الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الشيخ السديس .. العالم الفقيه
التاريخ
2009-10-10التاريخ الهجرى
14301021المؤلف
الخلاصة
الشيخ السديس .. العالم الفقيه بقلم : محمد الوعيل بقلم : محمد الوعيل ماذا يمكن أن نفعل للغد؟ هل نركن إلى الواقع، كأننا ننتظر السماء لتمطر علينا الذهب والفضة؟ أم نسعى ونفكّر ونتدبّر، على الأقل لنساير العالم الذي يعدو للأمام بشدّة؟ الخيار الثاني هو المنطقي، ومتلازمة العلم والإيمان هي الأجدى والأجدر، وإذا كان الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، فإن العلم هو الأداة للتوقير والتصديق معاً، وعندما تمسك آباؤنا الأوائل بهذه المتلازمة امتلكوا ناصية الدين والدنيا، ولما ضعفوا وخفتوا، تأخروا علمياً وصاروا في مؤخرة الركب، ونهشتهم الفرق والملل والنحل، حتى استباحتهم أفكار العنف والتطرف كما نرى الوضع الآن. جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية، محاولة جريئة لقلب المعادلة، ورؤية حكيمة لإعادة الاعتبار للعقل الإنساني والفكر البشري، الذي لا يتناقض أبداً مع ثوابت الدين والقيم العامة، ولا يبدو منطقياً أبداً النظر بعين التشكيك أو التعامل مع مثل هذا المشروع النهضوي العملاق جرياً وراء واحدة من عاداتنا السيئة في عالمنا العربي بالذات، ألا وهي الاسترسال وراء الشائعات. وقائد مثل خادم الحرمين الشريفين، عندما يطرح للعالم مثل هذا الصرح الكبير، فإنما يحاول استعادة زمام المبادرة العلمية واستنهاض القوى الفكرية من سباتها الذي طال كثيراً، مستلهماً في نفس الوقت، ذات التجربة الخلاقة التي سادت العالم في عصر النهضة الإسلامية الكبرى. لهذا، كانت كلمات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام تعبيراً عن فكر العالم الفقيه، المدرك لطبيعة الهدف، ونبل الغاية، وشرف الوسيلة، وعندما طمأن الجميع بأن هذا «المشروع الحضاري العملاق في أيدٍ أمينة، وربّانٍ ماهر»، معتبراً أنه «شجرة مباركة في دوحة عظيمة، تجعل من العقيدة والشريعة منطلقاً في كل أعمالها»، فإنه أضاء لنا ما كان يخفى على البعض منا. والآن .. ما واجبنا نحن كمواطنين وكعلماء وكقادة فكر ورأي عام؟ واجبنا كما قال الشيخ السديس ـ رعاه الله ـ أن نبارك هذه الجهود العظيمة، ونحذر من الخوض فيما لم يتبين لنا أمره، أو الاسترسال وراء الشائعات المغرضة التي يريد أعداء الأمة وخصوم المجتمع أن تتقاذفنا أمواج الفتن، فيطمع فينا الآخرون ويستهزئون، ويقولون : إننا رغم كل إمكانياتنا وحضانتنا الدينية والأخلاقية لم نتفق ـ حتى الآن ـ على مشروع حضاري واحد! إننا الآن أحْوَج ما نكون إلى درء الفتن، وأحوج أيضاً إلى صفاء النيّة، وافتراض الحسنى والعمل الصالح، وإسلامنا جاء بالحكمة والموعظة الحسنة، لذا كان الحصن المنيع، والقيمة العليا. إسلامنا علمنا أن الدين لا يتعارض أبدا مع العلم، وأن قرآننا صالح لكل زمانٍ ومكانٍ، في أحكامه وتشريعاته، وأن هذا الكتاب السماوي هو الذي أمرنا بأن نقرأ ونتعلم، ونجتهد، وكما قيل «لا حياء في الدين» فإنه أيضاً لا حياء في العلم، ولا خجل في المعرفة .. وهذا بالذات ما سيكون ـ بإذن الله ـ عنواناً مستقبلياً جاءت الجامعة لتضع أولى لبناته، وتضعنا على أول الطريق.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
601930النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13266الموضوعات
التنمية الاقتصاديةالجامعات والكليات
المؤلف
محمد الوعيلتاريخ النشر
20091010الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية