العودة
عصام احمد البشير
محمد هداية الله نور وحيد
الموضوعات
الاسلامالتعددية الدينية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
العالم الاسلامي - الاحوال السياسية
حوار الأديان
تاريخ النشر
20080605الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية