الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عبقرية التغيير والاصلاح
التاريخ
2009-02-20التاريخ الهجرى
14300225المؤلف
الخلاصة
الجمعة, 20 فبراير 2009ساري محمد الزهرانيهل للتغيير ضرورة لازمة؟!هكذا سؤال يصحّ أن يكون فاتحةً جيدةً، ونحن نعيش هذه الأيام في رحى التّغيير، وبواكير الإصلاح، الذي أقام عليها صاحب عبقريّة ترنو إلى التّغيير، وتأمل في الإصلاح.ونحن إذْ نُقيم السؤالَ كمحاولةٍ لاستنطاقه، لا نزعم أنَّ سطور الإجابة عنه كافية؛ لأنَّ السؤال في ذاته يُجاب عنه كل يومٍ بما يتّسع بعد الجواب الواحد لألف جواب.ولكنَّنا مع هذا؛ نؤمن أيَّما إيمانٍ أنّ التّغيير ضرورةٌ حتميّةٌ تستوجبها المرحلة الآنية، حيث تتداخل -شئنا أم أبينا- المتغيّرات المتلاحقة، والتّحديات الرّاهنة. وعلى هذا يكون التّغيير ضرورةً لازمةً، وسيكون -بعون الله- حقيقةً قائمةً، يتطلّع إليها المخلصون والمصلحون، ويرنو إليها المحبّون من أبناء هذا الوطن الكبير.وعطفًا على ما قلتُ به قبلاً، كانت (عبقريّة التّغيير)، و(إيمانيّة الإصلاح) ترتسم بكل وضوح، وتتكشّف في كل قرار يتّخذه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- بعبقريّته وإيمانيّته منذ أن تولّى دفّة الحكم في هذا الوطن المعطاء.فكان بادئ ذي بدء مشروع (الحوار الوطني)، فمنه بدأت تباشير التّغيير والإصلاح تتبدّى جليّةً لا تخطيها أعينُ الرّائين؛ فكانت: (مكاشفة العقول)، و(مواجهة الأفكار)، في جو مفعم بحب الانتماء، وإن تتعدد المشارب، وتتنوع المذاهب؛ لأنَّ الجوهر الذي يتطلّع إليه الملك عبد الله بعبقرية التّغيير تنظر إلى الوطن من أقصاه إلى أقصاه كبُنية كاملة تتداعى إذا مسّها خلل، أو وقف دونها إصلاح. ثمّ توالت القرارات الحكيمة ترْفد الوطن بـ(الخيرات) و(المسعدات)؛ حتى كان الرابع عشر من فبراير بحق يومًا استثنائيًّا خالدًا في ذاكرة السعودييّن؛ لأنَّه يوم (العقل) لا (العواطف)، وصوت (الفكر) لا (المشاعر)، حيث التّغيير الوزاري الكبير.فكان التّغيير الأبرز -بحسب ما تقتضيه كينونة هذه الزاوية- في (القضاء)، و(التّعليم)، و(هيئة كبار العلماء)، فضلاً عن التكوينات الأخرى التي طالها التّغيير.فالقضاء بما يحتويه من (المجلس الأعلى)، و(وزارة العدل)، أو (ديون المظالم)، وهي في الجملة مفاصل رئيسة تقوم على العدل (حكمًا) ترسيخًا للحقوق، وحماية للأفراد، وإيمانًا بحقوق الإنسان، بعيدًا عن الرؤى الأحاديّة، والاجتهادات الشخصيّة.أمّا هيئة كبار العلماء فدائرتها الواحدة ستخرج منها إلى حيث التّمثيل العددي، والتنوّع المذهبي السنّي، وستحتضن بهكذا تغيير كافّة الأطياف والمدارس المختلفة، خاصّة أنّها بالتّكوين الجديد محقونة بدماء جديدة، ما له أكبر الأثر في الخطاب الدينيّ: تنوعًا، وتسامحًا، ووسطيّةً.وأمّا التّعليم فهو عصب الحِراك النهضوي؛ دفعًا بحركة التنميّة في كل مناشط الحياة، إذ إنَّه في الجوهر بناء ونهضة، ومعول على تخريج أجيال صالحة ذات انتماء وطني.وبعد.. هل بقي لي من قول أختم به رجوعًا إلى ذات السؤال أعلاه؟بقي أن أقول إنَّ لغة التّغيير سمْتُ الأمم المتحضّرة، ومفرداته تحمل لغة إنسانيّة، لا تقف عند حدود الفرد الواحد في معاشه اليومي؛ بل تتعداه إلى حيث المجتمع الواحد، والأمّة الواحدة.ولا تثريب علينا إذا قلنا إنَّ دعوات التّغيير كلها نهجٌ واحدٌ: فمنها المستحسن والمنشود، ومنها المتعجّل المردود؛ ولكنّها تبدّت جليّة لا تغرب عن أعين الفاحصين، ولا تغيب عن فطنة الدّارسين عمّا أنتجته عقلية التغيير المتمثلة في سمت الملك عبد الله؛ لأنها بذات الفحص والدّرس لا تخرج عن خانة الإصلاح المنشود؛ سعيًا نحو بناء الإنسان السعودي، وتشكيلاً لذات الجيل؛ ووعيًا بمرحلته إلى حيث المرجو والمأمول.وتلك الأوامر الملكية في محصلتها تقوم على قواعد سليمة، جوهرها الأساس محاربة الجمود، وخروج بالعقول من سنن أدّت دورها فيما مضى إلى سنن الحاضر الذي تسير عليه سنن التّغيير على بصيرة وعلم بما تقتضيه الأزمنة والأحوال والأطوار.ولا شك أن هذا التّغيير لن ينبت في الخفاء، ولا يتبدى أثره بين عشية وضحاها؛ ولكنّه خليقٌ أن يترك بعده قواعد قائمة تضيف إلى ما تقدمها أو تعززه وتقوّيه. ولعل أصواتًا كثيرة نادت فيما مضى بالتّغيير؛ ولكنّها دعوات تحمل على وجهها طابع العجلة، الذي يكشف عن حقيقتها حين تتهاوى وتتساقط، حتى تكشفت عبقرية التّغيير والإصلاح من لدن خادم الحرمين بعيدًا عن عجلة المتعجّلين، فكان كما قال تعالى:(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).
الرابط
عبقرية التغيير والاصلاحالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
603637النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
0الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالسعودية - الأوامر الملكية
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية. وزارة العدل
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
ساري محمد الزهرانيتاريخ النشر
20090220الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية