الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اليوم الوطني في الخارج بين سفاراته وأنديته
التاريخ
2008-09-22التاريخ الهجرى
14290922المؤلف
الخلاصة
الوطنية بمفهومها الشمولي هي في حقيقتها غريزة فطرية ومشاعر عفوية تنمو في داخل النفس وتغرد في ظلال الروح والحس ، وهي في المقابل حاضر وماض ومستقبل يشعر الفرد بنتمائه وأصالته ، ولعل هذا الأمر ببساطة ينجلي بالمشاعر الأولى حين سفر الإنسان عن وطنه وتغربه عنه ذلك الشعور المختزن بالحزن والوحشة ، واللهفة والغربة ويتنامى ذلك الشعور حين عودته لوطنه الذي هو كنفه وعشه ومرتعه الذي ربي في خيره وحبا بين أهله والتي يحس لحظتها أن روحه دبّت إليه من جديد ، فحقيقة حب الوطن والانتماء له لا يتجسد بذكرى سنوية له فقط بل هي مشاعر جبلية تنمو كل يوم وتشرق مع كل صباح . فليس الحديث عن الوطن وعن حبه حديثا مترفا بل هو من صميم تراثنا وديننا الإسلامي الحنيف فالمتمعن في تراث الإسلام يجد أن مصطلح الوطن جاء في القرآن بلفظ الدار والديار ، وجاء في السنة بالمصطلحين ، لذا تكون حياة الأمم وحيويتها وسعادتها تكون بحياة الوطن في النفوس بالأعمال والالتزام لا بالشعارات والأقوال والانفصام . وإن في ذكرى اليوم الوطني لمملكتنا الغالية خارج البلاد بصمته ونكهته الخاصة ، وإحساسه الفريد خاصة وهو يعكس مآثرها ويوضح حاضرها ومستقبلها ، فسفارتنا في الخارج لها الدول الأكمل الذي يجب أن يذكر فيشكر فهم سفراء خير ، ورواد وطن ، وشموع تشرق في الخارج ، ولن أنسى حضوري منذ سنة للاحتفال لهذا اليوم بدعوة من سفارة خادم الحرمين الشريفين بماليزيا بجهود سفيرها المحبوب الأستاذ محمد رضا أبو الحمايل وكوكبته المباركة من الدبلوماسيين ، ذلك الاحتفال الذي حضره سفراء الدول الإسلامية وغيرهم ،كماحضره الطلاب المبتعثون الذين ما زالوا يشرفون البلاد بمساهماتهم الوطنية في نواديهم الطلابية التي هي ثمرة حقيقية وصورة مشرقة في الخارج .فمشهد اليوم الوطني خارج البلاد يحمل في أحضانه شريط الذكريات الطويل لمملكتنا الغالية وفي يوم ذكرى اليوم الوطني المحتضن بالإنجاز والإعجاز والأخبار والإبهار والخير والبطولة والأمطار ، هو شريط متعدد القنوات والمشاهد والفنون العظيمة الخالدة ، كما أنه شريط خـّط ملحمته مؤسس هذه البلاد _ طيب الله ثراه _ فمنذ أن سجل قلم التاريخ حروفه الأولى ليكتب تاريخ المجد للملك عبدالعزيز إذا به يسطر مسيرة رجل حضن بين جنباته فن القيادة وفكرة الحضارة وبناء الأمة . لذا يكفي أن تكون المفاخر والمآثر والإنجازات والتطورات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جعلته وجعلت هذا البلاد في محط تقدير العالم واحترامه لما حقق من إسهامات إنسانية وحضارية وعالمية ومحلية ، كل هذا يجعلنا نؤمن أن للوطن حقا وقدرا يجب أن يتجسد في كل نواحي سلوكنا وأن ينطبع على ثقافتنا ورؤيتنا . فمحبة الوطن والانتماء له والشعور بالوطنية الحقة يجب أن يترجم إلى واقع سلوكي وذوقي ، وألا يكتفى بأن يكون مقررا دراسيا عارضا ومدرسه لا وطنية له ، وألا تكون « الوطنية « كمصطلح يتغنى به البعض وهو منه براء ، فليست الوطنية شعارات يرددها النفعيون ودعايات يتجمل بها البهلوانيون وهواية يرددها تجار الكلام ، ولكنها في المقام الأول وعي وثقافة والتزام ، ومحبة وسلوك حضاري ، فمحبة الوطن هي ترجمة حقيقية تنعكس على الفرد في طاعته لولاة أمره ثم محافظته على هويته ومقومات مدينته وحيه الذي يسكن فيه . والوطنيون الصادقون هم الملتزمون بأعمالهم وواجباتهم العارفون بأمانة مناصبهم المراقبون لله في قراراتهم وسلوكياتهم . وإن معنى الوطنية وحب الوطن في النفوس هي في معايشتنا لفكرة « للبناء والولاء لا للهدم « ، ثم هي ميدان كبير لإشاعة ونثر زهور الحب للجميع فلا عصبيات ولا قبليات ولا طائفيات . كل الأمل أن تساهم قيادتنا الرشيدة بدراسة الآليات التي تعيد وتزرع وتغرس وتثبت قيم الوطنية التي ربما تزعزعت في ظل الأوضاع الاقتصادية المنهارة التي يحس بها البعض ، كما على المؤسسات الفكرية والتعليمية والإعلامية دورهم الفاعل في إبراز روح هذه المعاني الكبرى للوطنية . hani077@hotmail.com
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
602257النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12883الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
محمد رضا أبو الحمائل
الموضوعات
الابتعاثالتخطيط الاقتصادي
الثقافة
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - الاحوال السياسية
المنح الدراسية
اليوم الوطني
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
الهيئات
السفارة السعودية بكوالالمبورالمؤلف
هاني بن عبدالله الملحمتاريخ النشر
20080922الدول - الاماكن
السعوديةماليزيا
الرياض - السعودية
كوالالمبور - ماليزيا