الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في كلمة قدمت بها للدليل الخاص بالمؤتمر الديانات السماوية تملك رؤى مشتركة لاستشعار خطر التحديات المعاصرة
الخلاصة
يشهد العالم اليوم ظواهر مؤلمة تؤرق عقلاء العالم من سائر الملل والنحل، وذلك على صعد كثيرة مهمة، فالبشرية تعاني تفككا أسريا وانحلالا أخلاقيا وتلوثا بيئيا وحروبا وصراعات أدمت قلوب العقلاء وكونت هاجساً مؤلماً يدفع الجميع للبحث عن خلاص الإنسانية من آلامها. ويتطلع الجميع من أتباع الديانات والثقافات وزعمائهم إلى الإسهام في استنقاذ البشرية من المخاطر التي تحف بها وتهدد مستقبلها، وتقديم الحلول الناجعة لها. وقالت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في كلمة قدمت بها للدليل الخاص بالمؤتمر العالمي للحوار ونشرتها في موقعها على شبكات الإنترنت إن الديانات السماوية والثقافات المعتبرة تملك رؤى مشتركة في استشعار خطر التحديات المعاصرة، وحرصاً على التعاون فيما يسعد الإنسان، فقد جاءت الرسالات الإلهية لتحقيق مقصد عظيم، وهو إسعاد البشرية في دنياها وأخراها، وكما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: الأنبياء إخوة لعَلّات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد. وأضافت أن الديانات السماوية والثقافات المعتبرة اتفقت مع الفلسفات المعتبرة في مساحة مشتركة يمكن استثمارها، والانطلاق منها إلى آفاق أرحب في مكافحة الرذيلة والانحلال وفساد الأخلاق وتفكك الأسرة وتفشي الإلحاد وآفاق الصراع الأخرى. وأوضحت أن الحوار بين عقلاء الأمم هو السبيل الأنجع للوقوف على نقاط التوافق، والسعي لاستثمارها، وتطويرها، وصياغة برامج عمل مشتركة. وبينت الأمانة العامة لرابطة العالم لإسلامي أن الحوار البناء يركز على المشترك الإنساني سعياً لتحقيق أفضل صور التعارف والتعايش والتعاون مع الآخرين على اختلاف أديانهم وثقافاتهم. وأضافت أن الحوار الهادف إلى تعميق ثقافة التعايش يهمش القوى التي ما فتئت تحرض على الكراهية، وتدعو إلى تأجيج الصراع والحقد والأنانية والاستعلاء على الآخرين. وأشارت إلى أن هيئة الأمم المتحدة جعلت عام 2001م عاماً للحوار بين الحضارات ومواجهة حملات الكراهية وتأجيج الصراع، فأصدرت الجمعية العامة للهيئة الوثيقة العالمية للحوار بين الحضارات، وهو ما يؤكد أن أمم العالم ترغب في الحوار وتؤيده، وترفض في المقابل دعوات الصراع والصدام بين الحضارات. ومن هذا المنطلق تعقد رابطة العالم الإسلامي المؤتمر العالمي للحوار في مدريد خلال الفترة من 13-15 رجب 1429هـ الموافق 16- 18 تموز (يوليو) 2008م تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ التي اعتمدها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي عقد في جنبات بيت الله الحرام في مكة المكرمة. وقالت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي إن المؤتمر الإسلامي العالمي أكد أن الحوار لا يهدف إلى وحدة الأديان ولا التلفيق بينها، وأن الاختلاف واقع بإرادة الله ووفق حكمته، وأنه يقتضي التعارف والتعاون بهدف تحقيق التعايش الإيجابي. ورأت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي أن هناك تساؤلات ملحة يتوقع أن يجيب عليها المؤتمر العالمي للحوار حول أهمية الحوار وجعله وسيلة ضرورية في التفاهم وحل الإشكالات ومواجهة التحديات التي تهدد العالم اليوم، والمعوقات التي تؤثر في تطويره واستثماره إنسانياً في التخفيف من مشكلات العالم، فعدم إقامة الحق والعدل سبب رئيس في تأجيج الصراع وتهديد السلم العالمي، ولا مناص للبشرية اليوم، إذا أرادت التخلص من ذلك، إلا أن تسير في طريق الحوار الإيجابي بين أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارات سعياً لتحقيق مصالح الإنسانية جمعاء. وتسعى رابطة العالم الإسلامي من خلال هذا الجمع الكبير لأتباع الديانات والمعتقدات والحضارات إلى تحقيق جملة من الأهداف منها التأكيد على أهمية الدين مقوماً أساساً للمجتمعات الإنسانية والوقوف على إيجابيات تجارب الحوار وإخفاقاتها، والانطلاق من رؤى موحدة للنهوض بمستقبل الحوار وتطويره ودراسة معوقات الحوار التي تحول دون بلوغه النتائج المرجوة منه والتنسيق العالمي في المواقف الدولية ومواجهة المواقف المنافية للفطر والمثل والقيم الاجتماعية وترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة والممارسات الاجتماعية السامية، والتصدي للإباحية والانحلال والرذائل المختلفة والتفكك الأسري ومواجهة دعوات الصراع التي تدعو إلى الصدام بيـن الأمـم والشعوب.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
601232النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
5390الموضوعات
الاسلامالاسلام والغرب
التعددية الدينية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
الهيئات
الامم المتحدةرابطة العالم الاسلامى
تاريخ النشر
20080714الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
الرياض - السعودية
مدريد - اسبانيا